بقلم : سليمان جودة
فى أغسطس ٢٠١٨ كتبت عن الطالبة يمنى الخضيرى ابنة مدينة قوص الصعيدية التى حصلت على الدرجة النهائية فى جميع مواد الثانوية العامة!وما كاد محمد فريد خميس يطالع قصتها حتى سارع يعرض عليها منحة دراسية مجانية فى الجامعة البريطانية أو فى أكاديمية الشروق، مع إعاشة وإقامة على نفقته طوال فترة الدراسة!.. وكان ذلك مما يجب أن نذكره للرجل يرحمه الله!
وقبل أيام كتبت عن جمعية محبى الفنون الجميلة، التى تجد نفسها حائرة بين الاستعداد للاحتفال بمرور مائة سنة على إنشائها فى العام المقبل، وبين البحث عن طريقة تدبر بها إيجار مقرها فى جاردن سيتى، وإلا، فإنها سوف تجد نفسها على الرصيف!
وما كاد المهندس سميح ساويرس يعرف بمأزقها حتى سارع من جانبه يعرض رعايتها من خلال مؤسسة ساويرس الثقافية لتبقى الجمعية على قيد الحياة، وتظل قادرة على استقبال جمهورها، ثم تظل قادرة على نشر قيم الفنون الجميلة فى مجتمع هو أحوج ما يكون إليها!
وأتذكر الآن أن جيف بيزوس، رئيس شركة أمازون، قرر أول فبراير الماضى التخلى عن رئاستها فى الربع الثالث من هذه السنة، وأعلن أنه سيتفرغ بعدها للأعمال الخيرية التى سينفق فيها بعض ماله وكل وقته، تاركاً شركته وراءه لمن يدير أعمالها فى أنحاء العالم!
اتخذ بيزوس هذا القرار بعد أن نقل الشركة الشهيرة من مجرد فكرة قبل ٢٧ سنة، إلى كيان ضخم يعمل فيه مليون و٣٠٠ ألف شخص من الموهوبين والمخلصين على حد تعبيره وهو يتحدث عنهم!.. ولم يكن رئيس أمازون أول من يقرر السير فى هذا الطريق بين رجال الأعمال الكبار حول العالم، لأن بيل جيتس صاحب شركة مايكروسوفت كان قد سبق فى ذات السبيل ومعه زوجته ميلندا ولايزالان!
هناك رجال أعمال مصريون كثيرون يقومون بدور اجتماعى لا بديل عنه فى البلد، وربما لا يعلنون عن ذلك بما يكفى، ولكننا ننتظر من كل صاحب مال دوراً أكبر فى هذا الاتجاه.. وسوف تبقى منحة خميس للطالبة الخضيرى، ورعاية ساويرس لجمعية الفنون الجميلة، خطوات محمودة لها ما بعدها من آخرين على طول الطريق!