أسامة الرنتيسي
– بدأنا نهبط من عن الشجرة التي صعدنا عليها رويدا رويدا.
لأول مرة ترى شعبا مفروضًا عليه حظر التجول الشامل، تُطلق نشميات منه تغاريدهن فرحًا عندما حصلنا على النتيجة “صفر” في اختبار الكورونا.
كان وجه وزير الصحة الدكتور سعد جابر مبتهجا عندما أطلق خبر المفاجأة: “إننا لم نسجل اليوم أي إصابة”، بل تم تخريج 9 مرضى تشافوا من الفيروس.
النتيجة ظهرت علاماتها على وجه وزير الإعلام أمجد العضايلة الذي ابتسم كثيرا في مُلخّصه اليومي عندما أطلقه من البيت قبل وزير الصحة.
صحيح أن بعض الأصوات التي لا تعرف الفرح شككت فورا بالنتيجة، لكن علينا أن لا نلتفت لها أبدا، فهي “نُعاقية” باستمرار.
معنويات الشعب التي ارتفعت أنزيماتها أكثر عندما سمعت كلاما مَلِكيًا حاسما: إنها “شدة وتزول قريبا” ونعود لحياتنا الطبيعية باستمرار، بفضل شعب أثبت أنه من الكبار أمام الأمم .
هبوطنا من عن الشجرة لا نريده مثل أسلافنا في معركة أحد، لا نريد أن نصفق كثيرا قبل أن نتأكد أننا حاصرنا الوباء نهائيا، ولا نريد توزيع الغنائم قبل أن تكمل حلقات المواجهة خططتها كاملة.
مهما سيقال عن أبطال المعركة فكل أردني التزم بيته كان بطلا، وكل من وقف حارسا للموقع الذي كُلف به من رجال أمن وجيش وطبيب وممرض ومسؤول هو ايضا بطلا من أبطال المعركة، هذه معركة مجتمعية، النصر فيها للجميع.
في يوميات المعركة، منذ أكثر من 20 يوما، والجميع يراهنون على المحافظة على مستوى رائع من المعنويات، لهذا مهما كان الخطأ صغيرا يجد ألف صوت تنتقده، والموقف البديع يجد مليون صوت تشيد به.
مستمرون في هذه الروح الإيجابية حتى نتغلب جميعا على هذا الوباء اللعين ونسجل نموذجًا أردنيا أصبح نبراسا لكل من يريد أن يشيد بنجاح الإدارة السياسية والصحية في مواجهة هذا الوباء، وحققنا إشادات من نخب فكرية كبيرة وسياسية عميقة حتى الإشادة من منظمة الصحة العالمية أصبحت وراء ظهورنا لأننا تجاوزناها وأكثر.
في أيام مقبلة، ليست بعيدة، سوف تعود الحياة لطبيعتها يوما بعد يوم، نعود إلى أعمالنا وشركاتنا ومكاتبنا ومؤسساتنا، نعود ونحن نحمل في ثقافتنا الجديدة سلوكا تعودنا عليه في شهر الحَجْر المنزلي علينا أن لا تفارقنا أبدا حتى لو تخرجنا رسميا من جائحة الكورونا ورفعنا شهادة خلونا من الأمراض.
في هذه المعركة الكبرى، وقعت أخطاء غير مقصودة، في الإطار العام صغيرة من قِبَلِ زملاء إغلاق ملفاتهم أفضل بكثير من بقائها مفتوحة..
الدايم الله….