سين وجيم عن الحداثة ٢
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

سين وجيم عن الحداثة (٢)

سين وجيم عن الحداثة (٢)

 الجزائر اليوم -

سين وجيم عن الحداثة ٢

خالد منتصر
بقلم - خالد منتصر

نستكمل سين وجيم عن معنى الحداثة مع ما كتبه المفكر المغربى الكبير سعيد ناشيد، يقول ناشيد:

سؤال، لماذا تعتبر الحداثة عصراً من عصور الحضارة البشرية برمتها رغم أنها ظهرت فى الغرب حصراً، ولا تزال محصورة فيه رغم بعض الاستثناءات؟ لماذا لا نقول، الحداثة خاصية غربية وكفى؟!

جواب، لقد تم اكتشاف الكتابة فى أماكن جغرافية محددة، وكان تعميمها عملية شاقة تعرضت إلى أشكال من المقاومة الشرسة من طرف كثير من الثقافات الشفهية، غير أن عصر الكتابة فرض نفسه على الجميع، وفرض احترام الجميع، وهو يؤرخ للبشرية جمعاء. يمكننا أن نقول الشىء نفسه عن اكتشاف القوانين، والنار، والموسيقى، والمعمار، والزواج، والمدن، والسلطة، والرياضيات، إلخ. كذلك الحال بالنسبة للمبادئ الأساسية للحداثة، التى تؤرخ لعصر متقدم من عصور الحضارة البشرية برمتها. ذلك أن الحضارة الإنسانية تمتلك مراحل عامة من التطور الإجمالى بصرف النظر عن الحضارات المحلية التى قد تساير وقد تتخلف.

طبعاً داخل ذلك البعد الكونى لتطور الحضارة البشرية هناك خصوصيات لحضارات وثقافات وأشكال تعبير محلية، لكن ذلك كله لا يلغى الأساسيات الكونية. مثلاً، عصر الكتابة كونى، لكن الخصوصيات تظهر فى مستوى رسم الحروف، وأدوات الكتابة، وما إلى ذلك من تعبيرات مختلفة عن الجوهر الكونى نفسه والمتمثل فى فعل الكتابة.

مثال آخر، تختلف الألبسة باختلاف الثقافة والمناخ والجغرافيا، لكن قرار الإنسان الذى خُلق بلا فرو ولا ريش بأن يرتدى اللباس، هو حدث كونى، سرعان ما سيمثل عصراً جديداً من عصور الحضارة البشرية.

كذلك القول عن الحداثة، إنها عصر من عصور الحضارة الإنسانية، من حيث تبنى قيم العلم والعقل والحرية، وبحيث يمثل اختلاف الدساتير وقوانين الاقتراع وتنظيم العمل، مجرد تعبيرات محلية عن الجوهر الكونى للحداثة السياسية والمتمثل فى التعاقد الاجتماعى بين الناس باعتبارهم ذوات مستقلة، متساوية، ومتعايشة.

سؤال، قلتَ الحداثة السياسية، هل تقصد وجود حداثات؟

جواب، يمكن الحديث عن حداثة فنية نشأت فى إيطاليا، وحداثة علمية نشأت فى بريطانيا، وحداثة سياسية نشأت فى فرنسا، وحداثة فلسفية نشأت فى ألمانيا، وحداثة اقتصادية نشأت فى أمريكا، إلخ. لكن هناك مشتركاً إجمالياً بين هذه الحداثات كلها.

سؤال، ما هو ذلك المشترك الإجمالى؟

جواب، تحيل الحداثة إجمالاً إلى رؤية جديدة إلى العالم قائمة على الأسس التالية:

أولاً، تفرد الفرد (الحرية، الذات، الوعى، الإرادة، إلخ). المقصود بتفرد الفرد هو الفرد باعتباره ذاتاً مفكرة بلغة ديكارت، وباعتباره وجوداً لذاته ليس وسيلة لأى غايات أخرى، ولا يخضع لأى قيمة تبادلية، وفق توضيح كانط، وبالتالى فهو مستقل عن الجماعة التى يتقاسم معها الخبز والأرض والحياة، له إرادته وميوله وأذواقه وذكاؤه وقدره الخاص، له أصالته فى الوجود. وهو يمتلك ضميراً أخلاقياً كافياً لتوجيهه حين لا يتم الحجر عليه كما تفعل مجتمعات ما قبل الحداثة، التى يعتبر فيها الفرد كائناً لأجل غايات أخرى. مثلاً، فى العالم القديم دور العبد خدمة السيد، دور المرأة خدمة الرجل، دور الأبناء طاعة الآباء، دور الجمهور طاعة الإمبراطور، دور الإنسان عبادة الله، إلخ. فى الحداثة الفرد بلا غاية. هذا له وجه دراماتيكى يزعج الكثيرين، لكنه الحقيقة العارية بلا أوهام. لا تخلو الأوهام من إغراء لكنها أوهام فى النهاية.

ونستكمل فى المقال القادم باقى الأسس.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سين وجيم عن الحداثة ٢ سين وجيم عن الحداثة ٢



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا

GMT 14:40 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

جولدبيرج يكشف شرطه للعودة إلى حلبة "WWE"

GMT 09:50 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

بوسعيد يعترف بارتفاع نسبة البطالة في المغرب

GMT 05:02 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

سلمى الصمدي تؤكد احترافها عالميًا في تصميم القبعات

GMT 15:55 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أفضل العاب فيديو على جهاز بلاى ستيشن 4 بمناسبة الكريسماس

GMT 14:40 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

جيب تطلق نظاماً بموقعها لتتيح لك بناء رانجلر 2018 الخاصة بك

GMT 06:00 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

10 جيوش أفريقية تنهي تدريباً كبيرًا في السودان
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria