إيران والجغرافيا العربية المفيدة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

إيران والجغرافيا العربية المفيدة

إيران والجغرافيا العربية المفيدة

 الجزائر اليوم -

إيران والجغرافيا العربية المفيدة

بقلم : مصطفى فحص

من دون الحاجة لقرار تقسيم كالذي صدر في عام 1947 ،وحمل رقم 181 ،والذي نّص على إنشاء دولتين فوق أراضي فلسطين التاريخية، وتسبب بنزوح مئات آلاف الفلسطينيين من مدنهم وقراهم، بعدما أصبحوا بين ليلة وضحاها يقعون ضمن حدود دولة غريبة، وعليهم ترك أرزاقهم لشذاذ آفاق مدججين بالسلاح، أطلق عليهم لقب مستوطنين، والمفارقة أن الفلسطينيين في بداية رحلة شتاتهم حملوا معهم مفاتيح منازلهم، فقد كانوا على أمل في أنهم سيعودون يوما، متمسكين حتى الآن بقرار حق العودة رقم 194 كسلاح استراتيجي بوجه الغطرسة الإسرائيلية. أما أهالي داريا، فقد أُجبروا على الخروج، تاركين خلفهم حطام ذكرياتهم عن تراب دافعوا عنه حتى الرمق الأخير، ولم يترك لهم المتدخلون الجدد حاجة لمفاتيح يحملونها، بعدما سووا

منازلهم بالأرض، والأغرب أن الأمم المتحدة التي رعت ترحيلهم، تجنبت الإشارة إلى حقهم بالعودة يوما ما! بعد القصير والقلمون ويبرود، ونواٍح واسعة من الغوطتين، وقريبا ما تبقى من الوعر والزبداني ومضايا والمعضمية، يشكل احتلال داريا من قبل تنظيم الأسد وميليشيات إيران حلقة متقدمة من مخطط العبث بالديمغرافيا السورية المطلوب تصفيتها جغرافيا، لكي تضمن طهران استقرارا دائما للسلطة في دمشق من جهة، ومن جهة أخرى إفراغ شريط الحدود السورية المحاذية للبنان من المكون السوري الذي يناهض نظام الأسد، وهم الأغلبية المسلمة السنية التي بدأ يتحول من تبقى منها ضمن حدود سوريا المفيدة إلى أغلبية ممزقة، ممنوعة من إعادة تجميع قواها، مجبرة على القبول بمقتضيات الانتداب الإيراني عليها، وإلا أُلحقت مدنها وقراها السالمة حتى الآن بنموذج داريا وأخواتها.

السطو السياسي الإيراني المسلح على هذا الجزء من سوريا، الممتد من حمص مرورا بدمشق وريفها حتى تخوم الجولان، تحاول طهران استخدامه كسلاح وصاية جديدة على لبنان، فسوريا المفيدة ليست مفصولة عن جوارها، وتأثيرها السياسي سيصل بيروت، حيث تعد طهران العدة من أجل تحويلها نهائيا إلى جزء من الجغرافيا العربية المفيدة ضمن نطاق مصالحها، وهذا يتطلب تغييرا في طبيعة النظام اللبناني، حيث يصبح تفاق الطائف حجر عثرة في وجه هذا المشروع، مما سيتسبب بصدام حتمي مع المتمسكين به، والداعين إلى تطبيقه كاملا قبل الحكم عليه، ولا يمكن فصل استهداف الطائف في هذه المرحلة عن استهداف المكّون
السني اللبناني، الذي يحاول حزب الله بشتى السبل إخضاعه لإرادته السياسية والأمنية، والتعامل معه من منطق المنتصر في سوريا، مستفيدا من التراجع العربي عن دعم لبنان، ومن حالة عدم الاستقرار التي يمر بها تيار المستقبل، بصفته الممثل الأكبر لسنة لبنان، والحليف الأقوى لباقي الجماعة السياسية اللبنانية المؤمنة
فعليا ببنود اتفاق الطائف الدستورية، فإضعاف المستقبل والسنة هو السبيل الفعلي لحزب الله من أجل فرض مرشحه ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وهو بالنسبة للحزب الشخصية المارونية الأكثر ارتباطا بطهران، الذي لا يؤمن حقا بالطائف، وهو أفضل من المرشح سليمان فرنجية الذي يؤمن فعليا بالطائف، لكنه من المحسوبين تاريخيا على آل الأسد، الذين لم يعد لهم تأثير يذكر.

وعلى الرغم من انشغال إيران بسوريا ولبنان، فإن عيونها متيقظة دوما على العراق، حيث تتمسك طهران بمنهج إخضاع بغداد لسلطتها، وخنقها سياسيا، وهو ما يحدث من خلال منع قيام دولة قوية وحكومة مستقرة، وتعطيل المصالحة الوطنية، وإغلاق أبواب التفاهم مع الجوار العربي المدان بالتقصير في الالتفات مبكرا للمصالح العربية في العراق، هذا الجوار الذي يلمس الآن مدى إمكانية تأثيره وقبوله لدى كل العراقيين من خلال التجربة القصيرة للسفير السعودي في بغداد ثامر السبهان، الذي أثار وجوده حفيظة طهران وميليشياتها، فضغطت على الحكومة العراقية من أجل طلب استبداله من الرياض، مما يكشف عمق أزمة الثقة بين الإيرانيين والعراقيين، حيث تخشى طهران من أي تقارب بين العراق والعرب، كما أن موقف أتباعها الحاد من السبهان يعكس مدى قلقها من أي دور سياسي سعودي محتمل في العراق يعرقل طموحاتها، كما هو الحال في سوريا ولبنان.

في طريقها إلى تحقيق الجغرافيا العربية المفيدة، لمست طهران عدم ممانعة إسرائيلية، وقبولا ضمنيا لدى إدارة باراك أوباما، التي وعدتها بجائزة ترضية إقليمية مقابل إنهاء مشروعها النووي، واعتراف بنفوذها على الجغرافيا العربية التي وضعت يدها عليها. وعليه، بادرت طهران إلى إبداء حسن النيات تجاه واشنطن وحليفتها في المنطقة، فخفضت وجودها في غزة إلى الحد الأدنى، لكنها في المقابل تسللت إلى اليمن بهدف تهديد الأمن القومي الخليجي، وخصوصا السعودي، بشكل مباشر، وقد مهدت انتقالها من غزة إلى صعدة عبر إزالة شعار الموت لأميركا، ورفع شعارات مغايرة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران والجغرافيا العربية المفيدة إيران والجغرافيا العربية المفيدة



GMT 00:40 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

محسن رضائي وعقدة الماضي

GMT 21:02 2019 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

جنبلاط وملامح تفكيك الصيغة اللبنانية

GMT 07:40 2019 الأربعاء ,24 تموز / يوليو

ضائقة إيران وحرب المضائق

GMT 11:49 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

جنبلاط وضفة نهر جاف

GMT 08:48 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

المرجعية الدينية ورعاية المواطن العراقي

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria