خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19»
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19»

خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19»

 الجزائر اليوم -

خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19»

إياد أبو شقرا
بقلم - إياد أبو شقرا

في مثل هذه الفترة من كل عام، تلحّ علي كلمات ذلك الكوميدي المخضرم الذي قال ذات يوم إن تعاقُب الأيام لا يعنيه مطلقاً لأنه ليل 31 ديسمبر (كانون الأول) ينام باكراً... فيمضي عام ويطل آخر من دون أن يشعر. وفعلاً، في التاريخ القديم كانت الأحداث هي المحطات الزمنية الفاصلة لا الأرقام. بل، حتى عهد قريب، كان الناس في الأرياف النائية يؤرّخون الزمن بالحروب والجوائح والولادات والكوارث الطبيعية، لا العكس.
عام 2020 الذي يودّعنا خلال بضعة أيام، ترك عبر جائحة «كوفيد - 19» ندوباً فظيعة على وجه العالم. وشهدنا بسبب الجائحة وتداعياتها السياسية أحداثاً استثنائية، فسقطت مُسلّمات وتبدّلت قناعات وتغيّرت وجهات نظر وأولويات في مختلف أنحاء العالم.
لقد تقلّص العالم الرحب الذي بدا لنا أن الثورة التكنولوجية المتسارعة - بما فيها الذكاء الاصطناعي والتقنيات النانوية - ستسقط حواجزه. تقلص وانكفأ، ليس إلى حدود الكيانات القومية فحسب، بل إلى ما دونها. ثم رسمت جائحة «كوفيد - 19» حدوداً احترازية أضيق «كياناتها» المدينة والقرية... ومن ثم مع تشديد الحجْر، البيتُ نفسه. وبعدما كانت البشرية تحلم بمنجزات علمية مُبهِرة تشفي الأمراض المستعصية والمزمنة، وتقضي على العلل والمعوّقات والعاهات الوراثية، وتقدّم للإنسان «قطع غيار» عند الطلب، اكتشف العالم أن للأمراض ومسبباتها قدرة عجيبة على التأقلم والتحوّر، ثم المقاومة العنيدة لما يمكن إنجازه من تقدم. وهنا، بتنا اليوم ننتظر أسلحة طبية «دفاعية» - وقائية وعلاجية - بعدما كنا قد أقنعنا أنفسنا طويلاً بأن الانتصار «الهجومي» المؤزّر على كل ما يهددنا مسألة وقت ليس إلا.
طبعاً، الصحوة المؤلمة، التي تسبب فيها فيروس يحذّرنا العلماء من أنه لن يكون الأخير، لا تقتصر على الطب. بل تمسّ هذه الصحوة ما طرأ وسيطرأ على طرق المعيشة، وأساليب الحياة، والتحكم في الموارد وإدارتها، وآليات اتخاذ القرارات - علناً أو خفية - إزاء مستقبل الجنس البشري، والتعامل مع الحقائق الاقتصادية والديموغرافية.
ثمة علامات استفهام قد لا يطرحها الجميع، إلا أن كثيرين يطرحونها، ومنهم مَن لديهم إجابات عنها. وربما، بين هذه الإجابات ما لا نتصوّره أو نستسيغ تقبّله. ولئن كنا لا نسمع بكل ما يدور من مذاكرات داخل غرف مراكز الأبحاث، لأن بعضها محاط بالسريّة الأمنية، فإن ما يفصح عنه عدد من «المنظّرين» عبر منصّات «الإعلام البديل» مخيف.
في الولايات المتحدة - مثلاً - مقلقة جداً تصوّرات هؤلاء للهويات الثقافية والسياسية والدينية، وقناعاتهم الخطيرة والقاطعة للحتميات «الصدامية» بين الأديان والحضارات والجماعات البشرية. وما يقلق أكثر أن لدى هؤلاء مصادر تمويل، ومنابر تأثير، وإمكانيات ضخمة على التضليل والتزوير وغسل أدمغة الناس... بـ«الأخبار الزائفة» و«نظريات المؤامرة».
وحقاً، أسهمت جائحة «كوفيد - 19» داخل الولايات المتحدة في هزّ التماسك الوطني لكيان اتحادي (فيدرالي)، خلال سنة انتخابية استثنائية بشتى المقاييس. إذ فاقم لجوء الناخبين إلى التصويت البريدي بأعداد قياسية - تحاشياً للعدوى والتزاماً بالتباعد الاجتماعي - العلاقة بين الرئيس وحكام الولايات الديمقراطيين، وتفاقم الانقسام الحزبي بالتوازي مع الأزمة الاقتصادية الحادة، بسبب تغليب الجمهوريين أولوية إنقاذ الاقتصاد على الإجراءات الصحية... مقابل حرص الديمقراطيين عليها في معاقلهم داخل المناطق الحضرية. ولاحقاً، مع انتهاء الانتخابات بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، رفض الرئيس دونالد ترمب النتيجة، وأثار الأمر سياسياً وقضائياً حتى اللحظة.
وخارج أميركا، مع ضرب «كوفيد - 19» العافية الاقتصادية لمعظم دول العالم عام 2020، كان حتمياً ظهور انعكاسات اقتصادية بعيدة الأثر. ومع تذكّر حقيقة أن البحبوحة في أي مجتمع من المجتمعات هي شبكة الأمان الأولى، وأن اتساع رقعة الطبقة الوسطى يشكل الضمانة الأكبر للاستقرار والسلم الأهلي والتوافق السياسي، لم تكن مفاجئة التداعيات الاقتصادية والسياسية.
في بريطانيا وكذلك باقي أوروبا، أضعفت آثار الجائحة والإغلاق القدرة على المناورة والابتزاز في موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولكن، بينما خففت آثار الجائحة الشديدة مؤقتاً حدة الأصوات القومية الانفصالية في دول كإسبانيا وإيطاليا، سعت القوى اليمينية المتشددة في المجر وبولندا إلى تعطيل التوافق الأوروبي على سياسة مالية جامعة. أما، في باقي الدول فقد تفاوت حجم الآثار السلبية، تبعاً لظروف كل بلد وإمكانياته وتدابيره... في مواجهة التفشي أولاً، وتداعياته ثانياً. أما المفارقة اللافتة فهي أن الصين، التي انطلق منها الفيروس إلى العالم، تبدو اليوم البلد الأقل تأثراً بتداعيات جائحته. وهذا، مع أن انتقادات كبيرة وجهت إلى شفافيتها في الكشف عنه والتعامل معه، ومن ثم نجاعة اللقاح الذي طوّرته.
على صعيد متصل، بينما تودّع الولايات المتحدة عام 2020 بجو من الشكوك، وتستقبل عام 2021 بعلامات استفهام حول مكانتها عالمياً بعد أربع سنوات من حكم دونالد ترمب، يبدو المسرح الدولي جاهزاً أكثر من أي وقت مضى للتعايش مع فكرة «التعددية القطبية». والمستغرب أن واشنطن نفسها تظهر وكأنها تعايشت مع هذا الواقع، وسط اللغط الشديد داخل واشنطن حول التهديدين الصيني والروسي للمكانة الأميركية. وقبل، وبعد، التقارير الأخيرة عن انتهاكات «سايبرانية» لإدارات وهيئات حكومية، تتهم بها تارة موسكو وطوراً بكين، أصدر الرئيس ترمب عفواً رئاسياً عن مستشاره السابق للأمن القومي الجنرال مايكل فلين. وجاء هذا العفو رغم إقرار فلين بالكذب على الأجهزة الأمنية في موضوع اتصالاته مع روسيا.
أخيراً، رغم الخلاف الآيديولوجي، بين عهدي باراك أوباما ودونالد ترمب، فإن الإدارتين الديمقراطية ثم الجمهورية، قدمتا «هدايا انكفائية» ثمينة لمنافسيها العالميين الكبيرين. ولئن كان أوباما قد استكان لاستعادة روسيا العديد من مناطق النفوذ السوفياتي السابقة، وعقد صفقة نووية تترك لإيران حرية الحركة في الشرق الأوسط، لم يلمس الأميركيون تغيراً يذكر في مقاربة ترمب. بل إن ترمب برّر انكفاءه عبر ثلاثة محاور: الأول، رفعه شعار «جعل أميركا عظيمة من جديد» الآيديولوجي الشعبوي الذي يُعلي أولوية الانكفاء. والثاني، الالتزام بالتعاون مع روسيا بذريعة أن الصين هي العدو الحقيقي الواجب التفرغ لمواجهته. والثالث، الإحجام عن تطوير أي استراتيجية جدية كفيلة بضمان مصالح واشنطن المتراجعة في آسيا وأفريقيا، أو حتى أوروبا وأميركا اللاتينية... وهنا تأتي رمزية جدار الفصل على طول الحدود مع المكسيك.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19» خواطر في وداع عام «كوفيد ـ 19»



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 00:16 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صيحة جديدة من مكياج "المونوكروم" لموسم خريف 2017

GMT 17:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار تامر شلتوت سفيرًا للسلام في مهرجان ابن بطوطة الدولي

GMT 14:53 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب سلة الأهلي يواصل برنامجه التأهيلي في الفريق

GMT 11:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 20

GMT 21:44 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

خطوات ترتيب المطبخ وتنظيمه بشكل أنيق

GMT 02:22 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

مؤسسات لبنانية تستثمر في إنتاج 2.6 ميغاواط كهرباء من الشمس

GMT 09:16 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الفراعنة أول من عرفوا السلم الموسيقي

GMT 08:31 2015 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة بيروجيا إحدى بوابات التعليم للأجانب في إيطاليا

GMT 13:16 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

انطلاق تصوير الجزء الثاني من مسلسل عروس بيروت في تركيا

GMT 19:14 2019 الخميس ,24 كانون الثاني / يناير

علي النمر يبدي سعادته بتحقيق فريقه الانتصار أمام الأهلي

GMT 21:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرَّف على أشهر وأفضل 10 مطاعم في تايلاند

GMT 02:15 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

مستحضرات تجميل عليكِ وضعها في الثلاجة

GMT 10:41 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

أغنية Bella Ciao بشكل جديد بصوت جمهور عربى

GMT 15:32 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تعليق رحلات طيران الاتحاد بين أبوظبي وطهران

GMT 18:44 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

منتخب شابات الطائرة يخسر من الصين في بطولة العالم

GMT 07:40 2016 الإثنين ,08 شباط / فبراير

الكُنغر "روجرز" يُبهر الجماهير بعضلات بارزة

GMT 02:52 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

دراسة تكشف أن ثمار المانجو تمنع أمراض القلب

GMT 17:59 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة رئيس جامعة تعز في اليمن من محاولة اغتيال
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria