أسامة الرنتيسي
هل معقول أن كانت الخطوط الجوية الملكية الأردنية (عالية سابقا) في عام 1976 تمتلك 46 طائرة منها 10 طائرات مستأجرة، في حين أنها الآن لا تمتلك طائرة واحدة، إنما أسطولها كله مستأجر، بعضهم يقول إنها تمتلك ثلاث طائرات.
معلومة امتلاك الملكية الاردنية 46 طائرة منها 10 مستأجرة، كشف عنها أحد المؤسسين للملكية الأردنية خلدون الناصر، الذي غادر الملكية في عام 1976 ، وهو يعلم تماما أن هذه الطائرات كانت ملكية خاصة للملكية الأردنية ومن نوعيات جيدة ومستوى عال.
الآن؛ أحوال الملكية الأردنية لا تسر أحدًا، وهي ليست فقط مديونة بمئات الملايين من الدنانير، بل أصبحت عبئا كبيرا على موازنة الدولة التي تقدم لها الدعم من دون مردود مالي ومن دون حلول لإطفاء ديونها التي تزداد ولا تنقص، كما تزداد الملحوظات السلبية على أداء الملكية الأردنية وعلى سوء مستوى بعض الطائرات المستأجرة.
لقد تشكلت عدة لجان تحقيق في أوضاع الملكية الأردنية وفي العام الماضي وفي نهاية آذار تحديدا، أحال مجلس النواب بالأغلبية ملف وتقرير لجنة الخدمات والنقل النيابية حول شركة “الملكية الأردنية” إلى هيئة مكافحة الفساد، وحتى الآن لم نسمع ما توصلت إليه الهيئة.
يومها على ما أذكر اقترح نائب رئيس الوزراء السابق رجائي المعشر على النواب، أن يتم تحويل ملف الملكية الأردنية إلى الحكومة، لتحيله إلى دائرة مراقبة الشركات للتحقيق فنيا بالملف، وبرر مقترحه بأن الكثير من الملفات التي تحول إلى القضاء وهيئة النزاهة ومكافحة الفساد “ينتهي مصيرها بالأدراج لعدم كفاية الوثائق والأدلة والبراهين على هذه الملفات”.
المشكلة أن المجلس أحال توصيات اللجنة إلى الحكومة، لتصويب الملحوظات التي وردت في التقرير، لكن هذه أيضا بقيت في بطن الحكومة ولم يظهر منها شيء، ولم نسمع عن أية معالجات للأوضاع العوجا في الملكية الأردنية.
لاحظوا كم هو مسموع صوت النواب، يومها قدمت اللجنة النيابية تقريرها وأوصت بـ”أردنة” إدارة الملكية الأردنية، وإنهاء خدمات المدير التنفيذي الحالي (مستر بيشلر)، حتى هذه لم تتم معالجتها برغم مرور عام كامل على التوصية.
في سهرة ثقافية سياسية )كما سماها معالي ابا عمر) في دارة المعزب الأجودي المهندس وجيه أبو خضير، وضمّت الذوات: محمد داودية وخلدون الناصر، المهندس أحمد الحسينات، الأستاذ عبد المهدي التميمي، المحامي د. إبراهيم الطهراوي، المهندس سهيل حداد، الأستاذ بشير الناصر، الأستاذ محمد الناصر، د. عبد المجيد الروابدة، العميد المتقاعد د. عدنان الشوملي. والعبد الفقير، استمتعنا إلى حديث موجع من خلدون الناصر عن ماضي الملكية وكيف تأسست وسبقت الكثير من الشركات العربية، موارنة بأحوالها الحالية التي تعج بالفوضى والمشاكل المالية والإدارية والعمالية.
الدايم الله….