من أمير كبير إلى رفسنجاني إيران واستعصاء الإصلاح
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

من أمير كبير إلى رفسنجاني... إيران واستعصاء الإصلاح

من أمير كبير إلى رفسنجاني... إيران واستعصاء الإصلاح

 الجزائر اليوم -

من أمير كبير إلى رفسنجاني إيران واستعصاء الإصلاح

بقلم : مصطفى فحص

أمام وفد ضم أعضاء من مجلس الشورى الإيراني زاره منذ أشهر٬ لم يتمكن الرئيس الإيراني الأسبق الراحل الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني من حبس دموعه٬ لدى قراءته نصا عن التاريخ السياسي لإيران في مرحلة الدولة القاجارية٬ زمن الملك ناصر الدين شاه٬ يتناول العلاقة بينه وبين رئيس وزرائه «أمير كبير»٬ الذي يطلقعليه في إيران لقب «أبو الإصلاحات». بصوت  أجش يملؤه الحزن قال الشيخ رفسنجاني معلقا: «أنا تخنقني العبرة عندما أرى هذه القضايا في تاريخنا»٬ والعبرة التي  رفسنجاني هنا ما تعرض له رئيس وزراء إيران الميرزا محمد تقي خان فرهاني الملقب بـ«أمير كبير» من دسائس أّدت إلى عزله ومن ثم إلى اغتياله على يد الشاه٬ وبقتله حينها خسرت إيران أبرز الشخصيات السياسية التي حاولت إصلاح التعليم والاقتصاد والجيش٬ كما تنظيم علاقة إيران بالخارج٬ فتوقيعه اتفاقية تجارة وملاحة مع واشنطن كان فاتحة الوجود الأميركي في مياه الخليج٬ في مرحلة كان الصراع البريطاني الروسي على إيران في أشده والتهديد العثماني في ذروته.

ولعل دموع الراحل الشيخ رفسنجاني حينها كانت التعبير العفوي عن الربط بين محاولات «أمير كبير» إقناع ناصر الدين شاه القيام بإصلاحات تدريجية٬ ما أدى إلى انزعاج كبير وسط النبلاء وأمراء الجيش والحاشية٬ وبين محاولاته هو لإقناع المرشد الإيراني السيد علي خامنئي بالقبول ببعض المطالب الإصلاحية٬ التي ستساعد النظام على تجاوز كثير من العقبات التي ستواجهه في المستقبل القريب٬ والتي أدت إلى شن قادة الحرس الثوري والتيار المحافظ حملة ضد رفسنجاني٬ وصلت إلى اتهامه برعاية «دعاة الفتنة» أي «الحركة الخضراء» والتآمر على المرشد والثورة.

من حيث المبدأ٬ لم يكن الرجلان ذوي نزعة انقلابية أو من دعاة التغيير السريع أو الشامل للسلطة٬ بقدر ما حاولا إيجاد بعض التغيرات التي تحافظ على استمرار النظام من خلال تحسين سلوكه ولو شكليا٬ من أجل تحسين سمعته في الداخل والخارج٬ وإذا كان «أمير كبير» دفع حياته ثمنا لرؤيته٬ فإن الشيخ رفسنجاني تعرض في السنوات الأخيرة إلى حملات تشويه وافتراءات٬ إضافة إلى تهديدات مبطنة بالإلغاء جراء انتقاده للنظام٬ وفي بعض الأحيان لمواقف المرشد٬ وهو ما أثار حفيظة أتباع ولاية الفقيه الذين اعتبروها بمثابة المعصية الدينية٬ وقد تفاقمت الأمور بينهما بعد أن طرح رفسنجاني٬ بصفته رئيس مصلحة تشخيص النظام في ديسمبر (كانون الأول) ٬2015 مشروع تشكيل «مجلس قيادي» بدل الولي الفقيه في حالة وفاة خامنئي٬ وبلغت الأزمة ذروتها عندما اتهم خامنئي رفسنجاني بالخيانة٬ بسبب تغريدة قال فيها:

«هذا عهد المفاوضات وليس عهد الصواريخ»٬ ثم اشتعلت الخلافات بينهما بشكل علني عندما حاول المرشد إقصاء رفسنجاني وروحاني من الفوز بعضوية مجلس خبراء القيادة٬ ومن ثم منع رفسنجاني من ترؤس المجلس رغم فوزه بأغلبية الأصوات.

بعد قتل «أمير كبير» لم تستطع أي شخصية ملء الفراغ الذي أوجده غيابه٬ وبدأ العهد القاجاري بالتراجع٬ وبعد قرابة نصف قرن على محاولات «أمير كبير» بناء مؤسسات الدولة٬ توفي ناصر الدين شاه سنة 1896 تاركا خلفه هيكلا عظميا لدولة مركزية٬ وبرحيل رفسنجاني لم يعد يوجد من الرعيل الأول المؤسس للنظام الإسلامي من يمثل وجدان الثورة وذاكرتها٬ أو يحمل أيا من أوراق القوة لصنع التوازن ولو المحدود مع المرشد.

في ذروة الصراعات الدولية والإقليمية فقدت إيران شيخ براغمايتها٬ الذي استطاع تجنيبها كثي ًرا من العواصف التي هبت في السابق على المنطقة٬ وفي اللحظة الحرجة فقد النظام وجهه الآخر٬ وانتقلت إيران إلى سلطة الشكل الواحد واللون الواحد داخليا وخارجيا٬ فالداخل الذي كان يستجير برفسنجاني من أجل تخفيف وطأة المتشددين في السلطة٬ خسر التوازن التاريخي بين أجنحة السلطة٬ ما يفتح التساؤل حول مستقبل العمل السياسي في إيران٬ فهل يستطيع الرئيس روحاني الفوز برئاسة ثانية أو أن يستمر الرئيس الأسبق محمد خاتمي في تبنيه للتيار الإصلاحي؟ وما هي قدرة السيد حسين الخميني على الاستمرار في انتقاد النظام؟ في المقابل٬ فإن المرشد الذي حسم أمره إلى جانب المتشددين يعلم أن الإصلاحيين يمثلون أغلبية الشعب الإيراني٬ فهل يستطيع احتواء أي أزمة تؤدي إلى انفجار الشارع٬ وهو يعلم حجم المخاطر إذا ترك العنان للعسكر والأمن في التعامل مع الشعب؟ كما أن غياب رفسنجاني سيفتح صراعات داخل معسكر المرشد٬ وسيكشف شهوات مراكز القوة في الحصول على المكاسب بعد غياب المنافس الحقيقي٬ ما يفتح باب الصراع بين المتشددين على خلافة خامنئي٬ حيث سيصبح القرار النهائي بيد الحرس الثوري.

بغيابه أسدل الستار على الجزء الأكبر من تاريخ الثورة والدولة٬ لكن غيابه أيضا يفتح كثي ًرا من الأبواب المغلقة٬ وسيجعل إيران مكشوفة أكثر من دون أي قدرة على المناورة التي اعتاد رفسنجاني على رسمها لتجنيب بلاده المخاط

المصدر : جريدة الشرق الأوسط

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أمير كبير إلى رفسنجاني إيران واستعصاء الإصلاح من أمير كبير إلى رفسنجاني إيران واستعصاء الإصلاح



GMT 00:40 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

محسن رضائي وعقدة الماضي

GMT 21:02 2019 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

جنبلاط وملامح تفكيك الصيغة اللبنانية

GMT 07:40 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

ضائقة إيران وحرب المضائق

GMT 11:49 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

جنبلاط وضفة نهر جاف

GMT 08:48 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

المرجعية الدينية ورعاية المواطن العراقي

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria