بقلم - محمد الجوكر
منذ دخولي عالم الصحافة الرياضية، في أواخر السبعينيات، والعبد لله يحب ويميل ويتعاطف مع كل من ينتمي إليها، بل أسعى دائماً، بقدر المستطاع، إلى أن ألعب دوراً في التقارب ولم الشمل بين أفراد الأسرة الواحدة عربياً، عندما تبنينا، كجمعية الإعلام الرياضي، عودة مصر إلى مصاف الاتحاد العربي، هذا ما تعلمناه من قادتنا، وهو الحرص على توحيد البيت الصحافي العربي، أتوقف عند وفاة الزميل السيد الوهيدي، رحمه الله، فهو أرشيف الكرة الكويتية، وأحد المؤثرين في الإعلام الرياضي في الكويت، وبما أنها من أوائل الدول الخليجية التي تعلمت من صحافتها في مرحلة البداية، ومن بين الزملاء الذين لن أنساهم، قبل أن يرحل عن هذه الدنيا، بعد 50 سنة من العطاء، إلى مسقط رأسه بورسعيد، حيث كان لاعباً في النادي المصري في عصره الذهبي، فهو من جيل الرواد في الصحافة الرياضية، ومن جيل القيم، فهو أول من قام بتدريب حسن شحاتة، بعد نجاح تجربة فريق العربي الكويتي، باستعانته بالمرحوم طه بصري، ووقتها كان مدرباً لنادي كاظمة، وقام بتجربة شحاتة أمام اليرموك، وأعجبه مستواه وضمه للفريق، ونجح أبو بلال في صعود كاظمة للدرجة الأولى، ودرب فريقي خيطان والشهداء الجهراء، ثم انضم إلى الصحافة الرياضية في المنطقة، وكنا نستعين به في «البيان»، خاصة في دورات الخليج، حيث يعشق التحليل والتطويل في كتاباته، ويمكنه أن يقدم لنا أربع صفحات مبيتة في زمن السرعة والفاكسات، ولنا معه حكايات لا تنتهي، كان يكتب تحليلاً في «القبس»، بتوقيع أبو بلال، وحدث ذات مرة، كونه زاره الشيخ فهد الأحمد، رحمه الله، حيث كان يعمل الوهيدي في وزارة التربية، وسأل عنه، وتوقع أنه كويتي، وعندما زاره، تفاجأ بكونه لا يكتب باسمه الحقيقي، طلب منه أن يكتب باسم السيد الوهيدي، ومنها انطلق.. والله من وراء القصد.