حديث في واشنطن القوة السعودية الصاعدة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

حديث في واشنطن: القوة السعودية الصاعدة

حديث في واشنطن: القوة السعودية الصاعدة

 الجزائر اليوم -

حديث في واشنطن القوة السعودية الصاعدة

جمال خاشقجي

ما هي ملامح القوة السعودية الصاعدة وتأثيرات ذلك على المملكة والمنطقة والعالم؟ كان ذلك موضوع محاضرة الأستاذ والباحث في جامعة هارفارد الدكتور نواف عبيد، ألقاها بمبنى الكونغرس الأميركي الجمعة الماضي. الحضور كان كبيراً على غير عادة اللقاءات المماثلة، التي تعقد نهاية الأسبوع في يوم ربيعي مشمس، فالموضوع مهم لساسة واشنطن هذه الأيام، فما يجري في الشرق الأوسط بات رتيباً ومحبطاً، ولكن «الاقتحام» السعودي للأحداث غيّر كل قواعد اللعبة، ولكن لا يزال كثر في واشنطن وغيرها، بل حتى محلياً، يعتقدون أنها مجرد غضبة سعودية عابرة.

بالتالي جاءت محاضرة الصديق والزميل نواف في وقتها، فواشنطن تلبست بمسوح إيرانية خلال السنوات الماضية، وترسب عندها أن إيران هي القوة المقبلة في المنطقة، وعليها التغاضي عن الاختلافات المتراكمة بينهما في براغماتية سياسية، بل إنها باتت معجبة بها، فظهر ذلك غير مرة في تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه، ترافق مع هذا تراجع دور السعودية وتحولها إلى «شاكٍ» يعاتب الأميركيين كلما التقاهم، والحق أن لا أحد يحب كثيري الشكوى والتأفف، ويعجب القوم بالقوي الحازم.

معظم هذه المقالة أنقلها من محاضرته، وهو لمن لا يعرفه عمل مستشاراً سياسياً للأمير تركي الفيصل خلال عمله سفيراً بالمملكة المتحدة، واستمر في العمل نفسه مع سفيرنا الحالي هناك الأمير محمد من نواف، ووصفتهما وكالة «بلومبرغ» أخيراً أنهما يمثلان خط الصقور السعوديين المؤيدين بقوة لـ «عاصفة الحزم».

أول شواهد القوة السعودية، التي افتتح بها عبيد محاضرته، هو التحول السلس للسلطة في المملكة بعد وفاة الراحل الملك عبدالله، يقول: «إنه ليس تحولاً من الجيل الأول للثاني وهذا جديد تماماً، بل حتى للثالث». هذه النقطة مهمة في الغرب، إذ انهالت المقالات والتحليلات القلقة حول مسألة انتقال السلطة، وذهب البعض إلى توقع أنه قد يؤدي إلى انقسامات داخل الأسرة. الواقع المشاهد أن الانتقال كان سلساً، بل إنه في خضم هذا التحول دشنت المملكة وبقيادتها الجديدة سياسة مختلفة قلبت كل قواعد اللعبة في المنطقة.

يرى السيد عبيد أن هذه السياسة استمدت قوتها من الحقائق الجغرافية السياسية الآتية: رعاية الحرمين الشريفين وهما أقدس مكانين لدى المسلمين، وأنها الدولة الرمز للسنّة في العالم، الذين يشكلون 90 في المئة من مسلمي العالم، ثم إنها الدولة القائدة في العالم العربي، (وأضيف من عندي، خصوصاً بعد انهيار العراق وسورية، وضعف مصر ودخولها حال استقطاب حاد عطل دورها القومي)، وهي عضو في مجموعة الـ20، والقائد الحقيقي لـ «أوبك»، ومن أكبر الدول في تقديم المساعدات الخارجية، والأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تنفق سنوياً ما بين 20 و25 بليون دولار (وعلى رغم أن هذه الحقيقة غير شعبية محلياً، إلا أنها إحدى أدوات النفوذ السعودي حول العالم).

وللمملكة وفق السيد عبيد علاقات استثنائية وتاريخية وتحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة، وفرنسا، وباكستان، وبريطانيا، وأستطيع أن أضيف من عندي تركيا، التي تتواعد الآن معها في منعطف تاريخي مهم، سيجعل منهما ثنائياً مهماً في تحولات المنطقة يستند إلى أنهما قادرتان وراغبتان، مع تبادل تجاري هائل مع الصين والهند واليابان. ولكن عبيد يخرج روسيا من دائرة الصداقة السعودية، ويجعلها مناوئة رئيسة لها على المنظورين القصير والمتوسط، ومعه حق في ذلك، وإن كنت لا أستبعد أن تؤدي سياسة الحزم السعودية الجديدة إلى أن يعيد الرئيس بوتين النظر في سياسة بلاده في المنطقة، التي ستخسر بالتأكيد إذا استمر الزخم الحالي في سياسة الرياض الجديدة، التي هي بحاجة لنجاح في اليمن لقطع الطريق أمام متشككي الخارج، والداخل أيضاً.

ويحدد الدكتور عبيد عدوين يواجهان المملكة، أولهما سنّي وهو «داعش» و «القاعدة»، والثاني شيعي وهو إيران والمجموعات التابعة لها في العالم العربي، وأضيف من عندي عدواً ثالثاً، هو حال الانهيار التي يعيشها المشرق العربي، التي تمتد حتى ليبيا، فالعدوّان السابقان يقتاتان على هذا الانهيار والفوضى المصاحبة له.

هذه المعلومات مهمة للمتلقي الأميركي، ولكنها أيضاً مهمة لنا في خضم الأحداث، فتغيب الرؤية عن البعض، ولكنه هنا يحدد الأولويات الاستراتيجية للعاهل السعودي، فأولها «الدفاع عن الوطن، ثم محاربة الإرهاب، فالدفاع عن الدول الحليفة للمملكة في المنطقة، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وإضفاء الحيوية على الإدارة المحلية وأخيراً تقوية وإعادة هيكلة الأمن الوطني، والدفاع، والسياسة الخارجية ومؤسسات الطاقة».

انتقل بعد ذلك إلى تعريف الوضع في الدول العربية الأربع المنهارة (العراق وسورية واليمن وليبيا)، بأنها «انهيار كامل للدولة، فتوقفت عن التصرف كحكومة مركزية»، ما سمح بانتشار «القاعدة» و «داعش» والميليشيات الشيعية، إنه تعريف دقيق يحتاج إلى تحرك استراتيجي دقيق لوقف انهيار ثم إعادة بناء هذه الدول.

يستخدم نواف عبيد المبادرة أو التحرك السعودي في اليمن، كنموذج يمكن أن يتكرر في دول أخرى، ضمن كتلة دائمة من الدول المتوافقة في الرأي مع الرياض تعمل لتوفير الأمن والاستقرار وطيّ التمدد الإيراني في العالم العربي.

هنا أضيف بعدين آخرين لهذا النموذج، أنه يحظى بدعم أميركي، فالجملة التي تطلب من دول مجلس التعاون الخليجي «التشاور» مع الولايات المتحدة «عندما تخطط لعمل عسكري خارج حدودها»، وأشارت إلى «عاصفة الحزم» كسابقة تحتذى وردت في البيان الختامي لقمة كامب ديفيد، التي جمعت الرئيس الأميركي بقادة ومسؤولين من دول المجلس قبل أسبوعين، وفسرها البعض بأنها تحدّ من حرية دول المجلس وبالتحديد السعودية، فإنها على العكس تماماً، تطلق يد المملكة للقيام بعمليات أخرى تقتضيها مصلحتها الوطنية، وتشاورها مع حليفها الأميركي ليس طلب إذن، فهي لم تفعل ذلك في عاصفة اليمن، وإنما هو تصرف طبيعي بين حلفاء، خصوصاً أن الأميركي سيقدم دعماً لوجستياً وسياسياً، أسوة بما يفعل الآن في عملية اليمن، ويبدو أن الاتفاق اتسع ضمناً ليشمل الأتراك، الذين توصلوا إلى اتفاق الأسبوع الماضي مع الأميركيين يسمح لهم بتوفير دعم جوي للثوار السوريين.

في الجزء الثاني من المحاضرة، انصرف الدكتور عبيد إلى استعراض وبالأرقام للقدرة العسكرية السعودية، ممثلة في تعداد جيشها وعدد طائراتها المقاتلة والدبابات وقطعها البحرية. إنها قوة لا يستهان بها، متماسكة، وفي بلد مستقر، وتحظى باهتمام من القيادة السعودية، فتجري إعادة هيكلتها وتعزيزها في ظل التحديات المستجدة والدور السعودي الجديد في المنطقة، ولكن هذه قوة بلد إسلامي، يعيش ويتنفس بالدين، وبالتالي لا بد أن تضفي بعداً أخلاقياً على سياستها، تكون أيضاً عقيدة قتالية لجيشه، ويمكن صياغتها من مواقف المملكة الأخيرة، خصوصاً في اليمن التي عبر عنها غير مرة خادم الحرمين الملك سلمان، هبّة لنصرة المظلوم، والشرعية القائمة على توافق مجتمعي، وحماية الأمن القومي العربي، وإحلال الاستقرار والسلام، ودعم المصالحة بين الفرقاء من دون إقصاء أو انحياز، ثم التزام بإعادة بناء البلد من دون أن يكون للمملكة أي أطماع فيه.

مهمة كبيرة، ولكن لا بد أن يقوم بها أحد، وما من قوة في المنطقة أفضل من السعودية تبادر إليها.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حديث في واشنطن القوة السعودية الصاعدة حديث في واشنطن القوة السعودية الصاعدة



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria