الفرصة التي لا تسنح كثيراً في أرض اليمن
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الفرصة التي لا تسنح كثيراً في أرض اليمن!

الفرصة التي لا تسنح كثيراً في أرض اليمن!

 الجزائر اليوم -

الفرصة التي لا تسنح كثيراً في أرض اليمن

سليمان جودة
بقلم : سليمان جودة

كان الأمل أن تُحسن جماعة الحوثي استقبال المبادرة التي أطلقتها السعودية في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، طريقاً إلى حل سياسي شامل في اليمن.
كان الأمل وقتها ليس فقط في أن تُحسِن الجماعة استقبال المبادرة، ولكن أيضاً في أن تستوعب منطلقها وهدفها، فالمبادرة تخاطب الأطراف اليمنية كافة، والجماعة الحوثية في القلب منها، وتدعو الأطراف كلها إلى وقف نزيف الدم، وتغليب مصلحة الشعب اليمني، ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وإعلاء مصالح اليمن على أطماع النظام الإيراني.
ورغم مرور عشرة أيام على إطلاق المبادرة، فليس من الواضح حتى اليوم أن الجماعة أحسنت الاستقبال، ولا من الواضح أنها استوعبت المنطلق والأهداف، وقد حدث هذا بكل أسف ليس بالطبع لأنها جماعة لا تعرف كيف تُحسن استقبال مبادرة كهذه، ولا لأنها جماعة لا تعرف كيف تستوعب، فهي تعرف جيداً كيف تستقبل وكيف تستوعب، وإنما لأن قرار الاستقبال والاستيعاب ليس في يدها!
هذا كل ما في الأمر باختصار، ولو أننا استعرضنا محطات معينة من تجربة المنطقة مع هذه الجماعة، فسوف تقول هذا بأفصح لسان وتؤكده.
وربما لا نزال نذكر الأيام التي استضافت فيها الكويت حواراً بين الحكومة الشرعية اليمنية وبين جماعة الحوثي، وهو حوار دام أياماً وأسابيع وانعقد على جلسات ممتدة، وكان كلما انفضّت له جلسة عاد يعقد بعدها جلسة جديدة، ثم انتهى الأمر في النهاية إلى لا شيء!
كان ذلك في أيام أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الذي كان ينشط بصدق في القضية، وكان نشاطه عن رغبة جادة في أن يصل الطرفان إلى اتفاق، وأن يستقر اليمن بأثر الاتفاق بالتالي، وأن يعود اليمن سعيداً كما كان ذات يوم، وأن يكون اسمه الذي اشتهر به اسماً على مسمى.
ولما ضاقت الكويت باللعبة التي تمارسها الجماعة أعلنت بوضوح أن ما تتفق عليه الجماعة بالنهار تتحلل منه بالليل، وأن ما توقّع عليه اليوم تعود عنه في اليوم الثاني، وأن ما تتعهد به غداً ترجع عنه هو نفسه في صباح بعد الغد، وهكذا في دورة بغير نهاية!
ولم يكن في الأمر سرٌّ، لأن الجماعة في كل مرة جلست فيها على الطاولة كانت تقبل ما هو معروض، وكانت لا تستطيع رفضه لأنها كانت تراه في صالحها هي كجماعة يمنية، بمثل ما كان في صالح اليمن في الإجمال، ولكنها كانت بعد انفضاض الجلسة تذهب لتعرض المسألة على حكومة المرشد خامنئي في طهران، التي كانت بدورها ترفض ثم تحرّض الجماعة على الرفض والهروب مما هو معروض.
ولم تكن الكويت تيأس رغم أنها كانت ترى ما يجري أمامها وتفهمه، ولكنها كانت تعود وتحاول، لعلّ وعسى، ولكن الحوثي كان يبدِّد الأمل في كل مرة، وكان يُثبت بالتجربة الحية أن قراره ليس في يديه، وأن الطبع فيه يغالب التطبع ويغلبه. ولما فاض الكيل بالكويت خرجت وأعلنت ما أعلنته وقتها، ولم تشأ أن تغطي على مكر الحوثي، ولا على مراوغته، ولا على خداعه.

وكانت تجربة الكويت في استضافة جلسات الحوار كاشفة للغاية، وكان الدرس فيها أن مخاطبة الجماعة في شأن انقلابها على الحكومة الشرعية، أو في شأن تغليب استقرار اليمن على ما عداه، هو خطاب مع غير ذي شأن، وهو خطاب يطرق الباب الخطأ، وهو حديث مع طرف يمني بالاسم من دون الجوهر، لأن جسد هذا الطرف في اليمن ولكن قلبه في إيران!
وهذا بالضبط هو ما طاف ويطوف أمام كل عقل سياسي تابَع مبادرة المملكة منذ طرحها على أطرافها، ثم طالَع ما فيها من بنود وتفاصيل، وتمنى لو تجد آذاناً صاغية لها في عقل الجماعة، فيتلقفها هذا العقل كطوق نجاة لا بديل عنه لإنقاذ الحياة في بلاد اليمن.
ولذلك، فإنصاف المبادرة هو في التوجه بها إلى إيران لا إلى الجماعة، لأن التوجه بها إلى الحوثي هو تضييع للوقت في غير طائل، وهو استهلاك للجهد في غير جدوى، وهو ترك للأصل ومخاطبة مع الفرع بما لا يملك ولا يقدر ولا يستطيع!
وسوف يأتي يوم من الأيام على العالم يدرك فيه أنه أخطأ في حق نفسه، لا في حق السعودية وحدها، ولا في حق المنطقة بمفردها، عندما لم يضغط على حكومة المرشد سياسياً بما يكفي، للقبول بالمبادرة، وللأخذ بها، ولاعتمادها حلاً للمأساة اليمنية التي يدفع اليمنيون ثمنها في كل نهار.
سوف يدرك العالم هذا ذات يوم، ولو شاء لَأَدرَكه من زمان، وهو يرى ناقلة النفط «صافر» محتجزة أمام ميناء الحُديدة على البحر الأحمر، بلا أمل قريب في إطلاقها، ومن دون أمل أقرب في السماح لخبراء الأمم المتحدة بمباشرة أعمال الصيانة الضرورية فيها.
سوف يدرك العالم هذا ذات يوم، لأن وقوع أي تسريب طارئ في الناقلة في أي وقت، معناه تلويث ماء البحر الواصل جنوباً إلى المحيط الهندي، وشمالاً إلى البحر المتوسط، ومعناه بالتالي توزيع التلوث في البيئة على العالم بالعدل وبالتساوي!
وسوف يدرك العالم هذا ذات يوم لأن السفينة التي جنحت في قناة السويس في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، كانت قادمة من الصين جنوباً إلى هولندا في الشمال، وحين جنحت في مكانها فإن العالم قد احتبست أنفاسه وكاد يموت من اختناق مصالحه في ممر القناة.
سوف يدرك العالم هذا ذات يوم، لأن هذه السفينة مرّت في طريقها بباب المندب جنوب البحر، حيث يمارس الحوثي عبثه وجنونه وتخريبه، ولأن تعطيل المرور في هذا الباب الواصل بين البحر والمحيط إنما يقود إلى النتيجة نفسها التي أدى إليها جنوح السفينة في مكانها في القناة.
سوف يدرك العالم المتخاذل أن السعودية قادرة على الدفاع عن نفسها وحدودها وأرضها ضد لعب عيال الحوثي، وأن المملكة عندما طرحت المبادرة كانت في حقيقة الأمر تدعو العالم إلى تأمين مصالحه، قبل أن تدعوه إلى تأمين مصلحة تخصها، أو تتصل بأمنها، أو تتعلق بأمن النفط الذي يهمّ مستهلكه في أي منطقة حول العالم، بقدر ما يهم المنتج في أرض الجزيرة العربية.
سوف يدرك العالم ولكن ربما في الوقت الضائع أن نفاقه الظاهر مع الإيرانيين، في موضوع سلوكها الإقليمي، وفي موضوع صواريخها الباليستية، وفي موضوع برنامجها النووي، هو نفاق مخصوم من أمنه هو، ومن استقراره هو، ومن مصالحه هو!
سوف يدرك العالم هذا جيداً ذات يوم، وسوف يدرك أنه تخاذل وتباطأ وتعامى، وأنه في ذلك كان يجني على نفسه، ولم يكن في الحقيقة يجني على السعودية.
وسوف تدرك جماعة الحوثي في المقابل أن المبادرة كانت فرصة أمامها لا تسنح كثيراً، لتبرهن بها على أنها جماعة يمنية لا إيرانية، ولكنها ضيّعتها ولا تزال تضيّعها، ومع ذلك سوف يظل هناك أمل في أن تتدارك الجماعة ما يفوتها ويفوت اليمن قبلها

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرصة التي لا تسنح كثيراً في أرض اليمن الفرصة التي لا تسنح كثيراً في أرض اليمن



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria