صلاح منتصر
مما يهمنا عن المؤتمر الاقتصادى الذى يبدأ غدا فى شرم الشيخ قول أشرف سالمان وزير الإستثمار إن هناك مشروعات لثلاث شركات (السويدى وجنرال إلكتريك وأوراسكوم للإنشاء والصناعة) سيعلن عنها فى المؤتمر تتعلق بمشكلة إنقطاع الكهرباء المتوقعة خلال شهر الصيف القادم،
وأن هذه المشروعات ستضيف 3000 ميجا، بالإضافة إلى مثلها ستنضم إلى الشبكة، بحيث تنتهى أزمة الكهرباء التى كان الحديث عنها بإعتبارها قدرا مكتوبا، وهى نتيجة لو خرجنا بها تعتبر مكسبا كبيرا ,لكنها واحدة من نتائج أخرى منتظرة.
لدى ملاحظات على المؤتمر أهمها تأخر إصدار قانون الإستثمار إلى ماقبل ساعات من اليوم المحدد له، بينما كان يجب أن يكون القانون بإعتباره »خريطة طريق المستثمر« فى مصر معدا من بدرى، وقوائم المشروعات التى ندعو المستثمرين اليها جاهزة ومرسلة من شهور ومعها الدراسات الى الذين ندعوهم ليدرسوا ويحددوا ويقرروا قبل ان يأتوا بأسئلتهم التى نجيب عنها. فليس أخطر من قرارات الفلوس خاصة من كبار الذين يملكونها لأنه عمليا - وادرسوا اصحاب الثروات والفلوس - كلما زادت فلوس أى واحد كلما كان حرصه أكثر عليها وعلى المكان الذى يضعها فيه ويريدها أن تتوالد. ففكرة الشركات أو الاستثمارات الخيرية لم تعد موجودة، ولولا حافز الربح ما انتقلت الفلوس. فالغنى يعشق أن يزداد غنى، والفلوس كما يقولون: «تجيب فلوس» بينما الذى فلوسه محدودة لا يهمه.
أتغاضى عن ذلك لأننى أعرف الجهد الذى تم بذله فى هذا المؤتمر من الرئيس إلى رئيس الوزراء والوزراء والمسئولين فى وقت قصير وفى ظروف ليست سهلة، وأتمنى أن يكون المؤتمر بداية على طريق ممتد، فلا يكون مؤتمرا واحدا هذا العام بل كل عام وأن تكون له أمانة تستمر فى مراسلة المستثمرين وفتح القنوات معهم وإعداد أجندة مرتبة للموضوعات التى تعلن عن مناقشتها وندعو الخبراء للحديث فيها بحيث يصبح المؤتمر بعد سنوات ليس مقصورا على مصر، وإنما لكل المنطقة وبحيث تتحول شرم الشيخ مع الايام والسنين إلى «دافوس» أخرى أكبر مؤتمر اقتصادى عالمى.