بقلم - عماد الدين حسين
المؤشرات المبدئية للحصر العددى وليس النتائج الرسمية للجولة الثانية من انتخابات مجلس النواب تشير إلى مجموعة من الملاحظات يمكن إجمالها فى الآتى:
الملاحظة الأولى أن البعض تمكن من حسم السباق من الجولة الأولى مثل أشرف حاتم فى عابدين ومصطفى السلاب فى مدينة نصر وأبانوب عزيز فى الساحل».
والملاحظة الثانية أن البعض تمكن من اللحاق بجولة الإعادة، وتتبقى له فرصة كبيرة للمنافسة، ومن أبرز من دخلوا مرحلة الإعادة محمد عبدالعليم داوود فى كفرالشيخ وعمرو السنباطى وسمر فرج فودة فى مدينة نصر، وأكمل قرطام وعلى عبدالونيس فى دار السلام،اضافة الي اعضاء تكتل " 25/30" محمد عبدالغني في دائرة الزيتون، واحمد الشرقاوي ببندر المنصورة ،ومحمد طنطاوى فى كفرالشيخ ،وضياء داودد فى دمياط ،وسبقهم في المرحلة الاولي هيثم الحريري في الاسكندرية.
الاملاحظة الثالثة والأكثر لفتا للأنظار،هي الذين خرجوا مبكرا من السباق وتلك هى الملاحظة الثالثة.
أبرز هؤلاء هو مرتضى منصور، الذى حل سادسا فى دائرة ميت غمر بحوالى ٢١٢٠٠ صوت. منصور حصل على اعلي الاصوات فى الانتخابات الماضية،على مستوى الجمهورية بأكثر من 80 ألف صوت. وبالتالى فالسؤال: لماذا هذا التراجع الكبير؟
هل بسبب معاركه وصداماته المتعددة مع كثيرين، أم أن هناك رغبة شعبية عارمة فى التغيير؟
ومن تابع وسائل التواصل الاجتماعى ليلة الانتخابات لأدرك فورا أن كثيرين كانوا يسألون سؤالا واحدا: ما هو موقف مرتضى منصور، خصوصا أن أنباء تأخره بدأت من الصندوق الأول. وكان ملفتا للنظر أيضا ارتفاع حجم المشاركة فى هذه الدائرة إلى ٣٨٪، مقارنة بمتوسط مشاركة بلغ ٢٨٫٦٪ فى كل المرحلة الأولى.
من بين أبرز الخارجين أيضا اللواءان حمدى بخيت وتامر الشهاوى. وهو ما يعنى أن اعتقاد البعض بوجود حماية وحصانة دائمة للبعض ليس صحيحا. خرج أيضا هشام عبدالواحد رئيس لجنة النقل والمواصلات، ونضال السعيد رئيس لجنة الاتصالات، وعبدالحميد كمال رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، ومحمد أسامة أبوالمجد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن، وعبدالحميد الشيخ وسمير الخولى ومدحت الشريف وطلعت خليل وخالد شعبان وجلال عوارة، وخالد شعبان وعبدالمنعم العليمى وإسماعيل نصرالدين، ومحمد أبوحامد صاحب أشهر اعتراف بالهزيمة حيث قال: «اللهم أجرنى من مصيبتى، وإنا لله وإنا إليه راجعون»، مقدما التهنئة لمن نال ثقة الناس أى الدكتور أشرف حاتم فى عابدين وقصر النيل.
الملاحظة الرابعة هى وجود تنافس حقيقى وشديد فى العديد من الدوائر خلافا لما كان شائعا، لكن غالبية وسائل الإعلام استمرت فى التركيز على بعض الدوائر التى يتنافس فيها شخصيات معروفة ومشهورة فقط.
الملاحظة الخامسة هى استمرار تقدم حزب مستقبل وطن فى حسم العديد من المقاعد الفردية، إضافة إلى أن معظم مرشحيه احتلوا المركز الأول فى جولة الإعادة.
الملاحظة السادسة أن «القائمة الوطنية من أجل مصر» متقدمة، لكن المفلت للنظر أكثر، أن القائمة الأخرى وهى «تحالف المستقلين» حققت اختراقات فى العديد من الدوائر خصوصا الاسماعيية والغربية ودمياط وتفوقت بنسب عالية من الاصوات، وهو ما يحتاج إلى فهم وتفسير وتحليل وسؤال: هل كان ذلك حبا فى القائمة فعلا، أم تصويتا عقابيا؟!
الملاحظة السابعة هى استمرار كثرة الأصوات الباطلة، لا أملك إحصاء رسميا لها حتى الآن، ولكن فى العديد من الدوائر، استمرت هذه الظاهرة، وعلى سبيل المثال فإن عدد الأصوات الباطلة فى دائرة ميت غمر بلغ تسعة آلاف صوت.
الملاحظة الثامنة أن الانتخابات داخل اللجان كانت شديدة النزاهة، واختفت ظواهر التسويد والبطاقة الدوارة والتدخل الإدارى الفج، لكن نحلم بأن تصل النزاهة، إلى الطريق الذى يقود إلى اللجنة والصندوق خصوصا سلاح المال.
أما الملاحظة التاسعة فهى أن دخول معظم كوادر تكتل «20/30» وبعض الشخصيات المعارضة مثل أكمل قرطام لجولة الإعادة وبأصوات عالية فهى أفضل شهادة بأن الانتخابات كانت نزيهة فعلا ومن دون أى تدخلات.
الملاحظة العاشرة والأخيرة، والتى تحتاج نقاشا موسعا، فهى أن الناخبين فى هذه المرة كانوا العامل الأكثر حسما فى تقرير مصير المرشحين.
الملاحظة الحادية عشرة والمهمة هى: هل الملاحظات السابقة تقول إن هناك عملية تغيير للوجوه القديمة وإن هناك نخبة برلمانية جديدة فى طريقها للتشكل، وإن المجلس المقبل قد يكون جديدا إلى حد كبير.
ويتبقى السؤال الأكثر أهمية وهو: هل تغيير الوجوه والشكل سيقود إلى تغيير الأداء والمضمون؟!