بقلم - ناصر الظاهري
* بعض الناس ما يعرفون إلا العجلة، وعلى وجه السرعة، ولابد ويكون جوابك والماً، هم على مهلهم، لكنهم يكْضّونك في آخر لحظة، يذكروني بـ «عربانا» الأولين، تسمع حشرة، وما تعرف شو السالفة، وما يواحي لك تلتفت، وفجأة تسمعهم «ها.. ظهورهن»، جماعتنا اليوم يكلفون أجنبياً بعمل، ويعطونه الوقت والمال الوفير، وحين يبرك، ويظهر العمل شغل «دهان عمّات» غير متقن، ومن وراء الخاطر، والناس مشرقة، والأجنبي مغرب، يضطرون للبحث عن لاعب منتخب وطني احتياط، ويبثون فيه الحميّة الوطنية، ويحمّلونه أثقالاً بأقوالهم، ووزر خطئهم، وعصيدة الأجنبي، المشكلة لا يعطونه مالاً، ولا يتيحون له وقتاً، ولا يعاملونه معاملة الأجنبي بامتيازاته، لأن قناعتهم أن لاعب المنتخب الوطني الاحتياط من جماعتنا الأولين الذين يكتفون بتلك الكلمة «ها.. ظهورهن»!
* اكتشفت، خلال الحصار الكوروني والكوني، أنني كنت «مسوي ربشة وربكة» عجيبة في البيت، وأني من الفراغ أتدخل في كل شيء، اللي يخصني، واللي ما يخصني، وتلقاني كل حين «اتداعم مع سهيلة» في ملعبها، وعلى أرضها، فتعتقد أن لي نيات غير معلنة، وأن لعبي غير قانوني، وأنا المسكين كنت فقط، أريد المساعدة وتقديم أي خدمة، ولو كنت لا أجيدها، وصعب عليّ تعلمها في هذا العمر، تماماً مثل عدم اتقاني اللعب في المساحات الضيقة، وفي الوقت الضائع، وأني من قوم الفتح على الجوانب في الملعب أو «وانّج ليه»!
* بعض الناس بس لو تشوفهم حينما يدخلون المطعم، ومعه ربما زوجته، كيف يحتاس على أي طاولة وكرسي يجلس، يظل يتبع حدسه، وهي تتبع إبهامه، يتخطى ثلاث طاولات في ثلاث جهات، وفي الآخر يجلس على الطاولة الأولى التي لم تعجبه في الأساس، في ناس بصراحة، هم والربكة يدخلون المطعم أو الأمكنة مع بعض، ويظلون يتضاربون مع بعض، خاصة إذا كانت مع الواحد زوجته ربما، ويربكون الناس بجلوسهم، وراحتهم القصوى، حتى يعتقد الواحد أن ليس لهم «بيص» يشدهم للأرض!
* زمان.. أول ما تتعرف على وحدة تعطيك على طول اسم صديقتها التي في المدرسة، وتظل أنت «تتفدى مريفة»، و«مريفة» خبر خير، ولا تدري عن شيء، وتركب أفلاماً هندية ملونة، وتتصور «مريفة» وهي تبتل بماء المطر، وتتدحرج على العشب الأخضر، وأنت ببنطلونك الأبيض، تخرج المشط من الجيب الخلفي فيه، وتمشط شعرك الأسود المبتل، وودك ساعتها أن تغني معها أغنية قبل ما ينتهي الفيلم، الحين سمعت أن الوحدة منهن تعطيك أول ما تتعرف عليها حرفين بالانجليزي مثل: «XL أو FJ»، ومرات ما يحتاج تلتفت لك، فقط تحرك «ماغ ستار باكس» وأنت أفهم، زمان شريط «الكاسيت أو الكاتردج» إذا ما تلاقفته البْنَيّه، وإلا فلع أمها وإلا «الدريول»، الحين كله «ديجتال» وعن بُعد، و«واير ليس»!