بقلم - منى بوسمرة
إحدى أهم الصفات التي تتميز بها المبادرات التي يتم إطلاقها في الإمارات، أنها متجددة خلّاقة تستند إلى رؤية تنفيذية، وهي مبادرات لا تقليد فيها ولا تكرار، بل تأتي متفردة ولها خصوصيتها بما يجعلها مبهرة للمتابعين وإضافة لمن يريد الاستفادة منها.
روح المبادرات تعكس الحيوية التي يعيشها المجتمع الإماراتي بكل مؤسساته وعموم أفراده، والسبب في ذلك يعود إلى أن هذه المبادرات وإن اختلفت في تنوعها، فإنها تستكشف أهم المساحات الإبداعية في الإنسان وتحضه على تعظيمها وإطلاقها بلا حدود.
اليوم تشهد الإمارات بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إطلاق شهر الابتكار، حيث تحتفي فيه الدولة بالمبتكرين وإبداعاتهم بفعاليات نوعية، وتستكشف من خلاله تمكن طاقات الإنسان وقدراته، حيث ستشهد مختلف مدن الدولة وبشكل متدرج 100 فعالية رئيسية ومئات الفعاليات المتنوعة، وبحيث تصبح الإمارات مختبراً عالمياً مفتوحاً للسياسات والبرامج ونماذج العمل المبتكرة، بما يعد تجسيداً لتوجهات القيادة الرشيدة، من أجل تعزيز الإنجازات المتحققة ومد المجتمع بالمزيد من الأفكار ذات المردود الإيجابي.
إن شهر الإمارات للابتكار يشكل نتاجاً لتكامل الأدوار وتضافر الجهود، بين الحكومة والمجالس التنفيذية للإمارات ومؤسسات القطاع الخاص ومختلف الفعاليات الأكاديمية والمجتمعية، ما يجعل منه الحدث الوطني الأبرز والأكبر من نوعه على مستوى الدولة، وتعرض فيه الإنجازات المبتكرة ويحتفى بأصحابها، ما يعزز الوعي المجتمعي بأهمية الابتكار ودوره الرئيسي في الانتقال إلى المستقبل.
لقد أثبتت دولتنا خلال السنوات الماضية قدرتها على ابتكار المبادرات الكثيرة، التي تهتم برفاه المجتمع وراحته وتأهيله وتعليمه، وجعله قادراً على استشراف المستقبل والاستعداد لكل التغيرات التي يشهدها العالم، مما يستوجب الحاجة إلى جهود مختلفة، تقلص الفجوة والفروقات بين الأمم والشعوب، وهو أمر تنبهت له الدولة في سياساتها ومبادراتها، وإذا عدنا إلى أغلب ما تم الإعلان عنه مثلاً خلال السنوات الأخيرة، لاكتشفنا أنه يرتبط بالمستقبل وبتغيير الوسائل والأفكار التقليدية، نحو وسائل وبنى جديدة على كل المستويات.
سنشهد خلال هذا الشهر قصص إبداع وابتكار عديدة، وسنسمع عن نماذج مبتكرة لا مثيل لها وفي أكثر من اتجاه واجتهاد، وبهذا المعنى تكون الإمارات في شهر فبراير محط أنظار المهتمين ومساحة مفتوحة لكل أولئك الذين يبحثون عن حاضنات تعزز فيهم الإبداع والتطوير، على مستوى ما تطلبه حياة البشر من حلول لكثير من التبدلات والتحديات، وكذلك على مستوى التجديد في نظم الإدارة والسياسات والبرامج.
إننا حين ننظر إلى عالمنا العربي نأمل من كل قلوبنا، أن تمتد هذه المبادرات والتجارب إلى كل موقع، من أجل تعزيز التغيير الإيجابي والتخلي عن السلبية، وعدم التأثر بشكل مبالغ فيه بالعراقيل التي تحول دون التطور المرغوب، وبلا شك فإن دولة الإمارات أضحت الأكثر تميزاً من حيث قدرتها أن تكون هي كما تريد، لا كما تريده ظروف المنطقة أو كما يتمنى أعداؤها، فنحن هنا نجيد فن الحياة والتحدي وصناعة المستقبل.
المصدر :جربدة البيان