أوروبا خائفة ونحن كذلك
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

أوروبا خائفة... ونحن كذلك

أوروبا خائفة... ونحن كذلك

 الجزائر اليوم -

أوروبا خائفة ونحن كذلك

جمال خاشقجي

أوروبا خائفة، قلقة، متحفزة، تبحث عن حل لأزمتها مع تنظيم «داعش»، الذي يمكن أن يضرب في أي مكان، ونحن كذلك، قلقون خائفون، فبقدر ما يهدد «داعش» أوروبا والعالم فهو يهددنا أيضاً، ومثلما انهارت لديه أخلاقيات القتال، فبات يهاجم أهدافاً رخوة، يستحيل حمايتها على مدار الساعة، فهو يفعل الشيء نفسه في عالمنا، فيستهدف المساجد. ومثلما استهدف مدنيين في «استاد دو فرانس» لأنهم صوتوا لحكومتهم فباتوا في نظره ووفق فقهه المشوه شركاء في الحرب، فقد يأتي يوم يستهدفون فيه مدنيين في استاد الجوهرة في جدة، لأن الشعب السعودي مؤيد لحكومته ضدهم. إنه المنطق الأعوج نفسه، وهي مسألة وقت، أن يتمكنوا من السلاح والمتفجرات، وأن يغفل عنهم الأمن. وعندما يتلاقى الحدثان يحصل الانفجار.

لكن بينما تخشى أوروبا «داعش» فقط، نحن نخشى أيضاً حال الفوضى والانهيار التي يعيشها عالمنا، ونخشى أن يمتد علينا قتلانا في المشرق العربي أكثر، ونستطيع أن نرسم بصورهم أكثر من لوحة مثلما فعل الإعلام الفرنسي بصور قتلى اعتداءات باريس. قتلانا أكثر وقاتلوهم أكثر تنوعاً، ولا يقتصرون على «داعش» فقط، وإنما يشمل طابورهم أنظمة وجيوش الاستبداد التي يزعم «داعش» أنه خرج للانتقام منها. قوائم قتلانا لا تتوقف، وتزداد بوتيرة أسرع. تثير فينا الخوف من المستقبل، وكثيراً من الحزن، لكنها وقود للمتطرفين منا، يجندون بها الأنصار الجدد تحت لافتة الانتقام للشهداء.

لذلك يجب أن يكون هناك تحالف أوروبي مع دول المنطقة، ليس فقط للحرب على «داعش»، وإنما للحرب على حال الفوضى السائدة التي ستستمر في إفراز المزيد من «داعش» ما لم نوقفها.

لكن أوروبا، وتحديداً الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، لا تزال تركز على العدو الظاهر المباشر تنظيم «داعش»، بخلاياه المنتشرة في أوروبا، ومقره في الرقة. تقصفه، تقتل بعضاً من رجال التنظيم المتوحشين، ومعهم بعضاً من المدنيين، فينشر «داعش» صور المدنيين، ويزداد الغضب.

يتمنى هولاند لو نحّت الولايات المتحدة وروسيا خلافاتهما واتحدتا لمواجهة التنظيم. من الواضح أنه، وتحت وقع صدمة الاعتداءات، يميل إلى التفسير الروسي للأزمة «حاربوا داعش»، لذلك هناك حاجة إلى مقاربة أخرى أوسع وأشمل، تقوم على محاربة الأسباب المنتجة لها، وهي ليست مجرد خطاب متطرف يمكن معالجته بإلغاء منهج دراسي أو منع «داعية» من زيارة فرنسا، ولا حتى بغارة تقضي على «الخليفة» البغدادي نفسه. بالتأكيد سيوفر ذلك مانشيتاً رائعاً للصحف الفرنسية، تعقبه كلمة لهولاند يلوح فيها بيده ويقول: «انتصرنا»، لكن «داعش» ليس البغدادي، فلديهم مخزون جيد من الرجال الملتحين الذين يحفظون بعضاً من القرآن والأحاديث النبوية، فيصعد أحدهم إلى المنبر ويعلن نفسه خليفة الخليفة وسط تهليل وتكبير أنصاره.

إنها حال الفوضى والفشل والانهيار السياسي والمجتمعي الذي يعيشه المشرق العربي ممتداً غرباً حتى ليبيا. إنه نتاج نظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه منذ أربعة أعوام، والذي أعلن هولاند غير مرة أنه فقد شرعيته، ولكن لم يوقفه عند حده. إنها براميله المتفجرة التي تسقط على السوريين في أسواقهم وأحيائهم. إنها الميليشيات الطائفية الآتية من خارج سورية لتقاتل أبناء الغالبية الرافضة لحكم الأقلية. إنها مخاوف سُنّة العراق من أن تتمدد حكومة بغداد الطائفية وحشدها الشعبي المتطرف للسيطرة على مناطقهم فتهينهم وتعتدي عليهم. إنها المعتقلات التي تضم عشرات الآلاف، وإلغاء الحقوق المدنية، وإطلاق الرصاص على المتظاهرين السلميين. إنه كذب الإعلام وتحويل القضاء من ملجأ للمظلومين إلى أداة للاستبداد والقهر. إنها باختصار مصادرة آمال الشعوب العربية التي انتفضت في ربيعها قبل أربع سنوات تريد ديموقراطية وعدالة وعيشاً كريماً.

نعم، «داعش» لا يريد ديموقراطية ولا حريات، لكنه البديل للغاضبين الباحثين عن «الحكم الراشد»، فتوهموه فيه بعدما غلقت عليهم البدائل الأخرى، واقتصرت خياراتهم ما بين المستبد أو المعتقل أو الهجرة إلى أوروبا على قارب موت. لكنه لا يستحق أن يكون الخيار المتبقي للعربي المسلم. إنها فكرة مقيتة ستبقى معنا في مختلف تشكلاتها «السلفية الجهادية»، لكن لا يجوز أن تنتشر بهذه القوة وتحظى بكل هذه الجاذبية.

لقد صنعت أوروبا المشرق العربي الحديث قبل 100 عام، وها هو ينهار الآن، وحان الوقت لأن تعود إليه لتشارك القوى القادرة فيه على إصلاحه، ليس لأنها مسؤولة عنه فهي لم تعد كذلك، وليس شوقاً لزمانها الإمبريالي، وإنما لأن المشرق هو من يعود إليها، إرهاباً ولاجئين.

في المشرق العربي توجد قوتان قادرتان على إحداث الإصلاح الشامل المطلوب، هما السعودية وتركيا. لكنهما تعانيان من «التردد الأميركي» مثل أوروبا. وسيكون تشكيل تحالف بين هذه القوى الثلاث كفيلاً بحسم تردد أميركا وجلبها إلى خطة عالمية لاستئصال «داعش»، تبدأ بقراءة صحيحة للتاريخ وتقوم على احترام رغبة الشعوب بالحرية والأمن والمشاركة السياسية، ما يعني عدم حماية نظام أقلية مستبد كنظام بشار الأسد، ومساعدة الشعب السوري في تشكيل حكومة وطنية، يكون رجالها هم القوى الكفيلة بالقضاء على «داعش» من دون الحاجة إلى إرسال جنود فرنسيين أو أوروبيين للقتال هناك، وهم بالتأكيد لا يريدون ذلك، ما يوفر على فرنسا كلفة غارات جوية على معاقل «داعش» لا تنهيها، وإنما قد توقع قتلى أبرياء يستخدم مأساتهم التنظيم وقوداً لدورة عنف أخرى في شوارع باريس.

دعت السعودية إلى حكم ديموقراطي وانتخابات في سورية. تعلم المملكة أن بلداً تعددياً ثار شعبه من أجل الحرية، لن يقبل بحكومة إسلامية سلفية مثلما تدعو بعض الفصائل هناك، ولا حكم أقلية طائفي ومستبد مثلما تريد إيران وروسيا. كلاهما وصفة لحال عدم استقرار، إذ سترفض بقية مكونات الشعب أي رؤية فئوية ضيقة، والحل في حكومة تعددية ديموقراطية يجد الجميع مكاناً فيها.

رؤية المملكة وأوروبا متشابهة حيال الأزمة السورية، لكن ينقصها اتخاذ القرار والبدء بتنفيذه، والتحرر من التردد الأميركي. لكن يجب أن يدرك الأوروبيون أن عدونا وعدوهم الحقيقي ليس «داعش» فقط، وإنما حال الفوضى والسقوط في المشرق العربي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوروبا خائفة ونحن كذلك أوروبا خائفة ونحن كذلك



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria