بقلم - سليمان جودة
منذ 13 سنة لم ينعقد مثل هذا الاجتماع، الذى دعا إليه الرئيس الفلسطينى محمود عباس، وحضره إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، ومعه قادة لفصائل فلسطينية معارضة!
الاجتماع انعقد الجمعة 4 سبتمبر الجارى عبر دائرة تليفزيونية مغلقة، وكان الشعار المرفوع على رأس جدول أعماله هو إنهاء الانقسام بين الفلسطينيين جميعًا، وكان الهدف ألا نعود نسمع عن أن السلطة التى يترأسها «عباس» موجودة فى رام الله بالضفة الغربية، وأن هناك سلطة أخرى لحماس بالتوازى فى غزة على حدودنا الشرقية!
وإذا كان الانقسام قد وقع 2007، فهذه ربما المرة الأولى التى ننتبه فيها إلى أنه منذ ذلك العام، لم يحدث أن جلس «عباس» على رأس اجتماع يضم «هنية» فيمَن يضم من الحاضرين، أو يضم خالد مشعل، الذى كان يترأس المكتب السياسى للحركة من قبل!
الجديد فى الاجتماع ثلاثة أشياء، أولها أن «هنية» أبدى استعداد حركته للوحدة، وثانيها أنهم وضعوا خمسة أسابيع سقفًا زمنيًا لتحقيق ما توافقوا عليه، وبالذات إنهاء الانقسام، وثالثها أن الرئيس «عباس» شدد فيه على أنه يرفض الولايات المتحدة وسيطًا وحيدًا فى القضية!
والمعنى أنهم لا يرفضون وجودها فى حد ذاته وسيطًا، ولكن الرفض هو لانفرادها بالوساطة.. والحقيقة أن الفلسطينيين معذورون لأن هذه الوساطة على مدى عقود من الزمان لم تحقق شيئًا يمكن لأصحاب القضية أن يلمسوه فوق الأرض!
والأمانة تقتضى أن نقول إننا إذا ألقينا بالمسؤولية على الأمريكيين فى عدم تحقيق شىء نلمسه، فالمسؤولية نفسها يجب إلقاؤها على الانقسام الذى وقع بين الضفة وغزة، فلقد كان ولا يزال هو السبب الأول فى وصول القضية إلى ما وصلت إليه من سوء حال!
ولذلك.. فسقف الأسابيع الخمسة يجب أن يمثل أولوية لدى الطرفين فى غزة والضفة، فلا تتقدم عليه أى أولوية أخرى لأنه يظل يمثل نقطة البداية التى لها ما بعدها.. ومن دون بداية كهذه لا يمكن الحديث عن شىء له قيمة فى القضية كلها!