بقلم - محمد الجوكر
استوقفني تصريح لكارلس تيسكتس رئيس نادي برشلونة المؤقت، أحد أغنى الأندية في العالم قال فيه إن النادي سيؤجل دفع أجور اللاعبين المقررة الشهر المقبل، فالخبر مهم للتعليق عليه لأن الكثيرين لا يقرأون ما تنشره وكالات الأنباء العالمية فقط يقرأون ما يكتب عنهم، ويشاهدون صورهم فقط، بينما الأحداث العامة والمؤثرة والكبيرة لا تجد أي اهتمام فنمررها مرور الكرام، وتلك هي الكارثة التي تواجه ليست الرياضة الملحية فقط بل العربية عامة.
ووصف رئيس برشلونة الوضع المالي للنادي بالمقلق، بعد تأثر الوضع المالي للنادي الكتالوني المنافس في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم بشدة جراء أزمة «كوفيد 19»، وأعلن تيسكتس الأسبوع الماضي أنه توصل لاتفاق مع لاعبي الفريق الأول لتخفيض الأجور في محاولة للتوافق مع سقف الرواتب الجديد الذي وضعته رابطة الدوري بينما نحن للأسف نتعاقد مع 12 لاعباً أجنبياً نقوم «بخلط بلط» ثم نختار «ستة» منهم رسمياً، بل أن بعضهم يستمر معنا وندفع له الرواتب وغيرها من الامتيازات الأخرى بحجة الاستثمار في اللاعب، وهذه مصيبة أخرى!! فإلى متى سيظل الوضع هكذا دون تدخل قوي ومباشر لمن يعنيه الأمر، وما زلت أكرر أن لحاقنا وتقليدنا الآخرين بمشاركة 6 لاعبين أجانب في الدوري كان له تأثيرات سلبية مالياً وفنياً، فليس كل شيء مرتبط بالمال أو الخسائر المالية، فقد فقد اللاعب المواطن فرصة المشاركة واللعب، وتلك عقبة تواجه أي مدرب للمنتخب!! النادي العملاق يعاني، فكيف نحن نتصرف ونصرف الأموال دون تفكير، فالأندية في أوروبا تديرها مؤسسات استثمارية تسويقية عملاقة، ومع ذلك تعاني، بينما هيئاتنا تصرف عليها الحكومة، وهناك توجه منذ سنوات بأن تعتمد أنديتنا على نفسها، بصراحة أقولها كان الله في العون، لأنه ليس لدينا إداريين على مستوى هذا الفهم، وإن وجدوا فإنهم قلة لا يتعدون أصابع اليد الواحدة!! فهل نستوعب قبل فوات الأوان!! والله من وراء القصد.