د. وحيد عبدالمجيد
قليل ممن يتابعون أفلام الفنانة الأمريكية الجميلة إنجيلينا جولي، ويلهثون وراء صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، هم الذين يعرفونها حقاً. وأكثر ما لا يعرفونه عنها هو أن روحها وفنها أكثر جمالاً من وجهها وجسدها. ويرتبط هذا الجمال المعنوى بإحساس مرهف وصادق بآلام المسحوقين والمظلومين فى العالم وبإخلاص نادر فى العمل من أجل القضايا الإنسانية الأكثر مأساوية.
وهذا هو أحد ما يميزها عن فنانين مشهورين آخرين، وبعضهم مصريون، اختارتهم الأمم المتحدة مثلها ليكونوا سفراء بشأن القضايا الإنسانية بمختلف جوانبها. فقد تفوقت جولى على المنظمة الدولية نفسها بدورها الذى يمثل نقطة تحول تاريخية على صعيد ما يمكن أن يقوم به إنسان فرد حين يمتلك الوعى والإخلاص والإرادة لقضية ما.
فلم يهتم أحد فى الأمم المتحدة ودولها بمخيمات اللاجئين السوريين مثلما اهتمت إنجيلينا جولي. فقد زارت هذه المخيمات 11 مرة، وقدمت أقصى ما تستطيعه، وتمكنت من تعبئة دعم لبؤساء هذه المخيمات ما كان ليصلهم لولا أنها خصصت من وقتها وجهدها ما يكفى لذلك.
وليس هذا إلا بعض ما أتاح لها أن توجه رسالة بالغة الدلالة من داخل قاعة اجتماعات مجلس الأمن قبل أيام. فقد أدت ما هو أكثر من واجبها، فامتلكت القوة التى تتيح لها أن تدين مجلس الأمن فى معقله وأمام أعضائه وجهاً لوجه. ولم تنقصها الشجاعة، وهى التى زارت مواقع يخشى كثير من الرجال الذهاب إليها، لكى تعبر عن شعورها بالعار لعجز العالم عن توفير الحد الأدنى من وسائل إعاشة اللاجئين السوريين، وليست فقط حمايتهم.
كانت كلمة جولى هذه وثيقة إدانة تاريخية للقوى الكبري، بل للعالم كله بدوله ومنظماته جمعاء. وليس معروفاً كم من معجبيها اهتموا بمتابعة هذه الكلمة. ولا نعرف أيضا كم ممن تابعوها أنصتوا إلى رسالتها، ولاحظوا فيها سر سحرها النادر الذى يكمن فى أعماق النفس وتلافيف الروح أكثر مما يوجد على سطح الجسد.وربما لا نجد تعبيراً عن سحر إنجيلينا جولى أوقع مما قاله الموسيقى جون ويسلين الذى شارك معها فى مهمة إغاثة فى هايتي. فقد نفذ إلى عمق ظاهرة جولى وحدد مكمن السحر فيها بقوله: (إنها تبدو أجمل كثيراً، بل الأجمل على الإطلاق، حين تكون على طبيعتها فى ميدان عمل صعب من أجل الإنسانية).