الطريق إلى عقل أوروبا
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الطريق إلى عقل أوروبا

الطريق إلى عقل أوروبا

 الجزائر اليوم -

الطريق إلى عقل أوروبا

بقلم - مكرم محمد أحمد

فى ترحيبه بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية، أكد رئيس المؤتمر ولفجانج إيشنجر أن مشاركة الرئيس السيسى فى المؤتمر تُمثل حدثا تاريخياً مهما لإعادة صياغة الشراكة بين أوروبا وإفريقيا لأن العلاقات القائمة الآن بين الطرفين تحتاج إلى تغيير شامل ينقلها إلى نطاق شراكة إستراتيجية لمواجهة مخاطر الإرهاب وتحقيق النمو الاقتصادى، وهذا ما أكده الرئيس السيسى فى بداية كلمته أمام المؤتمر، ليس فقط بصفته رئيساً لدولة مصر التى تتفاعل مع محيطها الإقليمى الإفريقى والعربى وتضطلع بدور رئيسى فى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية لمنطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، ولكن لأن مصر التى تسلمت قبل أيام قليلة الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقى لعام 2019 تتطلع للتعبير عن شواغل الشعوب الإفريقية التى تنشد الأمن والاستقرار والتقدم .

وحدد الرئيس السيسى فى خطابه أمام المؤتمر، طبيعة المخاطر والتحديات الأمنية التى تواجه عالمنا المعاصر وبينها استمرار بؤر التوتر والصراع على الصعيد الدولى وتفشى مخاطر الإرهاب والتطرف، وتصاعد معدلات الجريمة المنظمة، وما يشكله ذلك من ضغوط على مفهوم الدولة الوطنية التى يتهددها خطر انهيار مؤسساتها وضياع مقدرات الشعوب وأمنها واستقرارها، خاصة مع تصاعد ما يشهده النظام الدولى الآن من مظاهر الاستقطاب وزيادة حدة المواجهات السياسية التى تضاعف حجم المخاطر إلى جانب تحديات الطبيعة فى تغيرات المناخ والتصحر ونقص المياة وهى تحديات جسيمة تفوق قدرة أى دولة على مواجهتها، إنها تحديات عابرة للقارات لا تعترف بالحدود الجغرافية ويمتد تأثيرها إلى الجميع، وأوضح الرئيس السيسى للمؤتمر أن موقع مصر إفريقياً وعربياً وأوروبياً يجعلها تتأثر وتؤثر فى حالة عدم الاستقرار فى بعض دول الجوار، وعندما سقطت بعض دول الجوار بفعل فاعل هو الإرهاب الذى لا تزال تدعمه بعض الدول المعروفة واشتعلت فيها الحرب الأهلية، تعرضت مصر لحالة من النزوح والهجرة من عدد من الدول الإفريقية والعربية، ألزمت مصر استضافة أكثر من خمسة ملايين لاجئ لا يقيمون فى مراكز أو معسكرات للإيواء، ولكن يعيشون وسط المصريين مثلهم مثل كل المواطنين، وقد دفع سقوط عدد من دول الجوار مصر للقيام بإجراءات أمنية مكلفة حماية لأمنها فى منطقة الصحراء الممتدة من ليبيا إلى حدود مصر والسودان، شملت تدمير عشرات القوافل من سيارات الدفع الرباعى، تحمل أسلحة وذخائر ومقاتلين أجانب تستهدف نشر التخريب والدمار، وأكد الرئيس السيسى للمؤتمر أن المصريين جميعاً يرفضون التطرف والإرهاب وأن 30 مليون مصرى خرجوا فى تظاهرات عارمة شملت كل المدن المصرية يرفضون الحكم الدينى القائم على التطرف الذى يهدف إلى تقويض مؤسسات الدولة الوطنية، وفى مقدمتها القوات المسلحة كى يتمكن من القفز على السلطة والسيطرة على الحكم، وخلص الرئيس السيسى من كل ذلك إلى أن الاستقرار والأمن فى الشرق الأوسط والعالم العربى يتأثران بأمن البحر الأبيض المتوسط والأمن الأوروبى، كما أن الاستقرار والأمن الأوروبى يتأثران بما يجرى فى منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية، ولهذه الأسباب يتحتم حوار الطرفين وتواصلهما بحثا عن أرضية مشتركة لمعالجة قضايا الأمن وسائر الموضوعات التى تمثل مصلحة مشتركة للجانبين، وما يميز خطاب الرئيس السيسى فى مؤتمر ميونيخ أنه خطاب عقلانى يقوم على حقائق مؤكدة، يخاطب العقل وليس العاطفة، صادق فى توجهاته ووقائعه، ولهذا كان تأثيره البالغ على حضور المؤتمر.

شمل خطاب الرئيس السيسى أمام مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية ضرورة العمل مع مفوضية الاتحاد الإفريقى على إنشاء مركز إعمار لإعادة بناء ما خربته النزاعات والحروب الأهلية ومواصلة خطط التنمية المستدامة، مؤكدا أن الشراكة الإستراتيجية بين أوروبا وإفريقيا تفرض تعاون الطرفين فى هذه المهمة التى تمثل بالنسبة للأفارقة أولوية قصوى، لكن مؤتمر ميونيخ أتاح فرصة مهمة مكنت الرئيس السيسى من الالتقاء بعدد من الشركات الأوروبية والألمانية الكبرى المعنية بقضايا الأمن والتنمية، وخلال اللقاء أعرب الرئيس عن حرص مصر البالغ على تعزيز تعاونها مع مختلف الشركات الدولية وزيادة حجم إستثماراتها فى مصر، مشيراً إلى التطورات الإيجابية التى يشهدها الاقتصاد المصرى فى ضوء برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تؤكد جميع مؤشراته الأخيرة حجم التقدم الهائل الذى يحفز الاقتصاد المصرى على تحقيق نقلة نوعية فى جودة الحياة المصرية مع ارتفاع معدلات النمو إلى حدود 8ر5 فى المائة وهبوط معدلات التضخم والبطالة لأول مرة إلى حدود 5ر8 فى المائة وزيادة حجم الإستثمارات بمعدلات تفوق أى توقع، وتوفير المزيد من فرص العمل فى مشروعات قومية جديدة، أبرزها مشروع تنمية محور قناة السويس الذى يعمل على الاستفادة من الإمكانات الهائلة لتلك المنطقة وما تمثله من شريان رئيسى لحركة التجارة الدولية، عبر إقامة مركز صناعى وتجارى ولوجستى دولى يعزز من وضع مصر الصناعى وأهميتها الإستراتيجية والجغرافية على أهم طرق التجارة العالمية، ويجعلها قاعدة إنطلاق للتصدير إلى إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، ومركزاً لوجستياً مهماً للطاقة فى منطقة البحر الأبيض يوفر فرصاً استثمارية واعدة وضخمة للشركات العالمية، وباختصار مثل خطاب السيسى ولقاءاته فى مؤتمر ميونيخ أقصر الطرق عقلانية إلى عقل أوروبا، بتركيزه على المصالح المشتركة التى تربط أمن أوروبا ومصالحها بأمن مصر والشرق الأوسط والأمن الإفريقى، ولهذه الأسباب اعتبر رئيس المؤتمر حضور السيسى مؤتمر ميونيخ حدثا تاريخيا مهما.

وربما كان أهم ما ميز خطاب السيسى أمام مؤتمر ميونيخ أنه مزج بصورة طبيعية بين مصالح مصر ومصالح إفريقيا ووحدهما فى بوتقة واحدة تقوم على تكامل المصالح والمنفعة المتكافئة المشتركة، وربط بين الأخوة الإفريقية والأخوة العربية، مؤكداً انتماء مصر الإفريقى والهوية العربية وأنهما جناحان متكاملان للشخصية المصرية، ولأن العالم لا يعرف سوى لغة المصالح المشتركة كان تركيزه الواضح على ارتباط أمن الشرق الأوسط والأمن الأوروبى، ليس فقط بدواعى المصالح المشتركة والعلاقات التجارية والثقافية التى تربط بين الجانبين عبر عصور قديمة تمتد إلى مصر الفرعونية والقبطية، ولكن لأن أوروبا والشرق الأوسط يرتبطان منذ قديم الأزل بالبحر الأبيض الذى لا يعدو أن يكون بحيرة مغلقة ،شاطئها الشمالى فى أوروبا وشاطئها الجنوبى فى الشرق الأوسط وعلى الشاطئين تتعايش منذ فجر التاريخ مصالح شعوب عربية وأوروبية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق إلى عقل أوروبا الطريق إلى عقل أوروبا



GMT 14:57 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

صدّام وايران... والعناد

GMT 14:44 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

(المحقق الخاص أمام الكونغرس)

GMT 05:41 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

إيران: جَلد الشاة ميتة أمر غير مجدٍ

GMT 05:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي

GMT 21:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرَّف على أشهر وأفضل 10 مطاعم في تايلاند

GMT 02:15 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

مستحضرات تجميل عليكِ وضعها في الثلاجة

GMT 10:41 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

أغنية Bella Ciao بشكل جديد بصوت جمهور عربى

GMT 15:32 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تعليق رحلات طيران الاتحاد بين أبوظبي وطهران

GMT 18:44 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

منتخب شابات الطائرة يخسر من الصين في بطولة العالم

GMT 07:40 2016 الإثنين ,08 شباط / فبراير

الكُنغر "روجرز" يُبهر الجماهير بعضلات بارزة

GMT 02:52 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

دراسة تكشف أن ثمار المانجو تمنع أمراض القلب

GMT 17:59 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة رئيس جامعة تعز في اليمن من محاولة اغتيال
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria