ثلاثة وجوه للمسألة الأميركية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

ثلاثة وجوه للمسألة الأميركية

ثلاثة وجوه للمسألة الأميركية

 الجزائر اليوم -

ثلاثة وجوه للمسألة الأميركية

عبد المنعم سعيد
بقلم - عبد المنعم سعيد

عزيزي القارئ: أرجوك لا تشعر بالضجر من استمرار الحديث والتعليق والتحليل للمسألة الأميركية. الضجر في الحقيقة هو المعادل الموضوعي للشعور بالإثارة الشديدة والاهتمام الكبير بالانتخابات الرئاسية الأميركية والجلوس لساعات طويلة، مع مراعاة فروق التوقيت، لمشاهدة «CNN» و«Fox News»، لكي تتابع ما يحدث في قارة بعيدة.

لا يوجد غش في المسألة، سواء كان ذلك عند شرح القواعد القانونية والدستورية للانتخابات؛ كما لا توجد مبالغة حينما تحقق ما سبق الحديث عنه مراراً وتكراراً أن السيد ترمب لن يترك البيت الأبيض بسهوله، وأنه سوف يشكك في نزاهة الانتخابات، ويتهم خصومه الديمقراطيين بالتزوير، وأنه سوف يقيم في البيت الأبيض طالما ما زال في القانون ما يسمح له بفعل ذلك. وبالمناسبة فإن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل ذلك؛ الرئيس الثاني جون آدامز (1779- 1801) الذي كان نائباً لثماني سنوات لجورج واشنطن، حينما كانت الفترة الوحيدة التي حكمها مريرة وممتلئة بالكراهية والحقد والانقسام بين الحزب الفيدرالي (يشبه الجمهوريين الآن) الذي يمثله، والحزب الجمهوري الذي كان يقوده توماس جيفرسون - الرئيس الثالث (1801- 1809)، ويشبه الديمقراطيين الآن. أسباب الخلاف والنزاع ليس مكانها الآن، ولكن مشهد النهاية كانت فيه الكثير من المنازعات القضائية والفكرية، والاتهامات الشخصية المتبادلة، التي انتهت بخروج آدامز في اللحظة الأخيرة من البيت الأبيض الذي كان أول ساكنيه، مغادراً إلى بوسطن بلا تحية ولا حضور قسم الولاء لمنافسه، تماماً كما هو عليه الحال الآن. هذا ليس قولاً يقصد به ما أشبه الليلة بالبارحة، ولكنه إشارة إلى أن النظام السياسي الأميركي ربما بات يحتاج إلى إصلاح، وفي الواقعة السابقة جرى بعدها تقديم التعديل الثاني عشر للدستور الأميركي لكي يجعل الانتخابات الرئاسية أكثر سلاسة وشرعية في زمن لم تكن فيه الدنيا كالحال الآن؛ فهل يستدعي الحال الآن إصلاحاً جديداً؟

المؤكد أن القضية لها وجه قانوني ودستوري مظهره التباس واضح في تقدير عما إذا كانت الانتخابات باتت بالفعل مشروعة، بفعل أن الرئيس المنتخب جو بايدن قد حاز الأغلبية الشعبية من ناحية، وأغلبية المجمع الانتخابي من ناحية أخرى. ولكن من ناحية أخرى فإن اتهامات الرئيس دونالد ترمب بتزوير الانتخابات ليست خالية من الصحة، والقول الديمقراطي إن مجموع الحالات المقدمة لتصويت الموتى أو تزوير التوقيعات على التصويت البريدي أقل من الفارق في عدد الأصوات الذي حصل عليه بايدن هي حجة برغماتية، وليست حجة قانونية، حتى ولو كررتها كل أجهزة الإعلام الأميركية صباح مساء. اتهام ترمب بالتعنت لأنه لم يقدم حججاً تسد الفارق ما بين الحاصل على الأغلبية وخصمه لا ينفي وجود الجريمة في أكثر الانتخابات «أماناً»، كما ذكر بعض المؤيدين لبايدن أو حتى المنشقين على ترمب. وسواء فاز بايدن أو خسر ترمب، فإن الحقيقة هي أنه جرى اكتشاف أصوات لصالح ترمب قدرها مرة 2700 و3301 مرة أخرى هي حقيقة جرى فيها استبعاد واكتشاف فجأة. كيف حدث ذلك في دولة «آبل» و«مايكروسوفت» و«وادي السيلكون»، كله يعطي وجهاً فيه الكثير من العوار القانوني والدستوري، ويسجل كيف أن أميركا تخالف العالم كله في أن التزوير يجري عادة ممن هو في السلطة؛ أما أن يكون ذلك من قبل المعارضة فهي حقائق مقلوبة.

الوجه السياسي للقضية يبدو أكثر أصالة بكثير. فكما كان الحال في حالة آدامز ضد جيفرسون حول الموقف من الصراع البريطاني الفرنسي في القارة الأوروبية بعد الثورة الفرنسية في الخارج؛ والموقف من قانون «الغرباء والفتنة» في الداخل؛ فإن ترجمته الحالية بين ترمب وبايدن هو الموقف من التعاملات مع العالم في الخارج، والموقف من الهجرة والإعلام في الداخل. ومع ذلك فإن ترمب ليس آدامز، ولا بايدن مثل جيفرسون، والحقيقة الآن أن هناك انقساماً أميركياً حول كافة القضايا الحيوية من أول قيادة العالم وحتى التأمين الصحي. الخلافات القديمة حول حقوق السلطة المركزية وحقوق الولايات، والخلاف حول الموقف من السود وباقي الأقليات، لا تزال قائمة حتى ولو كان إعلان الاستقلال نص على أن كل الناس متساوون ولديهم حقوق مقدسة في الحياة والحرية والسعي نحو السعادة. ويقال دائماً إن الشيطان يكمن في التفاصيل، ولكنه في الواقع يكمن في القوانين المعبرة عن الدستور، وهذه تحكمها أصوات وقرارات المحكمة الدستورية العليا، والأهم من هذا وذاك الزمن الذي جاء فيه هذه وتلك.

المسألة الأميركية وراءها وجه ثالث آيدلوجي، بعضه قديم يعود إلى التناقض الذي جرى بين إعلان الاستقلال والدستور، وبينهما فإن القضايا الفكرية الكبرى من المساواة إلى الحرية، وحتى البحث عن السعادة، لها أعماق فكرية وفلسفية كثيراً ما منحتها التطورات التكنولوجية الإعلامية مسحة سوقية جارحة. وحتى عندما كانت الصحافة المطبوعة وحدها هي التعبير الذائع عن الإعلام؛ فإن آدمز لم يقصر في كراهيتها مثل خليفته في البيت الأبيض الآن حينما استخدم قانون «الغرباء والفتنة» ضد الصحافيين، أو ببساطة اتهم الآخرين بالخيانة، أو أنهم من «أعداء الشعب». الديمقراطيون هذه الأيام بحثوا طوال فترة الغريم عن صلة مباشرة بينه وبين روسيا ساعة اختراق الانتخابات الأميركية السابقة في 2016. وراء هذه الاتهامات كانت هناك أحكام آيديولوجية حول ما هو أخلاقي وغير أخلاقي؛ وكان الإنجيليون جزءاً من عمليات شيطنة المعسكر الآخر. ما جعل المعركة الانتخابية دامية لم يكن فقط الاشتباكات التي جرت في المدن الأميركية الكبرى بعد مقتل جورج فلويد؛ وإنما وصول الشقاق إلى الدرجة التي شلت عمل مجلسي النواب والشيوخ أمام العالم من ناحية، وأمام الشعب الأميركي من ناحية أخرى.

الوجوه الثلاثة للمسألة الأميركية لا تستبعد وجوهاً أخرى، بعضها له طبيعة اقتصادية واجتماعية، وبعضها الآخر تاريخي بدأ منذ بداية الجمهورية، وتجربة الانتخابات تقول إنه لن ينتهي في المستقبل القريب، وبعضها الثالث إقليمي تكنولوجي، فلم تكن هناك صدفة في أن الديمقراطيين وجدوا في ولايات ساحلية وصناعية ومتقدمة تكنولوجياً وتعليمياً، بينما وجود الجمهوريين في ولايات الوسط والجنوب الزراعية والنفطية. وفي الأول والآخر، ومع أكبر مشاركة عرفها التاريخ الأميركي، واقتربت من 150 مليوناً من الأصوات، فإن انقسامهم لا يمثل فقط حقائق قانونية أو سياسية أو آيدلوجية، وإنما ديمغرافية وجغرافية بامتياز. رغم كل ذلك فإن الأميركيين يمكنهم الشعور بالسعادة نتيجة اهتمام العالم بهم وبانتخاباتهم؛ ولكن ما لا يعلمونه، أو ربما يعلمونه ولكنهم تجاهلوا الأمر وكفى، أو أنهم مثل رئيسهم الحالي لا يعنيهم الأمر في شيء؛ فإن العالم ربما يصل إلى نتائج لا يود كثيرون من الأميركيين التفكير فيها. الأمور تضم قائمة طويلة تبدأ من التساؤل حول الديمقراطية، وعما إذا كانت هي النظام الأمثل للحكم كما أرادت أجيال من الأميركيين من العالم أن يعتقد؛ ولا تنتهي بالتساؤل حول مركز الولايات المتحدة في دنيا في ظل صعود دول أخرى؟

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة وجوه للمسألة الأميركية ثلاثة وجوه للمسألة الأميركية



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria