أسامة الرنتيسي
لن تُغلَق التأويلات ولا التعليقات ولا التفسيرات حول حقيقة فيديو مدير الأمن العام اللواء حسين الحواتمة من دون توضيح شفاف مقنع منه شخصيا.
ولو دافع الكتّاب والمواقع الإلكترونية ونشطاء السوشيال ميدياجميعهم عن الحواتمه ومهنيته وأخلاقه وسيرة حياته الأمنية فلن يقتنع من يريد أن لا يقتنع، وينتظر الحقيقة.
ولو كتب الإعلام والصحافة كلهم التقارير و”القصة الكاملة” وآخر تفاصيل فيديو الحواتمة، فلن تصمد جميعها أمام خبر من عشرة أسطر يُنشر في صحيفة خارجية واسعة الانتشار يقول: “محاولة اغتيال مدير الأمن العام الأردني” او يتوسع الموضوع أكثر وتنقله فضائية غير صديقة للأردن بعنوان: “خلافات بين قادة الأجهزة الأمنية بعد دمجها”.
لنُضيّق البيكار قليلا، ولنعترف أن حدثا ما وقع كان اللواء الحواتمه ضحيته، او دفعه الغضب لارتكاب ما حصل وما شاهده الجميع في الفيديو، وهو مرفوض جملة وتفصيلا.
في شوارع العاصمة عمان، ومع ازدياد الأزمات المرورية وارتفاع ضغط الناس ونرفزتهم قد يحدث فيديو الحواتمة مع كل أردني وفي أية لحظة، وإذا كان نصيب الحواتمه ما حصل وتزامن وجود نجليه رفقته في السيارة، وحدث أن لحقوا والدهم بعد أن ترجّل من سيارته من أجل الدفاع عنه وحمايته، وحتى لو كان بالسلاح فهذا يحدث في كل الشوارع، ونعرف حالات قُتل فيها شخص لأنه زاحم غيره على دوار المدينة الرياضية.
مضى أكثر من 48 ساعة على انتشار الفيديو، ولا يحتاج الأمر غموضا أكثر من ذلك، والحواتمه وحده من يقرر طريقة إقفال الموضوع، فإن وقع خطأ وغضب الحواتمة من الشخص الذي أغلق الطريق عليه ونزل له غاضبا ودفعه للانبطاح على الأرض فمن الأفضل الاعتراف وإغلاق الملف بالاعتذار من الشاب والسيدة التي كانت معه، وبعد ذلك تقرر الدولة كيفية معالجة الأمر بالقبول به او رفضه.
وإن كان في القصة حكاية أخرى فإن الشفافية والرأي العام بحاجة إلى إجابات واضحة حاسمة لكي تكتمل دائرة القناعات.
شخصيا؛ أتمنى ان يبقى الموضوع في نطاق الخلاف العرضي الذي قد يحدث مع أي أردني في الشارع، وقد يتطور إلى عراك ومشاجرة، ولا أتمنى أن تكون هناك روايات أخرى تكشف عن فعل مدبر ومخطط له يتعلق بموقع الحواتمه، لأننا بهذا ندخل طورا لم ندخله طوال عمر الدولة الأردنية، وإن شاء الله لا ندخله.
الدايم الله…..