بقلم : أسامة الرنتيسي
الأول نيوز- ساعتان؛ ونحن في حضرة رئيس جمعية المركز الإسلامي الدكتور جميل الدهيسات، التي سحبتها حكومة الدكتور معروف البخيت من حضن جماعة الإخوان المسلمين بعد ان خرج الإخوان قليلا من حضن الدولة وتنمروا عندما سيطر الإخوان على الحكم في مصر.
12 عاما والهيئة الإدارية مؤقتة لإدارة أعمال الجمعية، ولا تزال القضية مفتوحة ولم تستسلم جماعة الإخوان في المطالبة بها على اعتبار أنها وقف لهم استخدموها طوال السنوات الماضية كجمعية خيرية، لكنها في الحقيقة كانت الإمبراطورية التي تدير بها الجماعة أمورها المالية والتي قيل يوما إنها تتجاوز ثلاثة مليارات دينار.
الدكتور الدهيسات عقد مؤتمرا صحافيا للحديث عن إنجازات الجمعية في عهد الهيئة المؤقتة التي يتسلم مهامها منذ ست سنوات، لكن حديثه التفصيلي الطويل ذهب إلى مساحات أخرى تحدث فيها بالأرقام والمواقف والقرارات عن شبهات فساد رافقت سنوات عمل الجمعية التي تأسست من قِبَل 13 شخصا لم يبق منهم على قيد الحياة سوى الدكتور إبراهيم بدران.
الأرقام وشبهات الفساد التي ذكرها الدكتور الدهيسات ليس مكانها الإعلام بل هيئة مكافحة الفساد والقضاء، لأن طريقة عمل إدارات الجمعية السابقة يشوبها اختلالات كثيرة لن يتحقق منها ومن الاتهامات حولها إلّا القضاء، حيث ينظر في قضية مرفوعة منذ 12 عاما ولا يزال يسمع فيها شهودا.
80 مليون دينار حجم الأعمال السنوية التي تشرف عليها الهيئة الإدارية المؤقتة للجمعية، 55 مليونا منها للشؤون الصحية و12 مليون دينار للأيتام، وهي تعادل موازنة أربع وزارات أردنية من بينها وزارة الثقافة المعنية بمعالجة العطب الذي أصاب منظومة الأخلاق في البلاد، ونشر ثقافة الحياة والفرح، ووزارة الشؤون السياسية المعنية في تنمية الحياة السياسية والبرلمانية في البلاد.
الدهيسات كشف عن أنهم تسلموا المستشفى الإسلامي بمديونية تصل إلى 28 مليون دينار عجزوا في الفترة الأولى من دفع الرواتب وفكروا بإغلاق المستشفى، لكن خلال خمس سنوات وصلت أرباح المستشفى 20 مليون دينار، وهو الان الأول على مستوى مستشفيات المملكة.
وحول أوضاع الهيئة العامة للجمعية كشف الدهيسات عن فضيحة وقعت عندما اكتشفوا أن شخصا ذهب إلى البنك الاسلامي فرع الرصيفة ودفع قيمة اشتراكات عن 432 عضوا قبل إغلاق الصندوق بيوم واحد.
تُشرف الإدارة المؤقتة لجمعية المركز الإسلامي على مجمل أعمال الجمعية الصحية والتعليمية ومراكز الرعاية الاجتماعية التي تبلغ 65 مركزا في معظم محافظات المملكة، ويعمل نحو 4 آلاف موظف في مؤسسات الجمعية المختلفة.
جماعة الإخوان المسلمين بعثت صحافيا محسوبًا على موقع يعود لهم ليقدم أسئلة محرجة للدكتور الدهيسات، الذي فرح بها أكثر من أي أسئلة أخرى، من أبرز هذه الأسئلة: (هل قمت بتعيين زوجتك في مؤسسات الجمعية؟) ليجيب بكل شفافية نعم تم تعيينها مشرفة مكتبة في إحدى المدارس براتب 350 دينارا.!
أجمل ما في الدكتور الدهيسات المفصول من جماعة الإخوان المسلمين أنه رفض ملحوظة أن الحكومات صمتت على الجمعية عندما كانت الجماعة في حضن الدولة، وقال لم تكن الجماعة يوما في حضن الدولة.! …(أنداري ممكن).