بقلم - محمد الجوكر
فُجِعت الإنسانية برحيل الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، فقد قضى حياته في خدمة الكويت وشعبها والإنسانية عامة، باذلاً كل جهده من أجل رقيّها وتقدّمها وازدهارها، وخيّم الأسى وعمّت أجواء الحزن أرجاء الأمة العربية والإسلامية والدولية، لما له من مكانة خاصة في قلوب العالم، حيث أفنى حياته في تحقيق إنجازات وإسهامات لا تُنسى في خدمة قضايا بلاده.
وقد أسس الفقيد الكبير الراحل مدارس مختلفة في الحياة والحكمة والقيادة، أسس نهجاً مستحدثاً في مفاهيم العمل السياسي والدبلوماسي، التي تقودها القيم والمبادئ والأخلاق، فقد عشنا تجربة لا تنسى على مستوى المنطقة، حيث كان آخر حدث رياضي رعاه حفل افتتاح دورة كأس الخليج العربي الـ23 لكرة القدم، وحضر حفل الافتتاح الذي أقيم بأرض الصداقة تحت شعار حمامة السلام الملونة بأعلام دول مجلس التعاون، وتحمل عنوان خليجي للأبد، كدليل على وحدة أبناء الخليج والروابط المشتركة بيننا، وحظيت البطولة برعاية سامية منه «رحمه الله».
والذي تكفّل بتكاليف البطولة، مرحباً بكل أبناء المنطقة، لتعمّ الفرحة كل أجواء الخليج العربي، نظراً لمكانة الكويت في قلوبنا جميعاً، بعد قرار عودة أم الدورات، عادت بعد ثلاثة أعوام الأخيرة وأعادت الفرحة عملياً برفع الإيقاف عن الكرة الكويتية لتضاف إلى سجل مبادرات أمير الإنسانية في دعم مسيرة الشباب والرياضة، فنحن لا ننسى ذلك اليوم التاريخي عام 1969.
حيث كان أول ظهور تلفزيوني بالإمارات هو تلفزيون الكويت من دبي، فقد ألقى كلمة حفل الافتتاح الرسمي. سيظل اسم الراحل باقياً في قلوبنا، فليست الكويت وحدها غاب عنها صباحها، بل المنطقة بأسرها، فالكويت تبكي برحيله «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك بوناصر لمحزونون»، ولا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون.