أسامة الرنتيسي
مع أننا وصلنا إلى نقاط ساخنة خطرة في جائحة الكورونا إلا أن أصحاب عقلية المؤامرة ما زالوا يغيّرون زوايا التفكير لإثبات أن نظريتهم حول ما يجري في العالم صحيحة.
آخر هذه التحليلات أن قضية الكورونا – غيت ، هي تشبيه بفضيحة ووترغيت الشهيرة عام 1972، التي أسقطت وقتها الرئيس الأميركي نيكسون، وصلت إلى آخر مَدَياتها ولا بد أن تبدأ بالانتهاء قريبا.
أصحاب هذه العقلية، متأكدون أن القضية محبوكة بعناية، وهي من إدارة الحكومة السرية التي تقود العالم، قد تكون لأهداف غير سياسية، ويرجحون أنها اقتصادية وسوف تظهر هذه النتائج قريبا.
في البداية اتُّهمت الولايات المتحدة في صناعة فيروس لتقضي فيه على التفوق الصيني المتوقع، فأوصلته إلى ووهان، وفي الطريق زرعته في إيران، لتعطل حركتها النووية، وحافظت على المصل الشافي عندها، مثلما يفعل كل مخترعي السموم والفيروسات.
تغيرت النظرية عندما تعافت منه الصين، ووصل أوروبا وطحن إيطاليا وإسبانيا، وعاد إلى الولايات المتحدة لتصبح البؤرة الرئيسية في عدد الحالات وعدد الوفيات تحول الحديث إلى صناعة صينية لتعطيل عجلة الاقتصاد الأميركي.
الآن السؤال من طرف أصحاب هذه النظرية: لِمَ لَمْ يصل الفيروس بهذه الشراسة إلى روسيا واليابان مثلا، ولم يصلوا إلى الحظر المفروض على نصف الكرة الأرضية.
يوميا؛ تسقط نظريات المؤامرة أمام الضربات القاضية التي يوجهها الفيروس في بقعة جديدة من العالم، لكن أصحاب هذه النظريات لا يستسلمون بسهولة، ويصرون على أن القضية فضيحة عالمية لا بد أن تتكشف خيوطها ولو بعد حين.
مقابل نظريات المؤامرة حول جهة الصناعة والتشغيل لهذا الفيروس، هناك عقليات سطحية أخرى مُصِرّة على أن هناك مؤامرة على أصحاب الأديان، فتم بقرار إغلاق المساجد والكنائس، وإخرج الناس من الحرمين، وتم تفريغ الكعبة من عباد الله، برغم أن أصوات بائسة حاولت في فيديوهات عديدة أن تدفع المصلين إلى رفض إجراءات الحماية، بالاعتماد على أن المسلم المصلي يتوضأ خمس مرات، وهذا يمنع الفيروس من الدخول إلى حنجرته بسبب أنها دائما مبللة، …والله العظيم أني سمعت شيخا على المنبر يقول هذا ويتحدث بلغة الخبير المتيقن من معلوماته، مثلما تحدث غبي آخر في مسج صوتي عن سبب حظر التجول الشامل في الاردن الجمعة لوجود غازات في الجو تنتهي فعاليتها صباح السبت.
ماذا ستكون نتيجة الكورونا، ومتى تنتهي القصة، وما هي معالم “الفضيحة” العالمية، فقد بات واضحا أن حقيقتها لا يملك أحدٌ معلومة عنها، وأن هذا الفيروس اللعين سوف يستمر في اللعب بنا والقضاء على من يقع في شَرَكِه إلى أن تأتي لحظة علمية حقيقية بالوصول إلى الترياق الشافي منه، وللأسف على ما يبدو القصة طويلة وصعبة وقاسية..
ولا حل سوى #سعدجابروالبقاءفيالبيت.
الدايم الله….