دواعش أوروبا
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

دواعش أوروبا

دواعش أوروبا

 الجزائر اليوم -

دواعش أوروبا

عمرو الشوبكي

هى بالتأكيد 11 سبتمبر الفرنسية، وقد تكون أكثر قسوة من نظيرتها الأمريكية من زاوية الاختراق الأمنى الكبير والسهولة التى تحرك بها الإرهابيون فى شوارع باريس وهم مدججون بالسلاح والأحزمة الناسفة دون أن يوقفهم شرطى واحد، فى حين أن اعتداءات سبتمبر كانت مبتكرة وغير مسبوقة، ويصعب فى وقتها مواجهتها لأن وقودها كانوا بشراً مثل كل البشر لم يحملوا سلاحاً ولا قنابل، وقادوا طائرات نحو أبراج نيويورك، وكانت جريمتهم الكبرى.

إن ما جرى فى باريس مثل تحولاً حقيقياً فى مسار الجماعات الإرهابية ، وأصبحنا لأول مرة أمام تحدى انتقال بيئة حاضنة للإرهاب فى مكان إلى مكان آخر، ونجاحها فى توجيه ضربة مؤلمة فى داخل المكان الجديد.

إن ما جرى فى باريس هو نتاج لتداخل بيئتين حاضنتين شكلتا اختيارات هؤلاء الإرهابيين، وليس كما اعتدنا من قبل حين كانت هناك بيئة واحدة حاضنة للإرهاب فى معظم دول العالم، فمصر عرفت إرهابا محليا لجماعات جهادية وتكفيرية (الجماعة الإسلامية والجهاد) فى ثمانينيات القرن الماضى واجهت السلطة بالعنف وفشلت فى إسقاطها، وكذلك عرفت الجزائر الجماعة الإسلامية المسلحة التى مارست العنف والإرهاب فى مواجهة النظام القائم، وفشلت أيضا فى إسقاطه، وكذلك فى المغرب مع الجماعة السلفية الجهادية التى مارست إرهاباً انتقامياً قتل وأصاب دون أن يمتلك القدرة على تهديد النظام القائم، وكذلك أوروبا، خاصة فرنسا فقد شهدت إرهابا محليا مارسه بعض شباب الضواحى الفرنسية الفقيرة مثلما فعل الأخوان شريف وسعيد كواشى، فى شهر يناير الماضى، حين اعتديا على صحيفة شارلى إبدو الفرنسية وقتلا ما يقرب من 20 شخصا.

والحقيقة أن عملية باريس ذات طبيعة مختلفة تماما، فلأول مرة تشهد فرنسا ومعها أوروبا نموذج «الإرهابى الانتحارى»، وكأننا فى الرقة أو الفالوجا ولسنا فى عاصمة أوروبية، بما يعنى استحالة فصل البيئة الخارجية والحاضنة السورية والعراقية عما جرى فى فرنسا، فعلى الأرجح أن عددا من هؤلاء الإرهابيين الذين نفذوا عملية باريس قد سافروا إلى سوريا وقاتلوا مع داعش (شهود العيان يقولون إن القتلة استخدموا «الكلاشينكوف» بدم بارد وبخبرة كبيرة وكأنه سلاح أطفال)، قبل أن يعودوا إلى فرنسا لينتقموا منها نتيجة تدخلها العسكرى فى سوريا.

حديث معظم السياسيين الفرنسيين، بمن فيهم رئيس الجمهورية، كان عن مواجهة الإرهاب انطلاقاً من مواجهة التطرف على الأراضى الفرنسية، وهو أمر يكاد يكون بديهيا، ولكنه لن يستطيع هزيمة الإرهاب العابر للحدود ولا حتى حصاره. والحقيقة أن مشكلة فرنسا، ومعها أوروبا، باتت أساسا واقعة خارج الحدود، وتحديدا داخل الأراضى السورية، وأن تصور أن القضاء على الإرهاب سيكون كما قال رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند «بحرب بلا رحمة على داعش»، وقيام فرنسا بغارات مكثفة منذ أمس الأول، ضد التنظيم الإرهابى فى سوريا لن يحل مشكلة الدواعش العابرين للحدود، ما لم تتغير البيئة السياسية والاجتماعية الحاضنة لهم.

سيصعب على فرنسا مواجهة هذا النوع من الإرهاب بأساليب فرنسية محلية على طريقة إعادة تأهيل الدعاة وتعزيز ما يسمى قيم الإسلام الفرنسى المنسجم مع مبادئ العلمانية، واستبعاد دعاة العنف والتحريض، خاصة بعد أن أعطت حالة الطوارئ الحق للسلطات الفرنسية فى إيقاف المشتبه بهم (وضعت ما يقرب من 3 آلاف شخص تحت المراقبة وأوقفت حوالى 50 شخصا)، بل ووضعهم تحت الإقامة الجبرية، وهى كلها إجراءات مفهومة ولكنها لن تهزم الإرهاب القادم من خارج الحدود، لأن ببساطة بيئته الحاضنة حيث يقبع كل من بشار الأسد وداعش، كأكبر مصدرين للإرهاب فى العالم، وليس فقط أو أساساً الضواحى الفرنسية الفقيرة.

معركة فرنسا الأساسية هذه المرة خارج الحدود، وإذا كان الإرهابيون اعتدوا على شعبها بسبب تدخلها العسكرى ولو المحدود خارج الحدود، ممثلا فى غاراتها ضد داعش فى سوريا، فإن الحل يتجاوز الضربات الجوية ليصل إلى ضرورة اتخاذ موقف دولى موحد مما يجرى فى سوريا، وضرورة إيجاد حل سياسى يغير فى طبيعة البيئة الأولى المفرخة للإرهاب فى العالم (سوريا والعراق).

إن ما جرى فى فرنسا ما هو إلا بداية ناقوس خطر حقيقى ستدفع ثمنه الإنسانية جمعاء، ما لم يجد العالم حلاً جذرياً للكارثة السورية يخلصها من طرفى المصيبة الكبرى داعش وبشار، وأن الحديث عن الحل السياسى المؤجل فى سوريا (والغريب أنه نال درجة كبيرة من التوافق الدولى والإقليمى حاليا)، ويتمثل فى الدخول فى مسار سياسى يحافظ على ما تبقى من الدولة والجيش السورى، ويؤدى إلى استبعاد بشار الأسد، يضمن ألا تصبح سوريا عراقاً أخرى بلا دولة ولا حتى بقايا جيش.

دواعش أوروبا نتاج بيئة حاضنة عابرة للحدود استقبلت مئات الأوروبيين الذين حاربوا فى سوريا وقتلوا وذبحوا أبرياء مثلما فعل إخوانهم من الإرهابيين العرب، وعاد بعضهم خلسة إلى بلاده الأصلية ليفتح قناة وصل بين البيئتين السورية والأوروبية، ولذا لا حل بالاكتفاء بضرب داعش، إنما بتغيير البيئة الاجتماعية والسياسية التى احتضنتها، وعندها سيصبح استئصالها مسألة وقت، وستصبح معها ضربات فرنسا الجوية مجدية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دواعش أوروبا دواعش أوروبا



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria