المعاداة والإرهاب المتأسلم
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

المعاداة.. والإرهاب المتأسلم

المعاداة.. والإرهاب المتأسلم

 الجزائر اليوم -

المعاداة والإرهاب المتأسلم

ناصر الظاهري
بقلم - ناصر الظاهري

لمَ العربات الفارغة هي أشد ضجيجاً، وحدها المحملة تأخذ طريقها دون أي ضجيج، هكذا هي أمور الحياة، لا يبقى فيها إلا ما انتصرنا له من قيم إنسانية سامية، وأخلاق ربانية جاءت بها رسائل وشرائع السماء، صوت الحق يعلو على صوت الشر، والخير دوماً هو المنتصر، وإن تأخر قليلاً، وحين يتراجع الحكماء والمتنورون وأهل الحل والعقد عن دورهم، يتقدم الرعاع خطوة إلى الأمام، ويحاولون سد ذاك الفراغ، ولأنهم من فراغ، يعضدون أنفسهم بالضجيج والجلبة، وتثوير الأمور، واختيار نقاط ضعف الإنسان، وما يمكن أن يجرح عاطفته، ولأن الرعاع محتاجون دوماً لعقول تدفع بهم، لا يجدون من يقوم بذاك الدور إلا الشريرين، ومن لهم مطامع لا تتحقق إلا في وجود الفوضى العارمة، وهنا المكسب، ومن يطعم الفائدة يحب أن يزداد منها، لذا من مصالحهم إبقاء الأمور تغلي وتعميم الفوضى وخلق التوتر والاحتقان، هكذا يجب أن نقرأ المشهد من داخل فرنسا، ومن خارج فرنسا، لأن المسألة ليست كما صور لنا، وشبّه لنا، وأرادوا إقناعنا به، صوراً مسيئة، وبالتالي معاداة الإسلام والمسلمين، ولا الثأر لتلك القضية بالنحر والطعن وجز الرؤوس في بيت للعبادة، وبالتالي ترسيخ مفهوم الإرهاب الإسلامي لدى الشعوب الأخرى، ونحن ندافع ونصرّ على أنه إرهاب متأسلم، لأن وراءه أجندات سياسية لبعض من الدول، ومنافع لبعض من الأحزاب المتشددة والمتدينة فكراً سياسياً، وهي وراء الدعوات الغوغائية، وغير المحسوبة والفوضوية بالمقاطعة والتطاول وتسخير الأفراد المغرر بهم لتفجير الأوضاع لتصبح المسألة قضية رأي عام دولي، فالذين كانوا ينادون بالمقاطعة الفرنسية، لأنه طلب منهم، لا يعرفون البضائع الفرنسية، وجلهم لا يقدرون على شرائها، لذا لن يتأثر القادرون على الشراء والذين أمروهم بالمقاطعة، ولن تتأثر فرنسا بتلك المقاطعة الاقتصادية القائمة على الضجيج الإعلامي الرقمي، من سيتأثر من ذلك الضجيج والشد والجذب والتوتر الشعبي المسلمون الساكنون فرنسا وأوروبا، وعددهم بعشرات الملايين، وحدهم في وجه المدفع، وفي جوف المعمعة، وليس الذين يصرخون عن بُعد، ويناوشون عن بُعد، ويقاطعون عن بُعد، وحدهم المواطنون الأوروبيون المسلمون سيتعرضون للأذى من قبل اليمين المتطرف، ومن قبل المتشددين القوميين، والمرأة المسلمة في أوروبا هي من سينزع خمارها وحجابها لا تلك التي تستنجد: وا.. معتصماه! من أمام كاميرا نقالها الذهبي، ولأنها لغة العقل وحديث الحكمة، سيظهر من الغوغاء من سيقول لك: يعني أنت عاجبك أن يسبوا الرسول الكريم! يعني أنت تدافع عن فرنسا التي نشرت صوراً كاريكاتورية مسيئة لشخصية النبي الأكرم! لماذا تنسى ما فعلت فرنسا في الجزائر وأفريقيا؟ مثل هذا الكلام هو الذي فجرّ الوضع، ومثل هذا الكلام يود الظالمون لو ساد وانتشر، ومثل هذا الكلام، وغيره من التضخيم وحتى الافتراء، والذي هو خارج السياق الزمني والموضوعي هو الذي حرك مشاعر وعواطف الناس البسطاء، وجعلهم في حالة غضب وعداء متحفز لفرنسا ورئيسها، وهذا الذي يريده العابثون، لأن العنف يتربى، ويتراكم حتى يستوي، بعدها ليس بحاجة إلا إلى كلمة بسيطة منهم، وفي التوقيت الذي يريدون.

هؤلاء الناس البسطاء الذين يحملون على فرنسا دون دراية ولا معرفة إلا أنها عدوة للإسلام، ولا يعرفون عن رئيسها، الذي جعلوا منه سخرية وردة لفعلهم الغاضب، ووضعوا له من الصور المركبة ما لا يقبلها المسلم الورع، إلا أنه ضد المسلمين.
فرنسا حتى عام 1951 لم يكن فيها غير مسجد واحد هو مسجد باريس، اليوم فيها 2260 مسجداً، وفيها معهد العالم العربي، وكل جامعاتها تدرس الفكر الإسلامي والأدب العربي، وفي العشرين سنة المنصرمة استقبلت 1.5 مليون مهاجر، أكثر من 87%؜ منهم من البلدان الإسلامية، ولديها فرق بين الإسلام كحضارة والمسلمين كإخوة في الإنسانية، وبين الإرهاب المتأسلم الذي يريد المعاداة، ويريد الاستفادة من دم الضحايا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعاداة والإرهاب المتأسلم المعاداة والإرهاب المتأسلم



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 00:31 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان أسوان لأفلام المرأة يُكرم محسنة توفيق ومنة شلبي

GMT 06:43 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

النموذج الجديد من بورش تغييرات نادرة وأناقة ملفتة

GMT 07:10 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

مايكروسوفت تؤكد اقترابها من هدفها بشكل كبير

GMT 08:26 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

تعرف علي وجهات التزلج الأكثر غرابة حول العالم

GMT 23:29 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

الفتح يجري تدريباته اليومية استعدادًا لمواجهة الاتفاق

GMT 14:35 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

غلق مركزين للدروس الخصوصية من دون ترخيص في مصر

GMT 22:56 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان محمود ياسين يغيب عن عزاء نسيبه

GMT 15:50 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسطورة فورمولا1 النمساوي لاودا يغادر المستشفي

GMT 13:17 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فتاة هولنديّة تُعاني مرضًا نادرًا دمَّر كامل جهازها الهضمي
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria