رحم الله طارق عزيز الفارس الشهم الذي رفض أن يخون بلاده وقائده
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

رحم الله طارق عزيز الفارس الشهم الذي رفض أن يخون بلاده وقائده

رحم الله طارق عزيز الفارس الشهم الذي رفض أن يخون بلاده وقائده

 الجزائر اليوم -

رحم الله طارق عزيز الفارس الشهم الذي رفض أن يخون بلاده وقائده

عبد الباري عطوان

لم اقابل طارق عزيز احد ابرز الوجوه الحضارية للعراق عندما كان العراق عراقا، رغم ان الغالبية من المثقفين العرب كانوا يحجون الى مكتبه عندما كان وزيرا للاعلام، وبعدها كوزير للخارجية، لانه كان انسانا مثقفا، واسع الاطلاع، ويتمتع بقدر كبير من التواضع، والثراء المعرفي في المجالات الانسانية المتعددة، على حد وصف من التقوا به.

مات طارق عزيز “شهيدا” في زنزانته، ولم يحظ بشرف الصعود الى منصة المقصلة مثل رئيسه صدام حسين، لان جلاديه لم يجرؤا على مواجهته وتكرار المشهد مرة اخرى، بعد ان خرجوا منكسي الرؤوس، والعار يطاردهم ويجللهم، بعد اعدام الاول ليلة عيد الاضحى المبارك، في ابشع مظاهر التشفي والحقد بانسان مكبل بالاصفاد.

ساوموه على كرامته الوطنية، حاولوا ان يستغلوا مسيحيته، وعدوه بالمن والسلوى، والحياة الرغيدة في المنافي الامريكية والاوروبية، وهو المحب للحياة وترفها، ولكنه رفض كل هذه “المغريات” وفضل السجن، وهو المريض، على حياة طابعها الذل تحت رايات المستعمر.

كان مطلوبا منه ان يخون قائده حتى بعد اعدامه، وان يشهد ضده وحكمه، ويتخلى عنه وارثه، ولكنهم لا يعرفون معدن الرجال، ولا يدركون ابجديات العزة والكرامة، ولا يفمون شيء اسمه قيم الوفاء، ولهذا عادوا ادراجهم خائبين.

***

طارق عزيز آمن بالعراق العربي القوي العظيم، وهويته الاسلامية الحضارية العريقة، وتاريخه الحافل بقيم التعايش بين الاديان والمذاهب والثقافات، وشخص يملك هذه الخصال لا يمكن ان ينحني امام المستعمر المحتل، ويخون وطنه، وضميره، واهله، من اجل بضعة دراهم، او شيخوخة مريحة وهو المريض، ترك الخيانة والتعاون مع الاحتلال لمن هم اهل لها، ويستمرؤنها، ويتباهون بها، ويعتبرونها مسألة وطنية للأسف.

هذا الرجل الرجل، الذي لم يرهبه جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكي الذي جاءه حاملا تهديدا بتدمير العراق، ورفض حتى استلام المظروف الذي جاء به، او فتحه، وغادر غرفة الاجتماع مرفوع الرأس، الم نقل لكم انهم لا يعرفون طارق عزيز؟

طارق عزيز كان وزيرا لخارجية عراق استطاع ان يقضي على الامية، ويبني قاعدة علمية وصناعية وعسكرية ترهب كل اعدائه، ويؤسس لتعايش بين كل مكونات ابنائه، ويوجه بوصلته نحو العدو الاكبر لهذه الامة اي اسرائيل، التي لم يتطق حكام “العراق الجديد” كلمة واحدة ضدها وجرائمها ومجازرها الجماعية، وعدوانها المستمر على شعب شقيق.

كان يمكن لطارق عزيز ان ينحني امام التهديدات، ويرضخ لشروط المستعمر الامريكي التي هي شروط اسرائيلية، ولكنه ورفاقه رفضوا الانحناء، مثلما رفضوا هذه الشروط، لانهم يمثلون عراقا يملك اكثر من ثمانية آلاف عام من العمق الحضاري الزاخر بالامبراطوريات بمختلف انواعها ومسمياتها، وتصدى للغزاة باباء وشمم، ورحلوا جميعا مهزومين وبقي واقفا صامدا كالرمح.

خافوا منه مثلما خافوا من رئيسه وقائده من قبله، ولذلك حرصوا على ابقائه خلف القضبان وهو المريض الهرم حتى لا يفضحهم وتواطؤهم مع المحتل، ويكشف اسرارهم، في واحدة من ابشع انواع السادية والجبن والاحقاد.

طارق عزيز ومجموعة الرجال التي انتمى اليها، وحكمها، يغادر “عراقا جديدا” يحكمه من تآمروا على احتلال بلدهم، وتعاونوا مع المحتل، وتسببوا في ترميل مليون ارملة من الماجدات العراقيات من كل الطوائف، وتيتيم اربعة ملايين طفل، من كل الطوائف ايضا، عراق جديد ممزق بلا هوية، ولا وحدة وطنية، ولا ماء ولا كهرباء، ولا كرامة، ولا مكانة اقليمية او عالمية.

كان عراق طارق عزيز علما ومصدر اشعاع وطني وفكري، ورمزا للشرف والعزة والكرامة، اسمه يتردد على كل الالسنة، ونتحدى ان نجد اكثر من خمسة في المئة من شعبه يعرف اسم رئيسه، او رئيس وزرائه، او وزير خارجيته، ناهيك عن العالم العربي او الغربي.

عراق ممزق بأفات الطائفية، وامراض التقسيمات العرقية التي جاء بها الاحتلال الامريكي ورجاله… ينزف دما طوال سنوات الاحتلال العشر وما بعدها، ولا يعرف امنا ولا استقرارا، ولا كرامة وطنية او شخصية، “عراق جديد” يهرب جيشه بآلالاف من المعارك قبل اطلاق رصاصة واحدة في مواجهة مع مجموعات صغيرة… واين هو من جيش حارب ايران ثماني سنوات، عراق جديد اصبح نموذجا عالميا في الفساد والانهيار على الصعد كافة، ولا يشرف طارق عزيز ان يكون من بين حكامه، او حتى مواطنيه.

***

ندرك جيدا ان هناك اخطاء، ونعترف ان جرائم ارتكبت، ونسلم بأن الديكتاتورية كانت سائدة، وندين كل هذه الممارسات، ولكن حدثونا عن ديمقراطية الحكام الجدد، واقبية التعذيب تحت وزاراتهم، وتجاوزات ميليشياتهم.. حدثونا عن احقادهم الطائفية ونهبهم لثروات العراق.. حدثونا عن ابنائهم وملايينهم التي هربوها الى الخارج، بينما اهل العراق العظيم يتضورون جوعا.. حدثونا عن الجامعات، عن المعاهد، عن القاعدة الصناعية التي اقاموها.. حدثونا عن الوحدة الترابية، او الجغرافية العراقية؟
رحم الله طارق عزيز وكل رجال العراق العظام الذين فضلوا المقصلة او الموت في السجن خلف القضبان على ان يخرنوا بلدهم وقائدهم.. لله درهم.

رحم الله العراق العظيم الذي رفع رأس هذه الامة بانحيازه الى قضاياها وخوضه كل معاركها، ولم تواجه ما تواجهه حاليا من تفتيت وتمزيق وفوضى دموية الا بعد مؤامرة احتلاله، بعد تدميره وبتواطؤ المحسوبين على العروبة والاسلام من الحكام.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحم الله طارق عزيز الفارس الشهم الذي رفض أن يخون بلاده وقائده رحم الله طارق عزيز الفارس الشهم الذي رفض أن يخون بلاده وقائده



GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria