«انتفاضة» الحريري ما لها وما عليها
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

«انتفاضة» الحريري... ما لها وما عليها!

«انتفاضة» الحريري... ما لها وما عليها!

 الجزائر اليوم -

«انتفاضة» الحريري ما لها وما عليها

إياد أبو شقرا
إياد أبو شقرا

مثير إعلان رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري نهاية ما عُرف بـ«التسوية الرئاسية» التي عقدها عام 2016، وأدت إلى انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً... وتسمية الحريري رئيساً للحكومة.

«التسوية» التي «نعاها» الحريري رأى كثرة من اللبنانيين في حينه أنها صفقة لا تستند إلى أساس منطقي أو مسوّغ وطني غير كسب الوقت، بينما يرزح لبنان تحت احتلال إقليمي مسلّح لا قدرة عند اللبنانيين على إنهائه.

سلسلة اعتبارات أفضت إلى تلك الصفقة الكارثية التي أكسبت الاحتلال المسلّح «شرعية» - أقلّه على الورق - كان يفتقر إليها، أبرزها ما يلي:

أولاً، وصول عداء تيار عون وقاعدته الشعبية المسيحية إلى «اتفاق الطائف» - واستطراداً للزعامة التي بناها رفيق الحريري - إلى حد التحالف في فبراير (شباط) 2006 مع أقوى رموز الشيعية الثيوقراطية الإيرانية ممثلة بـ«حزب الله»... وهذا الحزب - ومَن يمثل - ما كان في يوم من الأيام أقل عداءً للسنّيّة السياسية من عون ومناصريه.

ثانياً، استفادة تحالف «حزب الله» - عون من مواقف واشنطن الرخوة إزاءه وسكوتها عنه. بل، ظهور أبعاد أخطر صبّت لمصلحته عندما كشفت سياسات الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إبّان السنوات الأولى للثورة السورية رغبة البيت الأبيض... ليس فقط في التعايش مع النظام الإيراني، بل القبول بهيمنة طهران واقعياً على قطاع واسع من الشرق الأوسط.

ثالثاً، استمرار نظام دمشق بفضل الدعمين النشطين الإيراني والروسي... مقابل ميوعة الموقف الدولي وخذلانه الثورة السورية بحجة «مكافحة الإرهاب والتطرف». وانعكس هذا الواقع في لبنان، حيث أسهم «حزب الله» في دعم النظام السوري، فاستخدم تحالف «حزب الله» - عون «إنقاذ لبنان من الدواعش» ذريعة لاستنهاض «حلف أقليات» ضد السنّيّة السياسية التي كان قد اتهمها غير مرة بأنها «حاضنة» للتطرّف والإرهاب.

رابعاً، خذلان الثورة السورية ومُحاصرة السنّة اللبنانيين سياسياً، أقنعا قطاعاً من الشارع المسيحي بأن رهان عون على «حزب الله» ربما كان في محلّه، ولعله يعبّر عن حكمة «الجنرال» وحُسن قراءته للمواقف الدولية. هذا الأمر أحرج خصوم عون المسيحيين وجعلهم في موقف دفاعي، أدى إلى قبول حزب «القوات اللبنانية» - المنافس المسيحي الأقوى للتيار العوني - عام 2016 بفتح صفحة جديدة مع عون عُرفت بـ«تفاهم معراب» (نسبة إلى القرية التي يقيم فيها الدكتور سمير جعجع رئيس «القوات») والقبول بترشيحه للرئاسة.
خامساً، توافق العونيين و«القوات» على تشكيل «جبهة مسيحية موحّدة» تتبنى ترشيح عون للرئاسة أسقط أي ذريعة عند سعد الحريري (أقوى زعماء السنّة) ثم وليد جنبلاط (أقوى زعماء الموحّدين الدروز) لمخالفة رغبة غالبية المسيحيين في اختيار مَن يمثلهم لأعلى منصب سياسي مخصّص حصراً للمسيحيين الموارنة.

الاعتبارات الخمسة، بالتوازي مع المناخين الإقليمي والدولي، أتاحت عام 2016 فرض عون، الذي كان لسنوات المرشح المعلن لـ«حزب الله»، رئيساً للبنان... والذي من أجل ترئيسه عطّل الحزب حياة لبنان السياسية غير مرة.

الإنجاز كان ليضمن لـ«احتلال» إيران للبنان «شرعية» سياسية كانت حريصة جداً على تمتينها. بيد أن هذا الأمر كان يحتاج لإنجازين آخرين يتحقّقان في ظل احتفاظ «حزب الله» بسلاحه ومنظوماته الأمنية والمالية والسياسية: الأول هو اعتماد قانون انتخاب يناسب مصلحة إيران ويؤدي إلى انتخاب برلمان يتمتع فيه الحزب وحلفاؤه بغالبية مضمونة ودائمة بفضل احتفاظه الحصري بسلاحه. والثاني هو تصفية مفاعيل «اتفاق الطائف» عبر إفراغ بنوده - التي صارت جزءاً لا يتجزأ من الدستور – من مضمونها، ومنها تهميش موقع رئيس الحكومة ودوره، وتجاوزه في كل مناسبة، لصالح التعزيز الضمني التدريجي والمتصاعد لرئيس الجمهورية.

منطلق «الميثاقية»، أي أن تتمثل الطوائف في المناصب العليا بأقوى ممثليها، كان «مفتاح» ترئيس ميشال عون. وليتكامل «السيناريو» كان لا بد من إعطاء دور - ولو مؤقت - لأقوى زعماء السنّة كي يسير مرحلياً في مخطط يُفترض به أنه يعرف غاياته ومآلاته.
كان على سعد الحريري، من واقع معرفته العميقة بتاريخ عون السياسي، وأيضاً تاريخ «حزب الله» وأهدافه، أن يتنبّه إلى أنه سيستخدم كأداة لهدم «اتفاق الطائف» وتغطية هيمنة إيران عبر «حزب الله»، وفي نهاية المطاف سيصار إلى «حرقه» سياسياً داخل شارعه الطائفي.
وبالأمس، عندما تكلّم الحريري بمناسبة الذكرى السنوية الـ15 لاغتيال والده، ونعى عملياً «التسوية الرئاسية»، فإنه تحدّث بصراحة عن وجود إصرار على العودة بلبنان إلى ما قبل 1989، أي نسف «اتفاق الطائف» و«إسقاط الحريرية».
كذلك تحدث عن «عقلية حروب الإلغاء» التي «ساعة تريد أن تلغي (الحزب التقدمي) الاشتراكي، وتلغي وليد بك (جنبلاط)، وساعة تريد أن تلغي القوات (اللبنانية)، قوات ما بعد اتفاق معراب! وساعة تريد أن تلغي الحراك، والآن تريد أن تلغي الحريرية وتيار المستقبل»، قبل أن يدافع عن قبوله بالتسوية قائلاً: «حاولت تأمين استقرار للعلاقة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، أولاً لأن الاستقرار يستحق الصبر وطول البال، وثانياً لأن الخلاف بين الرئاسات نتيجته الوحيدة شل المؤسسات».

كلامٌ نبيلٌ، لا شك، لكنه من الناحية السياسية سيئ التوقيت وقليل الفائدة. فعلى صعيد التوقيت، الوضع الاقتصادي في لبنان دخل غرفة العناية المركّزة، وما عاد هناك اقتناع على المستوى الشعبي بقدرة الطبقة السياسية على استنهاض قواعدها بالأساليب العاطفية العشائرية المألوفة.

وبالنسبة لقلة الفائدة كان خطأ خيارات الحريري كبيراً لدرجة أنه أخفق في إقناع حتى أقرب مستشاريه المخلصين بمباركة «التسوية» الانتحارية. وحقاً، ابتعد عنه أفضل معاونيه، وتوترت علاقاته بعدد من الحلفاء الذين راهنوا وما زالوا يراهنون عليه.

ثم إن ما حصل قد حصل، سواءً بالنسبة لاعتماد قانون انتخاب لا ينسجم ونصوص الدستور... ويطبّق بوجود المربّعات الأمنية المسلحة شبه المحرّمة على المعارضين، أو انتخاب رئيس يريد أن يكون في آن معاً خصماً وحَكَماً.
«انتفاضة» الحريري كانت ضرورية، لكنها غير كافية في غياب رؤية سياسية جدّية تقنع الشعب الجائع والقلق والمحبط بأن ثمة ضوءاً في نهاية النفق، وبديلاً موثوقاً داخل النخبة السياسية.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«انتفاضة» الحريري ما لها وما عليها «انتفاضة» الحريري ما لها وما عليها



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا

GMT 14:40 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

جولدبيرج يكشف شرطه للعودة إلى حلبة "WWE"

GMT 09:50 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

بوسعيد يعترف بارتفاع نسبة البطالة في المغرب

GMT 05:02 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

سلمى الصمدي تؤكد احترافها عالميًا في تصميم القبعات

GMT 15:55 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أفضل العاب فيديو على جهاز بلاى ستيشن 4 بمناسبة الكريسماس

GMT 14:40 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

جيب تطلق نظاماً بموقعها لتتيح لك بناء رانجلر 2018 الخاصة بك

GMT 06:00 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

10 جيوش أفريقية تنهي تدريباً كبيرًا في السودان
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria