ما يستفاد من حديث الوزراء في «الثامنة»
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

ما يستفاد من حديث الوزراء في «الثامنة»

ما يستفاد من حديث الوزراء في «الثامنة»

 الجزائر اليوم -

ما يستفاد من حديث الوزراء في «الثامنة»

بقلم : جمال خاشقجي

اتخذت الحكومة السعودية إجراءات تقشفية، بعضها يمس دخل المواطن، شرحها وزيران ونائب وزير ببرنامج «الثامنة» مع الزميل داوود الشريان، فاشتعلت المجالس وشبكات التواصل الاجتماعي غضباً وانتقاداً، ذلك أن نائب وزير قال إن السعودية كانت على وشك «الإفلاس» لو لم تتخذ تلك الإجراءات، وقال وزير آخر إن الموظف السعودي لا يعمل غير ساعة واحدة. الرسالة التي تلقاها المواطن أن الحكومة تلوم المواطن على قرارات لم يشارك في صناعتها وعليه اليوم أن يدفع كلفتها، ولا يزال الغضب والتلاوم مستمرين في شبكات الإعلام الاجتماعي ومقالات الصحف وبالتالي مجالس المواطنين.

وسط هذه الجلبة اختفت المعلومات المهمة، التي كاشف بها الوزراء الشعب السعودي، وهي مسائل ثلاث، وكلها مهمة ويجب أن يستعد لها المواطن، أولها: أن لا تراجع عن الإجراءات التقشفية، بل سنرى مزيداً منها. ثانيها: أن الدولة بصدد إعادة هيكلة «الوظيفة الحكومية» ومعها «الإنفاق الحكومي» بما يجعلهما أقل جذباً للمواطن، وأقل هيمنة على الاقتصاد الوطني الكلي. والأخيرة، وهذه أصعبها، كيف يضمن السعودي في المستقبل ألا يتخذ السياسي قرارات تتعارض مع توصيات الاقتصادي، حتى لا تتعرض البلاد لخطر كخطر «الإفلاس»، الذي فجر به نائب وزير التخطيط محمد التويجري قنبلة صدمت الرأي العام السعودي، ولما تخف آثارها على رغم محاولته التخفيف من وطأتها حين صرح لاحقاً بأنه «خانه التعبير». مرة أخرى انشغل الرأي العام بالتعبير وترك الحقيقة، التي صرح بها قبل التويجري، وزير آخر، هو محمد آل الشيخ، وزير الدولة وعضو مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومن القيادات الفاعلة في عمليات «إنقاذ» الاقتصاد السعودي لا إصلاحه فقط، بل إن آل الشيخ كان أكثر تفصيلاً في شرح خطورة الوضع الاقتصادي لو لم يتخذ ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إجراءات سبقت قرارات إلغاء البدلات الأخيرة، التي فجرت الجدل الحاصل، بدأت بخفض حازم للموازنة في أوائل 2015 بنسبة الربع، وتجميد مشاريع هائلة وإعادة مناقشتها من جديد، وهي التي اتفق على تسميتها «أزمة تأخر الدفعات لشركات المقاولات الكبرى»، ولكنها في الحقيقة إعادة تفاوض مع تلك الشركات حول العقود الهائلة، وإعادة النظر في جدوى تلك المشاريع، ولم يعد سراً أن كثيراً منها بات بين الملغى والمجمد، وهي التي وصفها نائب وزير التخطيط بأنها «مشاريع ترف، ولم يكن لها خطة اقتصادية واضحة»، في اللقاء نفسه، وتلقى عليها هجوماً يضاف إلى الهجمة السابقة، بينما كان حرياً بالاقتصادي والكاتب السعودي أن يشكره لصراحته وشفافيته، لا أن يحاسبه على قرارات لم يشارك في اتخاذها.

تصريحات آل الشيخ لمجلة «بلومبيرغ» في نيسان (أبريل) الماضي تستحق أن تنشر مرة أخرى، وبخاصة أنها جرت في حضور ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو من شجعه على الكشف عنها، وهو يعلم أن المؤسسات المالية العالمية سوف تتلقفها ومعها الرأي العام السعودي، والذي ترجم له كامل المقابلة من دون حذف أو تعديل على رغم صراحتها ونشرت في كل الصحف المحلية.

بعد حديث بين مراسلي المجلة، والأمير والوزير عن ضرورة تعديل ضوابط الإنفاق، الذي اتسمت به مراحل سابقة جرى هذا الحوار، الذي أنقله كما هو لأهميته:

كم كان يضيع؟ يسأل مراسل المجلة. حدق آل الشيخ بعيونه على الطاولة قبل أن يقول:

 «هل يمكنني إيقاف هذا (المسجل)»؟ ليتدخل الأمير: «لا، يمكنك أن تقول ذلك علناً».

يقول آل الشيخ في إجابته عن السؤال: «أرجح تخمينات هو أنه كان هناك إنفاق غير فعال يقدر بمبلغ يتراوح بين 80 إلى 100 بليون دولار» سنوياً، ما يعادل ربع موازنة السعودية بالكامل.

ليتدخل الأمير محمد ويقود دفة الاستجواب سائلاً إياه: «ما مدى قرب السعودية من التعرض إلى أزمة مالية»؟

ليقول محمد آل الشيخ إن الحال اليوم أفضل بكثير ويستطرد لكنك «لو سألتني السؤال نفسه قبل سنة واحدة من الآن بالضبط، لربما أوشكت حينها على التعرض لانهيار عصبي»، ثم روى قصةً لم يسمع عنها أحد من قبل من خارج الحرم الداخلي للمملكة.

 قال فيها: «في الربيع الماضي، عندما توقع صندوق النقد الدولي وغيره أن تساعد الاحتياطات السعودية في إنقاذ البلاد لمدة خمس سنوات على الأقل من انخفاض أسعار النفط، اكتشف فريق الأمير أن المملكة ستصبح وبسرعة في حال إعسار. ولو بقي وضع الإنفاق عند مستويات شهر نيسان من العام الماضي لتعرضت المملكة (للإفلاس التام) خلال عامين فقط، في أوائل عام 2017». ويقول آل الشيخ إنه من أجل تجنب الكارثة، قام الأمير بتقليل الموازنة بنسبة 25 في المئة، وأعاد تطبيق ضوابط الإنفاق الصارمة واللجوء إلى أسواق الدين، كما بدأ في تطوير ضريبة القيمة المضافة والرسوم الأخرى، ما عمل على التقليل من معدل استنزاف احتياطات السعودية النقدية، الذي وصل إلى 30 بليون دولار أميركي في الشهر خلال النصف الأول من عام 2015.

عندها أنهى آل الشيخ تقريره السلبي من الناحية المالية، وقال له الأمير: «شكراً لك». انتهى النقل هنا عن «بلومبيرغ».

نعم، «شكراً لك» معالي الوزير والشكر مسبوق لسمو الأمير، فهذه الشفافية هي التي ستحمي الوطن من خطر «الأزمة المالية» أو «الإعسار» أو «الإفلاس التام». فعلى رغم قسوة العبارة، التي صدمت المواطن، إلا أنها الحقيقة، فلو «خاننا التعبير» فلن تخوننا الأرقام.

من الواضح أن الدولة تفعل الشيء الصحيح والضروري لإصلاح الاقتصاد، بل إنها تقوم بعملية إنقاذ له، ولكنها لم تفعل الصحيح لتقديم هذه الحقائق للمواطن وإشراكه وإقناعه بضرورة مشاركته في العملية. بالطبع يجد الموظف صعوبة في القبول بخفض راتبه، ولكنه سيقتنع، إن علم أن البديل هو خسارة كل الراتب. أعلم أن هناك من سيغضب مما أقول ولكن أدعوه إلى الصبر قليلاً. فالإفلاس، الذي تحدث عنه نائب وزير التخطيط، ليس المعني به «إفلاساً» كالذي تتعرض له شركة، فتضطر إلى إغلاق أبوابها وعرض أصولها للبيع والرحيل من السوق، إنما هو مصطلح اقتصادي مختلف عندما يتعلق بالدول، فاليونان مثلاً بلد مفلس، بل حتى بلد أوروبي يتقلب في الرخاء مثل آيسلندا، تعرض للإفلاس. حولنا دول عربية مفلسة، ولكنها لا تزال هناك تدفع القليل لمواطنيها، ولكنها جامدة في مكانها تفتقد السلع الأساسية وتفتقد ما هو أهم (الأمل)، وتعيش كل يوم تخشى ثورة أخرى. نحن في السعودية لدينا الكثير من الإمكانات ومعها الكثير من الأمل، الذي لا يجوز أن نفقده، لأن أحداً ما لم يقم باللازم للتواصل مع الرأي العام.

المقصود بالإفلاس، الذي حذر منه آل الشيخ والتويجري، هو استهلاك الاحتياط العام، الذي تهور بعض الكتاب، ومنهم اقتصاديون يطالبون الدولة باللجوء إليه، بينما من الواضح أن الأمير محمد بن سلمان يتعامل معه باعتباره مقدساً لا يجوز مساسه قدر الإمكان، بل ينظر إليه باعتباره مصدراً للدخل، كالنفط في باطن الأرض عندما يكتمل مشروعه الجاري لتحويله إلى صندوق سيادي يدر دخلاً سنوياً للموازنة العامة، مع القيام بدوره ضامناً للريال السعودي، الذي سينهار لو استهلك الاحتياط (ليس خلال 3 إلى 4 سنوات كما قال التويجري، بل خلال عامين كما قال آل الشيخ، ولا بد من الإضافة، إذا لم تتخذ الدولة الإجراءات التقشفية الجارية حالياً). مع اختفائه، ستختفي فرص المملكة في الاقتراض، وهي فرص تصل إلى حد القوة الآن، ورأيناها في الإقبال على السندات السعودية الأسبوع الماضي. حينها، مع اختفاء الاحتياط، وانهيار الريال، والعجز عن الاقتراض، سيستهلك بند الرواتب معظم دخل المملكة من النفط حتى لو بلغ تريليونات الدولارات، فإنفاقنا أيضاً بالتريليونات، حينها تتوقف دورة الإنتاج، والأمل بالنهوض بالبلاد وفق «رؤية 2030»، وتنويع مصادر الدخل. المملكة وشعبها بالتأكيد يستحقان مستقبلاً أفضل من هذا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يستفاد من حديث الوزراء في «الثامنة» ما يستفاد من حديث الوزراء في «الثامنة»



GMT 14:15 2021 الإثنين ,01 آذار/ مارس

صواريخ إيران وقميص خاشقجي

GMT 21:27 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يعني حضور محمد بن سلمان قمة العشرين؟

GMT 07:27 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

من مفكرة الأسبوع

GMT 07:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

التوقعات في أزمة «خاشقجي»

GMT 09:17 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مكاسب إيران في أزمة خاشقجي

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria