الشخصية القاعدية
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الشخصية القاعدية

الشخصية القاعدية

 الجزائر اليوم -

الشخصية القاعدية

آمال موسى
بقلم - آمال موسى

أثارت الندوة التي انتظمت مؤخراً تكريماً لفكر عالم الاجتماع التونسي المنصف وناس الذي فارقنا مؤخراً بسبب إصابته بفيروس «كورونا»، مواضيع عدة مهمة تعكس جديّة المباحث التي انشغل بها الدكتور وناس وتعمق فيها قناعة منه بجدواها معرفياً.
ولقد استأثر كتابه المعروف عن الشخصية التونسية القاعدية بمحور مستقل من محاور الندوة، وأجج شهية النّقاش والحوار، ما أدى بالبعض إلى طرح أسئلة مهمة بدورها، وتحتاج إلى ندوات مستقلة، تتعدد فيها المقاربات، وتتقارع فيما بينها، بحثاً عن الأكثر وجاهة في التحليل والاستنتاج.
من الأسئلة التي طرحت بكثير من اللطف والتقدير لإطار الندوة ذي الطابع التكريمي لمفكر عرف بكرمه الفكري والإنساني، نشير إلى التدخلات التي أثارت جدوى البحوث التي تنظر في الشخصية الأساسية في المجتمعات العربية اليوم.
وكما نلاحظ فإننا أمام سؤال يُشكك في مشروعية بحوث الشخصية الأساسية. وطبعاً استناداً إلى الرؤية الديكارتية في العلم فإن الشك في هذا السياق مثمر ومنطلق جيد لخوض رحلة إثبات المشروعية أو نفيها.
ومستندات المواقف التي تتعامل بفتور مع مباحث الشخصية القاعدية أو الشخصية الأساسية أن الحقول المعرفية البحثية في أوروبا لا تُراهن على هذه المواضيع في تفسير الظواهر الاجتماعية الخاصة بالمجتمعات الأوروبية وفهمها. أما المستند الثاني فيتمثل في كون الفردانية لم تعد تسمح بالوثوق بنتائج بحوث تعنى بالشخصية القاعدية للمجتمعات العربية اليوم.
وكما هو معلوم فأبحاث الشخصية القاعدية تندرج ضمن الأنثروبولوجيا الثقافية. والمقصود بالشخصية القاعدية، كما حددها العالم النفسي أبرام كردينار، الشخصية الاجتماعية الثقافية المشتركة بين مجموع مكونات جماعة خاصة أو مجتمع يربط بين أفراده نظام مشترك من القيم والمعايير وطرق الاستجابة.
أولاً من المهم الإشارة إلى أن الجدل حول أهمية بحوث الشخصية القاعدية من عدمه له ما يبرره، إذ يفرض الانخراط في هذه البحوث تحديد مجموعة من المواقف تتعلق بالمؤسسات الاجتماعية وموقع الفرد ودوره في المجتمع ومدى تغلغل فكر الحداثة وقيمها. بمعنى آخر، فإن الباحث الأوروبي في علم الاجتماع وعلم النفس الاجتماعي لا يهتم بمسألة الشخصية القاعدية لأن حداثة المجتمع الأوروبي أمر محسوم، وهي حداثة عريقة، فعلت فعلها في الرأسمال الرمزي الأوروبي بشكل عام، إضافة إلى أن ما قامت به الحداثة من هدم للمؤسسات ومن إعلاء لشأن الفرد وإيلائه دور الفاعل وموقع المركز جعل من النبش معرفياً في النظام القيمي المشترك الذي تنقله عادة النظم الاجتماعية من خلال عملية التنشئة الاجتماعية... عملاً لا جدوى معرفية ترجى منه، والحال أن الفردانية أطاحت المؤسسات الاجتماعية الأولية مثل الأسرة والمدرسة، حتى لو كانت هذه الإطاحة الرمزية تختلف من تجربة مجتمع إلى آخر.
إذن انحسار حتمية دور المؤسسات وتراجع هيمنتها على الفرد في المجتمعات الأوروبية أديا إلى تجاوز علم الشخصية القاعدية.
السؤال هل يشبه حالنا مع الحداثة حال المجتمعات العربية؟ ثم هل لم تعد مؤسساتنا اليوم تحكم في المجتمع، ورفعت يدها عن الفرد تماماً كما يحلّق الفرد الأوروبي اليوم في حل من تاريخ طويل من هيمنة المؤسسات الاجتماعية؟
الإجابة؛ لا نظن أننا طوينا مرحلة المجتمع التقليدي، وأننا حالياً تتوفر فينا مقومات المجتمع الحداثي الفرداني. بل المشكلة اليوم ليست في الانتقال من عدمه، بل في مخاض الانتقال والتشظي بين التقليدي والتحديثي. ولا يخفى على الباحثين أن غالبية الظاهرة المنتشرة اليوم في مجتمعاتنا هي نتاج تعثر هذا الانتقال وتعبير عن صعوبات عملية التغيير الاجتماعي نحو الحداثة رغم الانفتاح على بعض مظاهرها.
ونعتقد أن مباحث الشخصية الأساسية يمكنها أن تكشف لنا أسباب التعثر الكامنة في الثقافي المشترك، ومن ثم القبض على مواطن العطب. فما تعيشه الشخصية العربية اليوم من صراعات ظاهرة وغير ظاهرة بين سجلات قيمية مختلفة ومتنافرة هو الذي ولّد نوعاً من التأزم، وجعل عملية التغيير الثقافي شاقة. لذلك، فإن التشريح العلمي الذي تقوم به نظريات الشخصية الأساسية يمكّن المجتمع من معرفة القيم الثقافية والتصورات المانعة للانخراط في التحديث والمواطنة والمدنية والمساواة. فالأنظمة الثقافية الاجتماعية المشتركة المعادية لحرية المعتقد وللمساواة، والتي تعاني من العنصرية والتمييز المتغلغلين في الرأسمال الثقافي الجمعي، من الصعب أن تتحول في مجتمعاتها القوانين الدستورية إلى ممارسات اجتماعية.
وهكذا نفهم لماذا نحن فعلاً في حاجة إلى علم الشخصية القاعدية الأساسية كي نفهم مجتمعاتنا وما يعطل خطواتها نحو التحديث الحقيقي الذي يعنى بالعقل ويتبوأ الفرد مكانة الفاعل الاجتماعي العقلاني. فنحن لا نمتلك ترف التجاوز الذي تتمتع به المجتمعات الأوروبية.
طبعاً نقول هذا الكلام بحذر شديد لأن سمات الحداثة أيضاً تنتج شخصية قاعدية، خصوصاً أن الحداثة منظومة قيم ونظام ثقافي مشترك ويرنو إلى الإنسانية جمعاء. فالشخصية الأوروبية التي تحتكم اليوم إلى قيم الحداثة والفردانية هي أيضاً تمتلك نظاماً ثقافياً اجتماعياً مشتركاً، أصبح يمثل الحتمية المضادة للحتمية الكليانية.
إنّ المخيال والتمثلات العربية لا تزال في ارتباط بالنسق الثقافي العربي المشترك، والفوارق لا تفسد كثيراً الاستنتاجات العامة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشخصية القاعدية الشخصية القاعدية



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria