أسامة الرنتيسي
أنهى جارنا، صاحب البقالة التي يبيع فيها البزورات أيضا أبو ربحي أزمة العالم في البحث عن علاج حاسم وسريع لفيروس الكورونا وينتظر جهة علمية لتسجيل الاختراع الجديد.
أبو ربحي، يقول من أعشابي وبزوراتي أنهيت حجر العالم في منازلهم، وإنه جاهز للكشف عن الاختراع الجديد بعد أن يضمن براءة الاختراع وأن لا يسرقها أحد منه.
أبو ربحي لم يشاهد الفيديوهات الكثيرة التي وصفت علاجه بأنه تتبيلة فول وليس علاج، فهو يرى أن فصّي ثوم وعصرة ليمون وملح وزيت زيتون سوف تطرد الفيروس وتشفي من أصيب منه، ومع هذا يصر أبو ربحي على أنه من اكتشف هذا العلاج أولا.
كثير من الأطباء والعلماء وبائعي البزوريات أعلنوا أشياء شبيهة بما أعلن أبو ربحي.
طبيب مصري وفي مقابلة مع إعلامي كبير حسم الأمر بأن طبخة الشلولو هي العلاج الكافي لفيروس الكورونا، وارتكز هذا الطبيب على حضارة 5 آلاف سنة لإخوانا الفراعنة، والشلولو عبارة عن ملوخية ناشفة وثوم وليمون وسوف تطرد اي فيروسات من جسم الإنسان.
طبعا؛ أخونا هذا زاود على زميل له قال إن الفول بالطريقة المصرية الأصلية سوف تعالج الإنسان من فيروس الكورونا، ونصح كل العالم أن يحذو حذو الشعب المصري ويأكل الفول على الطريقة المصرية.
اكتشاف أبو ربحي وإخوتنا جماعة الفول والشلولو، لا يختلفون كثيرا عن اكتشافات بعض الباحثين والأطباء العرب الآخرين، الذين زعموا أنهم منذ سنوات وهم يجرون أبحاثا على علاجات لفيروسات مختلفة وهم الآن جاهزون لعلاج مرضى فيروس الكورونا.
الخيال العربي الواسع بدأ يؤلف قصصا عن اغتيالات علماء عرب بعد ان تمكنوا من اكتشاف علاجات لمرضى الفيروس، فقامت الحكومة السرية في العالم بقتلهم، حدث هذا لعالم تونسي في ألمانيا، ولجزائري في أميركا، وغيرهما ممن فاضت الفيديوهات المفبركة في توزيع قصصهم الساذجة.
هذا الخيال أيضا ركب على موجاته دعاة ومشايخ فسجلوا الكثير من الفيديوهات الهبلة حول الموضوع وطلبوا من الناس ان يأخذوا بها، واعتبروا أن حبة البركة هي الترياق الشافي من هذا الوباء.
الشبكة العنكبوتية مليئة بكل ما هب ودب من هذه السخافات والجهل التي تقود إلى المجهول.
الدايم الله….