حوارات مصرية 22
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

حوارات مصرية (2-2)

حوارات مصرية (2-2)

 الجزائر اليوم -

حوارات مصرية 22

عمرو الشوبكي

فى غمرة الصريخ والهتاف الذى يخيم على البلاد، وفى ظل أداء إعلامى هو الأسوأ فى تاريخ مصر، اختفى أى نقاش علمى وسياسى عن كيفية إدارة مصر لعلاقاتها الخارجية، وتحولت علاقاتنا بدول العالم إلى نوع من الصخب الفارغ الذى يذكرك بأجواء ما قبل 67 وليس أداء 73، ويدل على عدم معرفة بأبسط التحديات التى تدور حولنا، ولن يوقفها هتاف البعض كل يوم عن عبقرية قيادة مصر، لأننا بالفعل نرتكب كل يوم أخطاء جسيمة قد تعصف بكثير مما تصورناه من المنجزات.

علاقتنا مع الخارج تشمل أربعة أنواع من الأطراف والقوى الخارجية: الأول الدول التى تؤيد المسار السياسى الجديد بشكل كامل، مثل السعودية والإمارات، وسارت حذوهما تقريبا كل الدول العربية، ما عدا قطر التى لا تمتلك إلا مالاً للإفساد والتخريب، والثانى الدول التى تعارضنا ولا يبرز فيها اسم دولة محترمة إلا تركيا، والتى فى طريقنا لأن نخسر شعبها بهذه الرعونة التى يستخدمها البعض، حتى وصل الأمر إلى أن تحول مهرجان القاهرة إلى ساحة للاستقطاب السياسى، وقرر أن يكون فيلم الافتتاح نكاية فى تركيا عن مذابح الأرمن (التى حدثت بالفعل)، ولكن معظم الأتراك بمن فيهم أشد خصوم أردوجان يصدمهم فتح هذا الملف، على اعتبار أن تركيا كانت فى حالة حرب، وأنه عادة ما يكون هناك ضحايا لكل الحروب، كما يقول الأتراك حكومة ومعارضة.

ودون الدخول فى هذا الجدل، فإن نقل الصراع مع أردوجان إلى العلاقة مع الشعب التركى أو حديث عن دعم الأقليات الكردية أو الأرمنية أو قطع العلاقات الاقتصادية (التى نستفيد منها بصورة أكبر) يدل على أننا نعيد بثبات تجارب الفشل العربية التى قُطّعت فيها أواصر الأخوة بين الشعوب بسبب خلافات السياسة.

الرد على أردوجان يكون بإبراز مثالب حكمه وفضح سياساته وليس الإساءة للشعب التركى وحديث المقاطعة الذى نكرره مع كل أزمة منذ الرسوم الدنماركية وحتى «رباعية أردوجان».

أما الطرف الثالث فى المعادلة الخارجية، فهو الغرب المتقدم والجنوب النامى، أى باقى بلاد خلق الله، وهنا سنجد مصر بدأت تعيد اكتشاف أفريقيا مرة أخرى حتى لو متأخرة (ربما تكون كل تأخيرة فيها خيرة)، وتحاول أن ترمم عمقها الأفريقى بعد أن ظل مستباحاً من أطراف كثيرة من خارج القارة.

أما موضوع أوروبا وأمريكا، فمازلنا بعيدين تماما عن التعامل الصحى والسوىّ معهم، فهذه البلاد لديها مشكلة عميقة فى علاقتها بدول العالم الثالث تتعلق بإيمان نخبتها بالديمقراطية أو بالأحرى هى نتاج نظم ديمقراطية، وفى نفس الوقت حرصها الشديد على تحقيق مصالحها، وإذا تعارضت المبادئ الديمقراطية التى تؤمن بها مع المصالح فإن هذه النخبة اختارت فى أغلب الأحيان الأخيرة. والمؤكد أن موقف الدول الغربية مما جرى فى مصر كان خليطا من عدم الراحة من مبدأ تدخل الجيش فى العملية السياسية مختلطا بالمصالح والرهانات التى بنيت على الإخوان، ثم بعد ذلك عاد واعترف بالأمر الواقع، بصرف النظر عن موقفه المبدئى من هذا التدخل.

والمؤكد أن كثيرا من السياسات الغربية، خاصة الأمريكية، اتسمت بالمراوغة والتحايل والكيل بمكيالين، أما نحن ففى غمرة تركيزنا على معايير أمريكا المزدوجة نسينا أن هناك فى كل المجتمعات البشرية أصوات ضمير، يزيد تأثيرها فى النظم الديمقراطية ويعبر عنها مثقفون وكتاب وفنانون وسياسيون، وهؤلاء يؤثرون بالقطع على صانع القرار حتى لو أحيانا.

والحقيقة أن معضلة مصر فى الوقت الحالى ليست فقط أو أساساً أنها مختلفة مع أمريكا والغرب، فقد اختلف عبدالناصر معهم بصورة أشد، إنما فى كونها لم تربح معركتها الأخلاقية مع القوى الحية داخل الغرب والشرق أيضا على عكس عبدالناصر الذى خسر النظم الغربى، إلا أنه كسب صوت قوى الضمير فى العالم كله، ودافعوا عنه بشدة، باعتباره صوت تحرر وطنى يبث قيم العدالة والمساواة بين شعوب الأرض، فكان له ظهير شعبى وأخلاقى داخل الغرب والشرق معا، عوضته ولو جزئيا خسارته للنظم.

أما الآن فالغرب الحاكم يتربص بمصر، لا يرغب فى تفكيكها ولا تقدمها، أما ضمير المجتمع الغربى وشعوب العالم وصوته الديمقراطى فهو فى غالبيته الساحقة ليس مع الحكم الجديد فى مصر وينتقد بصورة جذرية الانتهاكات التى تحدث فى مجال حقوق الإنسان والحريات العامة والإغلاق التدريجى للمجال العام.

أن تخسر وأنت تحاول تأسيس مشروع سياسى جديد صوت الضمير فى العالم كله ولا تحاول أن تتحاور معه من الأساس، وتكتفى بأن تكلم نفسك وتتصور بكل بساطة أن كل النخب العلمية والسياسية هى مجرد أدوات لحكامهم، كما يحدث فى الدول غير الديمقراطية، حتى تعطى لنفسك حجة بعدم التواصل والحوار معهم.. بصرف النظر عن الاتفاق والاختلاف، فإنك حتماً ستخسر معاركك القادمة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوارات مصرية 22 حوارات مصرية 22



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria