بقلم - سليمان جودة
قال الدكتور محمد أبوالغار إن كل ما يفعله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب هذه الأيام، هو رغبته فى الحصول على عفو رئاسى عن محاكمات فى المستقبل!.. والشىء اللافت أن هذا المعنى يتردد فى الكثير من الكتابات التى تتعرض لتمسك ترامب بالفوز على المنافس بايدن، وحديثه المتواصل عن أنه هو الفائز لا بايدن!. والسؤال هو: عفو ممن؟!.. فالعفو من هذا النوع لا بد أن يكون صادراً من الرئيس وليس من شخص آخر، ولا بديل عن صدور مثل هذا العفو عن بايدن نفسه، عندما يدخل البيت الأبيض رئيساً للمرة الأولى فى الحادى والعشرين من يناير!.
وما نعرفه عن طبيعة العلاقة بينهما، الآن وفى الماضى، فإن بايدن هو آخر واحد يمكن أن يوقع عفوا عن ترامب، ولو استطاع أن يرسله إلى السجن فلن يتردد لحظة واحدة!.
فما العمل أمام ترامب وهو يرى الأيام تمضى، بينما ٢٠ يناير الذى سيشهد حفل التسليم والتسلم بينهما يقترب أكثر وأكثر؟!.
هناك ثغرة يمكن أن يصل منها ترامب إلى ما يريد، ويمكن أن تمثل له طوق نجاة من الديمقراطيين الذين صبروا طويلاً على تجاوزاته فى حقهم وفى حق مرشحهم بايدن نفسه.. هذه الثغرة هى أن يبحث عن طريقة يتنازل بها عن الحكم لنائبه مايك بنس، الذى يستطيع عندما يصبح رئيساً إصدار قرار بالعفو عن ترامب وإنقاذه تماماً من أى ملاحقات فى المستقبل!!.
فالدستور الأمريكى يجعل من النائب رئيساً بشكل تلقائى دون انتخابات، إذا طرأ شىء يمنع الرئيس من ممارسة صلاحياته، وكلنا يذكر كيف جاء النائب جيرالد فورد رئيساً، بمجرد استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون بسبب فضيحة ووتر جيت الشهيرة، وكيف أدى النائب ليندون جونسون اليمين الدستورية رئيساً بمجرد اغتيال الرئيس جون كيندى فى مدينة دالاس الأمريكية!.
ترامب الذى فعل ويفعل أى شىء، يمكن جداً أن يفكر فى هذه الثغرة، ويمكن جداً أن يمر منها دون أن يلومه أحد على شىء