السلفيون وفوانيس رمضان
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

السلفيون وفوانيس رمضان!

السلفيون وفوانيس رمضان!

 الجزائر اليوم -

السلفيون وفوانيس رمضان

بقلم : مكرم محمد أحمد

ما الذى يريده السلفيون من التحريض على منع تعليق زينة رمضان وشراء الفوانيس وكل مظاهر الفرح والبهجة التى تصحُب مجيء الشهر الكريم كل عام، والتى أصبحت بمرور الزمن جزءاً من عادات وتقاليد المصريين فى شهر رمضان يجعل لهذا الشهر الكريم بهجة خاصة, تدعو العرب والمسلمين إلى المجيء إلى مصر خلال هذا الشهر الكريم، بما يساعد على إنعاش الاقتصاد وتبادل المنافع وزيادة التعارف بين الأمم والشعوب، وقد كان التعارف والتواصل بين الأمم والشعوب واحداً من الأهداف النبيلة العليا التى حض عليها الإسلام لأن الإسلام فى جوهره ليس دين عزلة ولكنه دين تواصل ومحبة.

وما الذى يسىء إلى السلفيين إذا استقبل المصريون شهر رمضان بفرح غامر وما الذى يضايقهم إن خرج أطفال مصر مع بداية الشهر الكريم يُغنون كما كان يُغنى أسلافهم من قديم الأزل (وحوى يا وحوى وحالوا يا حالوا)، وهل تسيء إلى الإسلام هذه الأغنيات الجميلة التى يسمعها الناس فيبتهلون فرحاً بالشهر الكريم! . ولماذا يتهلل وجه المصريين بشراً وهُم يسمعون فى رمضان صوت عبدالمطلب يصدح بهذه الأغنية الرائعة (رمضان جانا وفرحنا به) التى أصبحت أمارة على مجيء شهر رمضان، مثلما يخشعون ويسّرون عندما يسمعون صوت الشيخ رفعت وهو يؤذن فى مغرب رمضان، وإذا كان السلفيون يفهمون أن الجهامة والغلظة هى الإسلام فبئس هذا الفهم غير الصحيح، لأن الإسلام يدعو إلى مسرة القلب والفؤاد ولأن الرسول الكريم لم يكن جهماً ولكنه كان عطوفاً بشوشاً صاحب بشر منفتح الأسارير.

لقد أرهقتنا كثيراً فتاوى السلفية التى لا محل لها من الإعراب وكثيراً ما تتنكب الطريق الصحيح لفهم هذا الدين السمح الذى لا يشاده أحد إلا غلبه وكان دائماً دين يُسر ورحمة.., وعندما يصدر السلفيون فتوى يعتبرونها شرعية بأن تعليق الزينة فى رمضان حرام فهى باليقين فتوى كاذبة لأن الإسلام لا يعادى البهجة والسرور، وعندما يتزيدون القول ويحّرمون أغانى رمضان لأنها تنطوى على قدر من الموسيقى فهم يثبتون جهالتهم لأن الموسيقى ترقى بالمشاعر وبها تشف نفس الإنسان وتعلو، ولأن الإسلام لم يحرم الموسيقى أو الغناء, و قد نظم اهل المدينة يوم مجىء الرسول أغنية ذات إيقاع بسيط وجميل (طلع البدر علينا من ثنيات الوداع)

ولأن فتاوى السلفيين مشكوك فى مصداقيتها فإن واحداً من واجبات دار الإفتاء أن تراجع هذه الفتاوى لأن المصريين اصطلحوا على أن الأزهر والإفتاء وهيئة كبار العلماء هم المنوط بهم وحدهم إصدار الفتاوى الشرعية الصحيحة، والمؤسف أن يتجرأ السلفيون على القول بأن الموسيقى حرام شرعاً فى رمضان وهو قول غير صحيح لأن الموسيقى هى أرقى الفنون التى عرفها ومارسها الإنسان خاصة عندما تكون نغماً مجرداً، وأظن أنها نشأت وتطورت فى كنف الدين، والأمر الذى لا شك فيه أن قراءة القرآن ترتيلاً و تجويداً تنطوى على نوع من الموسيقى تتنوع مع تنوع القراءات، وتُكسب السامعين خشوعاً، ومع الأسف لا يرى السلفيون فى الموسيقى سوى أنها مجرد بدعة وضلالة!.

ومنذ أن اعتبر السلفيون أنفسهم حزباً بديلاً عن جماعة الإخوان ووقر فى نفوس غالبيتهم أنهم الوريث لدور هذه الجماعة، زاد انحراف أفكارهم كما زادت فتاواهم تعصباً وتطرفاً الى حد تحريض المسلمين على أن يمتنعوا عن تهنئة أشقائهم الأقباط بأعيادهم بما ينطوى على قدر واضح من التعصب والكراهية وتقسيم المجتمع المصرى إلى نحن وهُم! ولست أعرف ما الذى يبرر لجماعات السلفيين أن تتحدث وكأنها حزب سياسى رغم أن الأحزاب الدينية غير مشروعة بحكم الدستور والقانون..، أفهم أن يكون من حق كل سلفى أن يعتقد ما يراه صحيحاً فى إطار حق كل مواطن فى حرية الرأى والتعبير, لكن عندما يتحدث السلفيون كحزب دينى عقائدى يرفضون تهنئة أشقائهم المصريين الأقباط بأعيادهم و يحرمون البهجة وتعليق الزينة فى رمضان وهى جزء من هوية مصر الثقافية, ويرون أن الدين هو الغلظة والجهامة فإنهم بذلك يمارسون عملاً حزبياً سياسياً خارجاً على القانون يعمل لشق الوحدة الوطنية، وهذا ما لا يجوز السماح به لأنه يُشكل خطراً حقيقياً على وحدة البلاد و هويتها الثقافية و الدينية خاصة انهم يتصرفون كحزب سياسى!.

المصدر : جريدة الأهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلفيون وفوانيس رمضان السلفيون وفوانيس رمضان



GMT 14:57 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

صدّام وايران... والعناد

GMT 14:44 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

(المحقق الخاص أمام الكونغرس)

GMT 05:41 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

إيران: جَلد الشاة ميتة أمر غير مجدٍ

GMT 05:38 2019 الجمعة ,02 آب / أغسطس

قطر والوقيعة بين الرياض وأبوظبي

GMT 12:03 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الراغب يطالب الجمعية العمومية بانتخاب "الخطيب"

GMT 04:39 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

وولف يسخر من إنكار طوني بلير حول اتصالات ترامب مع الروس

GMT 15:53 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

جراحون يعيدون وصل ذراعي امرأة قطعا في حادث قطار

GMT 02:14 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة أميرة فتحي تتعاقد على بطولة مسلسل "فاتحة خير"

GMT 01:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مكياج بألوان الطبيعة يوقظ البشرة الشاحبة

GMT 05:43 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

فيراري تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة كليًا

GMT 20:41 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

فؤاد المهندس .. صاحب المدرسة الخاصة

GMT 00:32 2017 الخميس ,06 تموز / يوليو

عبد الرحيم الشمري يؤكد انتقال 97 % من النازحين

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

اختيارات مميّزة لغرف النوم تزيدها راحة وفخامة

GMT 02:09 2017 الخميس ,22 حزيران / يونيو

رئيس الصومال يصل إلى كمبالا عاصمة أوغندا

GMT 19:41 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طبال يبيع زوجته لـ"ثري عربي" مقابل 2000 ريال

GMT 19:50 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

محكمة الأسرة تشطب دعوى طلاق علا غانم بعد تصالحها مع زوجها

GMT 20:57 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

HMD تطلق هاتف نوكيا 106 ببطارية تدوم 21 يوم في وضع الاستعداد

GMT 19:31 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب طائرة الأهلي جاهز لمواجهة 6 أكتوبر في الدوري

GMT 16:23 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض مذهل من إمبيد يهدي سيفنتي سيكسرز الفوز بعد وقت إضافي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria