إسهام أوباما في ظاهرة الإرهاب
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

إسهام أوباما في ظاهرة الإرهاب

إسهام أوباما في ظاهرة الإرهاب

 الجزائر اليوم -

إسهام أوباما في ظاهرة الإرهاب

بقلم : خالد الدخيل

كتب كثيرون، باللغة العربية وبلغات أجنبية، عن الجذور الفكرية الإسلامية للإرهاب، وتحديداً السلفية وما انبثق منها، مما بات يعرف بالسلفية الجهادية. ليس كل ما قيل من هذه الناحية صحيحاً أو دقيقاً. لكن أكثر ما يلفت النظر في هذه الكتابات، بخاصة الغربية منها، ميلها إلى التركيز الحصري على المنابع الفكرية الإسلامية لظاهرة الإرهاب، أو العامل الأيديولوجي الإسلامي، باعتباره الأول والأهم من غيره وراء استمرار هذه الظاهرة. آخر التعبيرات عن هذا التفسير ما قاله الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمره الصحافي الخميس الماضي. أعاد الرئيس في هذا المؤتمر، تأكيد قناعته بحتمية هزيمة «داعش» (تنظيم الدولة) عسكرياً، إلا أنه يعترف بأن هذا ليس كافياً في حد ذاته. لماذا؟ لأن «أيديولوجية التنظيم المنحرفة لا تزال مستمرة (في فاعليتها)»، كما يقول. ما الذي يبقي على فاعلية هذه الأيديولوجيا (وهي منحرفة حقاً) أمام التفوق العددي والعسكري والتكنولوجي، بل والأخلاقي لدول التحالف، وأمام الهجمة الإعلامية الضخمة إقليمياً ودولياً ضد التنظيم؟ هذا هو السؤال الذي يتجاهله أوباما وإدارته بكل أعضائها ومستشاريها، ولا يرون أهمية له. على رغم ذلك، وهذه مفارقة، حذّر أوباما في المؤتمر الصحافي نفسه من اعتبار المعركة ضد «داعش» كأنها حرب ضد الإسلام. يقول: «وحتى يتسنى لنا في نهاية المطاف كسب هذه المعركة، يجب علينا تجنّب تصويرها على أنها صدام حضارات بين الغرب والإسلام». فهذا، يقول أوباما: «يقدم خدمة لـ(داعش) ولضلالاته، وتفسيره المنحرف للإسلام، ويضعف بالتالي موقفنا في المعركة».(موقع واشنطن بوست، مساء الخميس الماضي).

وجه المفارقة في كلام الرئيس هنا، وهي مفارقة صارخة، أنه لا يعكس سياسة إدارته في كل من العراق وسورية. إذا كان أوباما جاء إلى البيت الأبيض لتصحيح أخطاء إدارة بوش السابقة، فقد اقتصر التصحيح على عدم إرسال مقاتلين أميركيين إلى الحروب الدائرة في هذين البلدين. ما عدا ذلك واصل أوباما السياسة نفسها التي بدأت مع الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003. وتبدى ذلك بالتعايش مع تنامي النفوذ الإيراني هناك، والتغاضي عن تزايد الوجهة الطائفية للحكومة العراقية وتزايد أعداد الميليشيات الشيعية، التي تديرها وتمولها إيران في هذا البلد. آخر مؤشرات ذلك، إصدار هذه الحكومة قراراً يعتبر ميليشيا الحشد الشعبي قوة رسمية موازية للجيش، وبقيادة رئيس الوزراء. ما يعني أنها حكومة خاضعة سياسياً للنفوذ الإيراني، وتستند عسكرياً إلى الميليشيا، وليس إلى جيش وطني. لم تهمش هذه الحكومة المكون السني للمجتمع العراقي وحسب، وإنما باتت بميليشياتها، ومن ورائها إيران عملياً، في حال حرب معه. ولأن هذا المكون لا يملك ما يدافع به عن نفسه، ولا يجد من يدافع عنه إقليمياً ودولياً، ظهرت الميليشيات السنية لتتولى مهمة الدفاع عنه.

الاحتلال الأميركي هو من أطلق هذه الدوامة الجهنمية، التي كانت كامنة في بنية المجتمع العراقي وتاريخه. هنا يبدو وجه المفارقة الصارخة في سياسة أوباما، فهي تقول إنها تحارب الإرهاب ممثلاً بـ«داعش»، لكنها تتجاهل الجذور والأطر الطائفية للحرب الأهلية في العراق التي يمثل «داعش» أحد أبرز نتائجها وأطرافها. من ناحية أخرى، تصطف هذه السياسة إلى جانب الحكومة والميليشيات الشيعية وإيران في مواجهة «داعش». بعبارة أخرى، تحارب إدارة أوباما «داعش» السني من خلال التحالف عملياً مع إيران وأذرعها من الميليشيات الشيعية. وهذا يضع الإدارة ليس في حال حرب على الإرهاب، وإنما في حال اصطفاف في حرب أهلية تغذيها مظالم وأحقاد طائفية. ألا يدرك الرئيس ومستشاروه وخبراء إدارته أن محاولة هزيمة ميليشيا إرهابية بالتحالف مع ميليشيا إرهابية أخرى هي من حيث المبدأ محاولة خطرة، تنسف مفهوم الدولة الوطنية في العراق، وتشرعن الميليشيا منافساً للدولة، وتؤجج بالتالي الإرهاب والعنف بدلاً من تحجيمه وإنهائه؟

الأسوأ أن أوباما لم يكتف بما فعله في العراق. واصل استكمال دائرة الدوامة الجهنمية في سورية. فمع أن إدارته لم تتحالف مع الرئيس السوري بشار الأسد وحليفته إيران والميليشيات الشيعية، التي جاءت للدفاع عنه، إلا أنها انتهت أيضاً بالاصطفاف عملياً في الحرب الأهلية السورية ضد غالبية الشعب السوري، وهي غالبية سنية. مرة أخرى تجد إدارة أوباما نفسها ضد هذا المكون في سورية، كما فعلت في العراق، وهذا واضح ومعلن في ثلاثة مواقف تتمسك بها الإدارة، الأول أنها ترفض تقديم أي مساعدة عسكرية إلى معارضي النظام السوري، إما لأنهم إرهابيون في نظر الإدارة، أو أنهم مجرد هواة من النجارين والأطباء والصيادلة والمهندسين أمام جيش النظام الكبير والمحترف، والمدعوم من ميليشيات تحترف الحرب (راجع أحاديث الرئيس أوباما، بخاصة حديثه المطول مع موقع «بلومبرغ فيو» الأميركي، في 27 شباط/ فبراير، 2014). ولعله من الواضح أن دعم الإرهابيين خطأ أخلاقي وسياسي، ودعم الهواة غير مجد سياسياً، ومضيعة للجهد عسكرياً. لكن أوباما لم يلتزم بهذا الموقف مع الطرف الآخر في الصراع، على العكس، وهذا ثانياً، صمت تماماً عن الميليشيات، التي تجندها إيران من أفغانستان والعراق ولبنان وترسلها إلى سورية. وصمتت إدارته عن استخدام إيران الأراضي والأجواء العراقية لإرسال السلاح والمقاتلين إلى سورية، ورفض أوباما بإصرار لافت إقامة مناطق آمنة لحماية المدنيين، الذين قتل منهم على يد النظام حتى الآن أكثر من نصف مليون، وتم تشريد أكثر من 10 ملايين في حرب شرسة بات من الواضح أنها ستطول كثيراً.

وتبين في الأخير، أن معطيات أوباما وتحليلاته للحال السورية ليست دقيقة ولا صحيحة. فالجيش الكبير والمحترف، ومعه الميليشيات التي تحترف القتال، لم يقترب بعد أربع سنوات من الحرب من حسم الصراع، على العكس، أعلن الرئيس السوري نفسه في صيف 2015 أن جيشه لم يعد في إمكانه الدفاع عن كل المناطق، وهذا يعني أن رفض أوباما مساعدة المعارضة لم يكن على الأرجح للأسباب التي ذكرها، وإنما لأسباب أخرى. المهم أن استغاثة الرئيس السوري انتهت بالتدخل الروسي عسكرياً في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، لحماية النظام ورئيسه. ماذا كان رد فعل أوباما؟ هنا نأتي للموقف الثالث، حيث التزم الحياد والصمت. بعد أسابيع من ذلك، ندب وزير خارجيته، جون كيري، للتفاوض مع الروس لإيجاد مخرج سياسي، ولا تزال هذه المفاوضات، بعد جولات كثيرة، عاجزة عن تحقيق أي اختراق. حقيقة الأمر أن أوباما سلّم الملف السوري للروس من دون مقابل، وتفرغ هو للحرب على «داعش» في سورية بالتحالف هذه المرة مع الميليشيا الكردية في شمال سورية وشمال غربها. لا يبدو أوباما في عجلة من أمره للتوصل الى اختراق، على رغم تصاعد حجم وحدة الدمار للقصف الجوي الروسي على المدنيين، والمستشفيات والأسواق. تبدو المفاوضات الأميركية - الروسية كأنها غطاء للدور الروسي حتى الآن.

السؤال: لماذا لا ترى إدارة أوباما في ظاهرة الإرهاب إلا «داعش»؟ وإذا كان «داعش» بهذه الخطورة، فهل هو الوحيد في ذلك؟ ثم لماذا يصر أوباما على محاربة هذا التنظيم من دون خطة أو استراتيجية متكاملة تجعل من هزيمة «داعش» وتدميره أولوية لها، لكنها لا تتوقف عنده، ولا تقتصر على الجانب العسكري والأمني لظاهرة الإرهاب؟ فشلت أميركا، بعد أكثر من ربع قرن، مما تسميه بالحرب على الإرهاب، في هزيمة «القاعدة» و«طالبان» في أفغانستان، وهي على الأرجح تكرر الفشل نفسه بالمنطلقات والمبررات ذاتها في العراق أولاً، وفي سورية ثانياً. واعترف أوباما في المؤتمر الصحافي نفسه، بأن هزيمة «داعش» ممكنة، لكن لا يمكن القضاء على الخلايا التي يفرخها، ولا يتوقع أن القضاء على «داعش» ممكن حتى في زمن الإدارة المقبلة التي ستسفر عنها الانتخابات الجارية حالياً. وهذا يعني شيئاً واضحاً، وهو أن سياسة أوباما تجاه المنطقة، كما كانت سياسات إدارة بوش التي سبقته، ساهمت كثيراً في تفاقم ظاهرة الإرهاب، وليس في القضاء عليها.

قبل ربع قرن، لم يكن العالم يواجه إلا تنظيم «القاعدة». الآن، العالم في مواجهة جيوش جرارة لميليشيات من كل حدب وصوب، تنتمي إلى مذاهب وقوميات مختلفة، تجوب مشرق العالم العربي ومغربه. ما قاله أوباما عن الحاجة إلى القضاء على الأيديولوجيا التي يوظفها «داعش» صحيح. لكن كيف يمكن القضاء على هذه الأيديولوجيا وإدارته ومن سبقه يعملون على إبقائها حية وفاعلة بسياسات تجعلهم طرفاً في حروب المنطقة الأهلية، وليس طرفاً يعمل على إطفائها؟.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسهام أوباما في ظاهرة الإرهاب إسهام أوباما في ظاهرة الإرهاب



GMT 04:32 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

لا حرب إيرانية - إسرائيلية

GMT 02:48 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

سورية مختلفة فعلاً

GMT 00:42 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

موقف أحمد ابن حنبل من الدولة

GMT 11:25 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

كذبة الحرب الكبرى

GMT 08:49 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

خيار الحريري و«حزب الله»

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria