لا تســتســلم
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

لا تســتســلم!

لا تســتســلم!

 الجزائر اليوم -

لا تســتســلم

بقلم : مكرم محمد أحمد

هذا كتاب مهم يحسن أن يقرأه كل من مر بهذه التجربة العصيبة ، تجربة مريض بالسرطان جاوز الأربعين عاماً، أستاذ فى علوم السياسة يدير مؤسسة ناجحة للأبحاث الاستراتيجة، مفتوح أمامه المستقبل على مصراعيه دون عوائق، لكنه ذات صباح اكتشف أن فى جسمه ما يشبه أن يكون عقداً صغيرة ، وعندما ذهب إلى طبيب يفحصه فى لندن قال له الطبيب البريطانى بلهجة محايدة ودفعة واحدة دون أى تمهيد، «ستموت بعد أسبوعين» وعلى الرغم من أن الموت حقيقة مؤكدة لا مهرب منها فإن خبره يكون له دائماً وقع المفاجأة يتلقاه الناس بدهشة وكأنه خروج على ناموس الحياة، ويبدو أن «عبارة ستموت بعد أسبوعين» كانت كافية لاستنفار إرادة الحياة لدى أستاذ العلوم السياسية ، السلاح الخفى الذى أودعه الخالق فى كل نفس بشرية ومنحنا بعض المعرفة به وأوكل الينا استخراجه فى اللحظة المناسبة لنستعين به على عوامل الموت والفناء. ومهما تكن احترافية سلوك الطبيب البريطانى الذى منح نفسه حق تقدير الأنفاس المتبقية على الارض بدعوى ضرورة إبلاغ المريض بحقيقة مرضه مهما تكن خطورة حالته ، فان تحديد المدة الباقية للحياة ليس سلوكاً مقبولاً من أى طبيب خاصة فى حالة مريض السرطان الذى يحتاج أول ما يحتاج الى طبيب يجيد التعامل معه نفسياً لأن الواقعة كان يمكن أن تؤدى الى نتائج بالغة السوء لو أن المريض استسلم لمشاعر الخوف والضعف . لقد مضى الأسبوعان وتلاهما أسابيع كثيرة طالت إلى سنوات ، ولا يزال المريض على قيد الحياة بعد أن شُفى تماماً من مرضه ، يكتب وينشر ويدير مؤسسته البحثية بكفاءة عالية ويروى فى كتاب مهم تجربته مع مرض السرطان ، يوثق هذه التجربة التى تخلص فى رفض الاستسلام وامتلاك القدرة على قهر المرض والانتصار عليه، وأن الاصابة بالسرطان لا تعنى النهاية، وأن هناك من استطاع الصمود أمام هذا الخيار الصعب عن طريق إحياء القدرات التى زودنا الله بها ، وأن فرص الشفاء قائمة إذا رفض المريض الاستسلام وقاوم خصمه الشرس . لا تستسلم هذه الفكرة وهذا النداء قد يكون خلاصة تجربة دكتور جمال سند السويدى رئيس مركز الابحاث الاستراتيجية لدولة الامارات مع مرض السرطان ، لا تستسلم لان الله أودع فى كل منا نسبة ربما لا تكون فى كل الأحوال متساوية من الاحتمال والعزيمة والإرادة والعقل تكفى لقبول التحدى ، وواجب الانسان الرشيد أن ينمى ما أودعه الله داخلنا من هذه القدرة ، صحيح أن الاصابة بالسرطان تمثل حدثاً يزلزل حياة كل من يتعرض له ، بل لعله الحدث الاكبر والاكثر تأثيراً فى النفس والاكثر حضوراً فى الذاكرة في كل لحظة ، لأن ما يحدث فى الوعى والنفس والروح أقرب فى مداه وتأثيره على مستوى الفرد من حدث «الانفجار العظيم» ، يرافقك تأثيره سنوات لا تعرف خلالها سواه، ولا تشعر بغير سطوته وتحاصرك فى كل لحظة فضلا عن أثره البالغ على كل عضو من جسمك. وأصعب الأيام بالطبع هى أيام العلاج الكيماوى خاصة فى البداية التى تمثل أولى جولات النزال مع المرض عندما يتساقط شعر الرأس واللحية، لكن ما يساعد المريض على عبور هذه الفترة أن يكون قد قرأ الكثير عن مرضه وأن يهتم بمتابعة تطورات حالته ، ويتفهم جيداً طبيعة كل مرحلة من مراحل العلاج ، وبمعنى آخر أن يعرف أكثر عدوه ويتبين مدى شراسته ويدرك قدرة الخلايا السرطانية على غزو الخلايا السليمة المجاورة وتدميرها ونقل الخلل الى اعضاء ومناطق أخرى من الجسم بسرعة فائقة، بما يكشف التوحش المتزايد للخلايا المريضة التى تفترس خلايا الجسم السليمة بنهم بالغ ،والعلاج الكيماوى هو خليط من سموم توجه لقتل الخلايا المنفلتة التى تتطلع دائماً الى غزو الخلايا المجاورة ،ولأن العلاج الكيماوى شبه قاتل فإن جلساته يتبعها عادة إمداد جسم المريض بصفائح دماء جديدة، وما من شك فى أن المعرفة فى حد ذاتها قوة وكلما تعرفت على مرضك كنت على بينة منه ولم يعد عدوك مجهولاً، واصبحت تعرف ملامحه وتستطيع أن تتنبأ بما سوف يفعل! بما يزيد من ثقتك فى نفسك وقدرتك على الشفاء ، كذلك فإن القراءة عن المرض بما يصاحبها من تفكير وإعمال للعقل وتنبيه لملكات الملاحظة تشحذ إرادة المقاومة على هذا الخط الفاصل بين الموت والحياة. من فضلك لا تستسلم، فإن إرادة الحياة تمثل أهم عوامل الشفاء وهى موجودة داخلك وعليك أن تعثر عليها وأن تجليها ليس فقط فى مواجهة السرطان ولكن فى مواجهة أخطار أخرى جسيمة ربما لا تقل خطراً عن السرطان. 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تســتســلم لا تســتســلم



GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria