رصيد القرون الثلاثة في أرض الكويت
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

رصيد القرون الثلاثة في أرض الكويت!

رصيد القرون الثلاثة في أرض الكويت!

 الجزائر اليوم -

رصيد القرون الثلاثة في أرض الكويت

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

 

رغم أن الدستور في الكويت يمنح الأمير الجديد مهلة تصل إلى سنة كاملة يختار خلالها ولي عهده، فإن الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، لم يشأ أن ينتظر عاماً أو حتى بعض العام، وقرر خلال أيام معدودة على أصابع اليد الواحدة من أداء القَسَم وتسلم مهام المسؤولية، أن يحسم الأمر باختيار الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولياً للعهد!
كان الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قد رحل في التاسع والعشرين من سبتمبر (أيلول)، فنادت البلاد بالشيخ نواف أميراً عليها في مساء اليوم نفسه، وكان ذلك من علامات القوة لدى الدولة الكويتية. صحيح أن الدستور أيضاً ينظم هذه العملية، إلا أن هناك فارقاً على الدوام بين نص من حروف جامدة في الدستور ينظم، وبين واقع على الأرض يمتلئ بالحياة ويجري حسب مقتضيات متنوعة وكثيرة!
وقد جرى الانتقال من الأمير الراحل - يرحمه الله - إلى ولي عهده، على درجة من السلاسة بدت محسوبة في ميزان السلطة في البلد، وفي ميزان المجتمع السياسي في الإجمال!
ثم كان حسم مسألة ولاية العهد في أيام قليلة، من دون عوائق في الطريق ولا عقبات، عاملاً آخر من عوامل النضج الظاهر على مستوى الأسرة الحاكمة مرة، وعلى مستوى الحياه السياسية الحية في الكويت مرة ثانية، فالمستويان مررا الانتقال في حالتيه في يسر وسهولة!
والذين تابعوا تفاعلات السياسة في الكويت، طوال الأسابيع التي قضاها الأمير الراحل في الولايات المتحدة للعلاج، يعرفون أنها تفاعلات بدت وكأن الهدف منها هو انتهاز فرصة غياب الرجل، لإحداث نوع من الإرباك والارتباك في المشهد العام بمعنى من المعاني!
وقد تجسدت تلك التفاعلات أكثر ما تجسدت في مجرى العلاقة بين مجلس الأمة كبرلمان من ناحية، وبين الحكومة كسلطة تنفيذية من الناحية الأخرى!
كان الشيخ صباح الخالد، رئيس الحكومة، لا يكاد ينتهي من استجواب يتقدم به عضو أو أكثر من نواب البرلمان، في حق وزير من وزراء حكومته، حتى يجد نفسه على موعد مع الرد على استجوب جديد في حقه هو نفسه كرئيس للحكومة!
وقد وصل الأمر في مرحلة من مراحله إلى حد أن عشرة نواب من بين خمسين نائباً، هُم مجمل عدد أعضاء المجلس، تقدموا بطلب «عدم تعاون» مع رئيس الحكومة. كان الطلب مفاجئاً بقدر ما كان مربكاً للمشهد بكامله، وقد راحت التحليلات السياسية يومها تخمن تداعيات مثل هذه الخطوة من جانب الأعضاء العشرة على العلاقة بين الحكومة وبين البرلمان!
كان الشيخ صباح يتلقى علاجه في مكانه، وكانت الأنباء القادمة من عنده تتحدث عن استقرار في حالته، وكان الكويتيون في عمومهم يترقبون عودته أملاً في قدرته على ضبط المشهد، بما اشتهر به من حكمة فطرية لازمته مدى حياته، ومن خبرة عميقة في دنيا السياسة والدبلوماسية، اكتسبها على مدى أربعة عقود كاملة قضاها وزيراً لخارجية بلاده!
وربما كان الرجل قد راح يراقب ما يجري من سرير المرض في أميركا، ولسان حاله يدعو الذين يشاغبون في البرلمان إلى الترفق قليلاً بالبلد؛ لأن الأحوال في المنطقة وفي الإقليم في عمومه لا تحتمل مثل هذا الشد غير الطبيعي والجذب غير العادي، بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في البلاد!
كان الاستجواب هو الأداة الأقوى دائماً بين أدوات المساءلة البرلمانية، ولكن المشكلة أن مجلس الأمة كان يسرف في استخدام هذه الأداة بالذات، وكان رئيس المجلس لا يكاد يستدعي وزيراً إلى المساءلة أمام البرلمان، حتى يكتشف أنه مدعو إلى استدعاء وزير جديد. وكانت الاستجوابات في السابق تنتهي في العادة إما بحل البرلمان، وإما باستقالة الوزير الذي جرى استدعاؤه واستجوابه. وكانت استقالة الشيخ سلمان الحمود الصباح من أبرز الحالات، رغم أنه كان من أنجح وزراء الإعلام والشباب في أيامه!
وكان المعنى في حالات عديدة تابعناها في وقتها، أن الاستجواب تحول على أيدي بعض النواب في البرلمان، من أداة نيابية فعالة في المساءلة البرلمانية الصائبة، إذا جرى توظيفها بجد واستخدامها على النحو الصحيح، إلى هدف في حد ذاته!
وفي مرحلة من مراحل التصعيد البرلماني تجاه الحكومة، لم يجد الشيخ نواف - وكان لا يزال ولياً للعهد - مفراً من الخروج بنفسه إلى الشعب بكلمة مذاعة، دعا الجميع فيها إلى الانتباه للمخاطر في الإقليم من حولهم، ثم أضاف أن على كل مواطن أن يطمئن إذا ما تعلق الأمر بملف مكافحة الفساد؛ لأن الكل سواء أمام القانون بمن فيهم أفراد الأسرة الحاكمة! وكان ذلك بدوره من علامات القدرة لدى الكويت على اجتياز لحظات بدت صعبة، في الفترة التي تلت سفر الشيخ صباح للعلاج!
وإذا كانت الخلفية العملية التي يستند إليها الشيخ نواف تبدو خلفية أمنية وعسكرية في معظمها، بحكم فترات وجوده على رأس وزارة الداخلية مرة، والدفاع مرة أخرى، فالخلفية السياسية قد جاءته بالتأكيد من وجوده إلى جوار الشيخ صباح الذي حاز تجربة في الدبلوماسية والسياسة نادرة!
وفي وقت الأمير الراحل كان الحديث يدور حول مثلث الحكم في الكويت، وكان المعنى أن السلطة التي كان الشيخ صباح يمارس مقتضياتها كانت من ثلاثة أضلاع: أولها الأمير، وثانيها ولي العهد، وثالثها الشيخ مشعل نائباً وقتها لرئيس الحرس الوطني!
كان الشيخ نواف طوال سنواته في ولاية العهد يراقب خطوات الأمير عن قرب، وكان يرى عملياً كيف يمكن لأمور الحكم أن تدار في أوقات المحن والأزمات، ومن موقعه ولياً للعهد لم يكن يتكلم كثيراً، ولكنه في المحصلة الأخيرة حصل على كثير من المران العملي الذي يجمع عنده الأمن بالسياسة، ويوظفهما معاً لصالح استقرار بلد في منطقة تضطرب بالطارئ في كل صباح!
والقراءة الأولى لوقائع اللقاء الذي جرى هذا الأسبوع بين الأمير وولي عهده، وبين نايف الحجرف، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، تقول إن للكويت في سياستها الخارجية مبادئ مستقرة، وإن هذه المبادئ لا تتبدل مع عوامل التغيير الطبيعي التي تطرأ على مؤسسة الحكم!
والدرس أن الكويت التي اجتازت تجربة الغزو القاسية بعزم وتصميم، قادرة - لا بد - على اجتياز غيرها من التجارب التي قد تصادفها على طول الطريق. فما أهون أي امتحان إذا ما قورن بامتحان الغزو! وما أقدر ثلاثة قرون تقريباً من تجارب الحكم على وضع بوصلة وازنة أمام أهل السلطة في البلد!
لقد بدأت مسيرة القرون الثلاثة بالشيخ صباح الأول عام 1756، ومن بعدها صار الرصيد يتراكم وينتقل من جيل إلى جيل!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رصيد القرون الثلاثة في أرض الكويت رصيد القرون الثلاثة في أرض الكويت



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن

GMT 10:19 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

محافظ الأسياح يهنئ القيادة بمناسبة اليوم الوطني 88

GMT 18:44 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

أمطار على محافظة البدع السعودية
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria