أسامة الرنتيسي
يا عالم يا حكومة يا ناس، يا بشر، وحّدوا الله، لسنا في حرب، ولا نعيش في لحظات كارثية.. كلها نوع جديد من الانفلونزا.
كل المطلوب، زيادة في الوعي، زيادة في احتياطات النظافة، والعمل على زيادة مناعة الجسم، لن نموت خلال أسبوعين، ولن يعم البلاء والوباء مثلما يعشعش الأمر في عقول بعضنا.
لسنا بحاجة إلى كل هذا الهلع ولا القلق الذي عم البلاد والعباد منذ لحظة الإعلان عن أول إصابة بالكورونا.
لسنا بحاجة إلى المؤتمرات الصحافية الكثيرة، ولا إلى التصريحات الساذجة، ولا زيارة وزارية من قبل ثلاثة وزراء إلى مول مكان عمل المصاب، هذا كله هبل وحركات استعراضية ساذجة.
لن تتغير وجهات نظر المرعوبين ولا عشاق الإشاعات إذا شاهدوا الوزراء يجولون داخل المول، وليس مطلوبا أن يخرج كل لحظة وزير الصحة ولا الإعلام ليرد على إشاعة سخيفة.
الهدوء الحكومي ينعكس على الشارع، والتوتر الحكومي أيضا ينعكس على الشارع.
تكفي التصريحات التي أدلى بها بشجاعة الشاب المصاب الذي حتما سوف يتجاوز الأزمة مثلما تجاوزها 98 % ممن اصيبوا بفيروس كورونا.
كأننا في حرب الإشاعات، وكأن هناك من يغذيها عن عدم حسن نية ولا حرص على المجتمع، عشرات المعلومات والرسائل والفيديوهات بعد التدقيق كلها كذب وتلفيق وتدليس.
وكأننا في حرب الكمامات، وللأسف الحكومة والقطاع الصناعي بلعا الطعم، وبدأت التصريحات حول الكمامات وكميات وجودها وحاجة الأردنيين لملايين الكمامات، حتى زاود عليها الصناعيون بأن بعض المصانع سوف توزع الكمامات مجانا، ولحقتهم الحكومة بقرار إعفاء الكمامات ومواد التعقيم من ضريبة المبيعات.
بحكم عملي؛ أتابع يوميات الدول التي وصلها الكورونا ، لم أسمع ضَوَجانًا ولا هلعًا ولا توترًا ولا أجواء حرب مثلما وقع معنا في الساعات الماضية.
الاحتياطات مطلوبة، وزيادة الاحتياطات مطلوبة أيضا، لكن مع المحافظة على توازن المجتمع وهدوء البشر، أصلا مواجهة الكوارث بهذا الشكل مرفوض بكل الحالات، فكيف الحال بمواجهة فيروس حقير مثل الكورونا.
أثبتت الفحوصات أن عائلة الشاب المصاب زوجته وأطفاله الثلاث الذين وجدوا معه طوال الأسبوعين الماضيين لم يحملوا والحمد لله الفيروس، وكذلك صديقه رفيقه في الرحلة إلى ايطاليا والعمل، فلِمَ كل هذا الخوف والرعب.
الدايم الله….