لائحة ذكريات بين عمالقة الزمن الجميل
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

لائحة ذكريات بين عمالقة الزمن الجميل

لائحة ذكريات بين عمالقة الزمن الجميل

 الجزائر اليوم -

لائحة ذكريات بين عمالقة الزمن الجميل

عادل مالك
بقلم - عادل مالك

قصتي مع الإعلام هي قصتي مع الحياة. فالإعلام بالنسبة إليّ كان نمط حياة وليس مهنة رتيبة بدوام من التاسعة صباحاً إلى الرابعة بعد الظهر.
كانت البداية مطلع حقبة السّتينات من القرن الماضي. وكم أسعدني حسن الطّالع أنني تتلمذت وعملت مع المثلث الإعلامي المميّز الأساتذة: كامل مروّه في «الحياة»، وجورج نقاش في جريدتي «الجريدة» و«الأوريان»، وغسان تويني في «النهار». أكتب هذا المقال ويخالجني الكثير من المشاعر وأنا أُنهي نصف قرن من العمل الإعلامي بكل فصوله المكتوب منه والمرئي والمسموع (خمسة وخمسون عاماً بالتمام والكمال). لائحة الذكريات طويلة لكنّني سأكتفي بالإشارة إلى بعض منها. كان لبنان من أوائل الدّول العربية التي شهدت افتتاح محطة تلفزيونيّة. وكانت البداية التلفزيونية حدثاً كبيراً في زمن الأبيض والأسود.
وخلال المقابلات ذات الطابع الشّخصي والإعلامي كان يُطرح عليّ السؤال التالي: بمَن تأثّرت في مهنتك؟
كنت أستغرب السؤال، فهو يفترض وجود مَن عملوا في مجال الإعلام التلفزيوني خصوصاً السياسي منه، إضافة إلى عدم وجود كليّات للإعلام في تلك الحقبة، لذا كان جوابي ممزوجاً ببعض الاستغراب: «إن طبيعة السؤال تفترض وجود جيل من الزملاء من الذين (سبقوني) في هذا المجال، لكنّ كلامي كان: لا أستطيع الإجابة عن هذا النوع من الأسئلة نظراً إلى عدم وجود مَن سبقني فعلاً إلى العمل في التلفزيون». وأستعيد تلك الفترة لأقول إنّني ومع زملاء أعزاء على القلب مَن أرسينا قواعد تقديم نشرات الأخبار، ومن هنا كانت البداية. ومع تقديم الأخبار انطلقتُ إلى تقديم برنامج «سجل مفتوح» الذي يعد أوّل مجلّة مرئيّة على التلفزيون اللبناني، وكان مقسّماً بين اللقاءات مع السياسيين، إضافة إلى بعض المحطّات الفنيّة مع نجوم تلك الحقبة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، كنت كلّما ألّف الشاعر الكبير نزار قباني قصيدة ما، أستضفه في حلقات برنامجي «سجل مفتوح».
وذات يوم أسرّ إليّ شاعر الحب والمرأة والوطن، أنّه يودّ التعرّف إلى الفنان عبد الحليم حافظ، وقد عملت على إعداد اللقاء المميّز بين قمّة في الشعر وقمّة في الفن، وكان من نتائج هذه اللقاءات ظهور روائع العندليب كـ«رسالة من تحت الماء» و«قارئة الفنجان» وغيرها التي لا تزال تحتل المواقع المتقدمة من روائع الشعر والموسيقى والتي أضافها كبير آخر في الفن وهو محمد الموجي.
وفي سياق متصل يمكن الإشارة إلى لقاء القمّة بين عملاقي ذلك الزمن الجميل: فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ. والقصة باختصار شديد، أنه نشأت بعض الحملات الإعلامية بين الرجلين وعمل بعض «الأوراق الصفراء» على استغلال هذه الحملات لتصبّ الزيت على النار. وحرصاً منّي على كرامة الرجلين دخلت في تقريب وجهات النظر بينهما، زرت فريد الأطرش وقلت: إنّ ما يصدر في الإعلام أمرٌ معيب بحقك وبحق عبد الحليم... فقاطعني بالقول: أنا لم أقل أي كلام سيئ عن حبيبي عبد الحليم...
قلت: هل توافق على ترتيب المصالحة بينك وبينه ما دمت أظهرت حسن النيّة؟
أجاب: الذي تراه... أنا موافق. فبادرت بالاتصال بعبد الحليم وكان يومها في المغرب على ما أذكر، وعرضت له الفكرة، فجاء مباشرةً في اليوم التالي إلى بيروت.
وتوافقنا على اللقاء في مبنى تلفزيون لبنان والمشرق في محلة الحازمية.
كان لقاء متميّزاً وفاجأ كثيرين، وكان عتاباً ودياً طغى عليه التقدير المتبادل بين الرجلين أزال سوء التفاهم، ولا تزال هذه المقابلة من برنامج «سجل مفتوح» هي اللقاء التلفزيوني الوحيد بين القمّتين. وفي سبيل تكريس هذه المصالحة اقترحت عليهما تقديم حفلة فنية مشتركة في عروس المصايف اللبنانية آنذاك (مدينة عاليه) لكنّ نشوب الحرب في أبريل (نيسان) من عام 1975 قضى على كل شيء.
وأمضي في تقليب صفحات مفكرتي لأستعيد التالي: ربطتني صداقة بـ«الأمينين» مصطفى وعلي أمين. وذات يوم حضر أمين إلى بيروت والتقينا في فندق «فينيسيا». وقبل الخوض في التفاصيل الأكثر جديّة، باغتني بالقول: «إنتم اللبنانيون حاجة غريبة». قلت: ما الأمر؟
قال: لقد سألت أين تقع جريدة «الجريدة»؟ فقيل لي قرب «مطعم العجمي»... وسألت أين تقع جريدة «النهار»؟ فقيل لي هي قرب «مطعم البرمكي»! مضيفاً: كل شيء عندكم مرتبط بالأكل... وأضاف: أتمنى لو قيل لي إنّ مطعم العجمي، يقع قرب جريدة «الجريدة»، وإن مطعم البرمكي قرب جريدة «النهار». لا أريد عبر هذا المقال أن أثير المواجع أو الوقوف على أطلال الماضي رغم آلامه وشجونه الكثيرة، بل هي قصة ذلك الإعلامي الذي يُقلّب صفحات مفكرته الحافلة والحاشدة بالأحداث والذكريات. إنني أدرك تمام الإدراك ضرورة تفقد الماضي لا لنقف أو نتوقف عنده، بل للتأكد وبشكل يقيني من عدم تكرار مآسيه، والإفادة من تجارب هذا الماضي على كل مآسيه. إذ ليس المهم ارتكاب الخطأ، بل ارتكاب نفس الأخطاء مرّة بعد مرّة.
إنّ المأساة التي أعايشها أنني وأبناء جيلي نتساءل: أين كنا؟ وأين أصبحنا؟ بعد انقضاء ما يزيد على نصف قرن في هذه المسيرة الإعلامية التي لا أحبها فحسب، بل أعشقها. 
سألني صديق: «رغم مرور كل هذا الوقت هل لا تزال ترى ما يشدّك إليها وبالتالي: ألم يحن الوقت لوضع نقطة على السطر الأخير من قصيدة الحياة؟».
وجوابي كان: «كانت مهنتي ولا تزال، هي نمط الحياة ولم تكن مهنة بالمعنى الرتيب أو الروتيني، ولأنّها كذلك لن أستقيل منها. لأنّ هذه الاستقالة هي استقالة من الحياة، ولا أملك هذا الحق».
وأنهي على طريقتنا المهنيّة: إلى لقاء...

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لائحة ذكريات بين عمالقة الزمن الجميل لائحة ذكريات بين عمالقة الزمن الجميل



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 19:43 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

سيطرة طالبان على أفغانستان تقلق إيران!

GMT 17:54 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

ولكن رئيس رئيسي لا يمد يده!

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria