الموهبة لم تشفع لشفيع
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

الموهبة لم تشفع لشفيع

الموهبة لم تشفع لشفيع

 الجزائر اليوم -

الموهبة لم تشفع لشفيع

خالد منتصر
بقلم - خالد منتصر

أن تكون مختلفاً فى مجتمع يقدس النسخ ويمجد الفوتوكوبى ويعشق التوائم الملتصقة ويسمى الركود استقراراً، ويعتبر اجترار ما حدث منذ قرنين من الثوابت، هنا قد حكمت على نفسك بالموت نفياً داخل شرنقتك، لأنك لو تكيفت فأنت قد فقدت ملامحك، وإن لم تتكيف فأنت قد فقدت حاضرك ومستقبلك وأطلقوا عليك صفة «المجنون»، رحل شفيع شلبى الذى لا يعرفه أبناء هذا الجيل، وداعاً يا من لم يتحملك مجتمع يخاصم التمرد، شفيع شلبى هو أفضل من قدم التحقيق التليفزيونى على خلفية ثقافية فى التليفزيونات العربية فى السبعينات، هل ذهابك يا شفيع بدراجة لمبنى ماسبيرو كان كافياً لحرمانك من لقب مذيع؟!! رحمك الله يا من مسك جنون البيرفيكشن الفنى فصرت معزولاً وحيداً محروماً من فردوس الوظيفة الميرى برغم حب الجمهور، يا من حلق بالحلم فاعتبره الموظفون من أرباع المواهب كابوساً مزعجاً لكسلهم وتيبسهم.

يقاس تقدم المجتمعات بمدى تحملها لجنون مبدعيها، إذا ضاق صدر مجتمع بمن هم على يساره، بمن هم خارج أسرابه، بمن يصفرون خارج القطيع ليؤنسوا وحدتهم، بمن لا يلتزمون بخط الطابور المرسوم مسبقاً، هذا المجتمع يكتب تاريخ وفاته ويرسم خريطة انقراضه، ويعد العدة لكى يتحول إلى محمية من قبيلة المطيعين المطوعين التى سرعان ما تذبل أوراق أشجارها وتجف ضروع أفكارها وتتصحر عقول أبنائها، لأنهم تجرأوا ذات يوم وطاردوا لحظة الخلق الفنى والإبداع المتجاوز.

حالة شفيع شلبى تفتح باب قضية مرونة المجتمع لتقبل الآخر المختلف، توسعة الكادر مهمة لأن المختلف الموهوب ليس مجرد نكشة شعر وارتداء كاجوال فى استوديوهات التليفزيون، شفيع شلبى كان موهوباً حقيقياً، كان من القلائل الذين التقطوا أن التليفزيون صورة، وأنه ليس إذاعة بشاشة ١٦ بوصة، لذلك عشق التحقيق التليفزيونى من الشارع، وقدم برنامجه العبقرى «الشارع المصرى» بهذه الروح، أتذكر جيداً حلقاته عن شارع المعز، وهى حلقات تاريخ وفن وثقافة، ورصد لحياة اجتماعية شديدة البساطة والتعقيد فى نفس الوقت، ولأنه مؤمن بثقافة الصورة فقد عشق السينما حتى الثمالة، وصار من مثقفى ونقاد الفن السابع المتميزين، بل وأخرج أفلاماً تسجيلية جيدة ومعبرة عن تلك الروح المتمردة، كان أول من قدم السينما المهمشة على شاشة التليفزيون، سينما فى علب، السينما التسجيلية التى كانت توضع شرائطها على الأرفف سد خانة أو مشاريع تخرج روتينية لمجرد أن يحمل أصحابها الشهادة والختم.

ما زلت أذكر حلقة استضاف فيها خريج معهد السينما الأول على دفعته عاطف بشاى، الذى كان فى العشرينات وقتها ليعرض مشروع تخرجه «لغة الآى آى»، واستضاف معه مؤلف القصة يوسف إدريس!! هكذا كان يفكر شفيع وينجز ويصنع برامجه، ولأنه مذيع مثقف وليس مذيعاً ببغاء، كان يقدر المثقفين حق قدرهم ويعرف أنهم كنز الأمة وبئر نفط الوطن الحقيقية التى لا تجف، لذلك ترك لنا مكتبة عامرة بلقاءات هى من قبيل الذاكرة الثقافية التى لا بد أن نحافظ عليها، ولا أعرف مصير تلك اللقاءات والشرائط، ستجد المعمارى حسن فتحى إلى جانب الفيلسوف زكى نجيب محمود إلى جانب كتيبة الفنانين صلاح جاهين، شفيع شلبى إنسان مصرى لم تشفع له موهبته فى بلاط معبد العادة والمألوف والبديهى والمفروض والواجب وما وجدنا عليه آباءنا

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموهبة لم تشفع لشفيع الموهبة لم تشفع لشفيع



GMT 20:07 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

طالبان وإيران حلفاء أم أعداء؟

GMT 20:01 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

مجرداً من عصاه

GMT 19:57 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

إيران وجناحاها التالفان

GMT 19:52 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

هل يعامل إبراهيم رئيسي مثل عمر البشير؟

GMT 19:47 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

لقد أطفأوا بيروت لؤلؤة المتوسط

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria