زيارة البابا وفرصة العراق والمنطقة الأخيرة
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

زيارة البابا وفرصة العراق والمنطقة الأخيرة

زيارة البابا وفرصة العراق والمنطقة الأخيرة

 الجزائر اليوم -

زيارة البابا وفرصة العراق والمنطقة الأخيرة

علي شندب
بقلم : علي شندب

متابعة تضاريس زيارة الحج التاريخية لبابا الفاتيكان إلى العراق، تظهر بوضوح حجم المآسي التي لم تنجح حكومات ما بعد الاحتلال الأميركي عام 2003 في إخفائها رغم جهود حكومة مصطفى الكاظمي في محاولة "مكيجة" الندوب الجاحظة في وجه العراق وروحه فضلا عن نفسية العراقيين ودمهم المُسال على الطرقات وفي الساحات.

أيام الحج البابوي إلى بلاد الرافدين فرضت نفسها على الحكم العراقي المتعدد الرؤوس والمحكوم من ميليشيات الحشود الشعبية والولائية على السواء. كما أشاعت مفردات مثل المحبة والسلام، ومكافحة الظلم والفساد، وإيقاف شلال الدم العراقي الذي بات أشبه بالنهر الثالث. مفردات البابا فرنسيس تحولت أمنيات غائرة في الوجدان الجمعي العراقي التواق إلى السلام الحقيقي القائم على إشاعة العدل والمساواة والتنمية والأهم من ذلك الكرامة. كرامة الإنسان العراقي المسحوقة جراء عبث الميليشيات وتغولها في مفاصل الدولة العراقية التي جعلها التخادم الإيراني الأميركي في فم إيران الجارة اللدودة للعراق.

وإذ اكتسبت زيارة البابا فرنسيس لمدينة النجف حيث مرقد الإمام علي بن أبي طالب، ولقاؤه بالمرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني أهميتها الرمزية والتاريخية، وسط حفاوة نجفية لافتة، سيّما وأنها الحلقة التي ربما أراد زعيم الكنيسة الكاثوليكية دمجها معنويا بوثيقة الإخاء الإنساني التي وقعها مع شيخ الأزهر أحمد الطيب في أبوظبي، رغم أن قمة النجف لم تشر لذلك، كما لم تشر إلى توقيع وثيقة مماثلة بين السيستاني وضيفه البابوي.

وبالعودة إلى تضاريس الزيارة البابوية، فقد كانت المحطة المكثفة بالدلالات الإيمانية والتاريخية في مدينة أور حيث بيت أبو الأنبياء إبراهيم الخليل، وفي هذه المدينة المجسرة بين الأرض والسماء كان اللقاء الإيماني يبين مختلف أحفاد النبي إبراهيم وأيضا الصابئة المندائيين والأيزيديين، يمثل تعبيرا حقيقيا عن العراق الحقيقي والإنسان العراقي الحقيقي الذي تجهد سياسات الإقصاء والتهجير والتهميش والمغالبة إلى فرض قوانينها المغايرة عليه.

صحيح أن بابا الفاتيكان غامر أمنيا وكورونيا في زيارته إلى العراق، لكن تنقلاته الجوية بين بغداد والنجف ومنها إلى أور، ربما حجبته عن أوجاع ومظالم ومطالب أحفاد النبي إبراهيم في الناصرية الثائرة من أجل كرامة العراق، واستعادة سيادته ورفع الهيمنة الإيرانية الأميركية عنه، رغم أن أبناء الناصرية لم يقصروا في إسماع صوتهم للبابا، وهو الصوت الذي عملت حكومة الكاظمي على إخفائه عبر طلبها من أبناء الناصرية تأجيل احتجاجاتهم لما بعد انتهاء زيارة رئيس الدولة الفاتيكانية.

بدون شك سيكون لزيارة رئيس الكنيسة الكاثوليكية انعكاسها على المشهد السياسي العام في العراق الذي يعيش على فوهة بركان جراء قصف الميليشيات التابعة لإيران الصاروخي للقاعدة الأميركية في مطار أربيل وأيضا لقاعدة عين الأسد في الأنبار، وقد استتبع هذا القصف الصاروخي بانفجار عبوات ناسفة بأرتال تابعة للأميركيين في العراق، وهو القصف الذي كانت الإدارة الأميركية تقيمه وتدرس خطوات الرد عليه، سيما وأن الرد على قصف مطار اربيل وصف من قبل مراقبين وعراقيين كثر بالقصف الكاريكاتوري.

ربما سيمر بعض الوقت حتى تتكشف النتائج الحقيقية لزيارة البابا إلى العراق الذي تعصف به أيضا رياح التفكك التي ستصيب بدورها كامل دول المنطقة حال انطلاق قطارها المشؤوم من العراق. فالعراق هو مفتاح المنطقة وميزانها سلما وحربا، وحدة وتقسيما أو تفككا. ولو اهتزت خرائط وخطوط العراق بأبعادها الجغرافية والديمواغرافية والدينوغرافية والحضارية والثقافية فستهتز أوتوماتيكيا ودراماتيكيا خطوط وخرائط دول جوار العراق، سيّما وأن قانون تقسيم العراق الذي أقر بمسعى من جو بايدن السناتور لم يزل حيا يرزق، وربما سيحرص بايدن على إخراجه من خزائن الكونغرس ووضعه موضع التنفيذ.

وفي لبنان انتصبت عناصر التفكك من خلال الدعوات إلى مؤتمر تأسيسي، والمثالثة، والفيدرالية، وما هو "أبعد من الفيدرالية" كما صرح وزير الطاقة والاتصالات والخارجية السابق ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل. والجديد في الموضوع تجلى في رؤيتين متضاربتين ومتناقضتين لكل من سيّد الضاحية وسيّد بكركي. فطروحات البطريرك الماروني بشارة الراعي المطالبة بحياد لبنان، وبعقد مؤتمر خاص لتثبيت وجود لبنان ومنعه من الزوال برعاية الأمم المتحدة، فسره سيّد الضاحية بالتدويل. التدويل ذاك المصطلح التخويني الذي رشق به الإعلام الإيراني طروحات بكركي، في لحظة بلغ فيها انهيار الليرة اللبنانية مدى غير مسبوق، كما بلغت احتجاجات الغضب من ارتفاع الأسعار التموينية، وانخفاض قيمة الطبقة السياسية اللبنانية مدى غير مسبوق أيضا. لكن التناقض بين سيّد الضاحية وسيّد بكركي، قابله توافق بينهما، ففيما يعتبر السيد نصرالله أن المساس برئيس الجمهورية خط أحمر، فإن البطريرك الراعي لم يطالب باستقالة ميشال عون رغم تصعيده غير المسبوق واعتباره والطبقة السياسية أعداء للشعب اللبناني.

ربما لم يكن لبنان جزءا من مداولات البابا مع مرجعية النجف التي يقلدها نصف شيعة لبنان، في حين أن نحو النصف الآخر يتبع الولي الفقيه في إيران ويعتبر نفسه جنديا في جيوشه وأذرعه في لبنان والمنطقة وفق معادلة "سنكون حيث يجب أن نكون"، وهي المعادلة التي لم يطلق لأجلها السيستاني فتوى شبيهة بفتوى الجهاد ضد داعش، أو شبيهة باللافتوى ضد الأميركيين منذ عام 2003 وحتى اليوم، ما يعني أن صواريخ الخزعلي وحزب الله العراقي المخصبة إيرانيا، خالية من أي تغطية سيستانية.

زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق، كان ينتوي البابا يوحنا بولس الثاني القيام بها عشية احتلال العراق عام 2003، ويومها أوفد الكاردينال أتشيغاري في مهمة سلام لم تنجح في تجنيب العراق مرارات كأس الحرب الظالمة التي دمرته رغم إشعال الشموع على سعف النخل قرب مقام الخضر الياس على ضفاف دجلة في بغداد.

فهل تنجح زيارة البابا فرنسيس في المساهمة بتضميد جراح العراق ومنعه من الانزلاق نحو التفكك والتقسيم، كما وإعطاء العراقيين جرعة الأمل التي يرجونها والتغيير الذي ينشدونه، وهل ستترجم الزيارة الشجاعة للبابا فرنسيس في إحداث التغيير عبر الانتخابات المقبلة في بلاد الرافدين وإعادة تكوين السلطة وبناء عقد سياسي اجتماعي جديد وفق معايير وطنية وغير طائفية تعيد التوازن الى بلاد الرافدين وسومر وبابل وأشور والرشيد، ليعود التوازن إلى المنطقة عبر ميزانها العراق؟

هذا ما ستجيب عليه الأسابيع القادمة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيارة البابا وفرصة العراق والمنطقة الأخيرة زيارة البابا وفرصة العراق والمنطقة الأخيرة



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria