بقلم - علي أبو الريش
94% التوطين في دوائر حكومة الفجيرة.. رقم يوسع من حدقة العينين، وتنصت له الأذنان، ويرتفع له الجبين، ويصفق له الخافقان ويجعل كل من يقرأ هذا الخبر، يملأ اليدين بخضاب الفرح، ويقول لكل المخلصين عافاكم الله وسدد خطاكم، وأنتم تزرعون الوطن بجلابيب بيض، وعقال يطوق الرأس بأحلام النجوم، وأنتم تفسحون الطريق للقادم من أعماق الوطن، كي يمضي والإشارات الخضراء تنثر ضوءها الوضاء، كي تسير القوافل من دون رياح تعصف، ولا عقبات تقصف، فكل الوطن باحة تفرد أجنحة التحليق من أجل نهوض تلمع له النواصي، وترتفع الرايات، وتشمخ الأشرعة، ويسمق النخيل، وتمتد الأعناق إلى حيث تسكن السحابات الممطرة.
رقم يسكن النياط فتزهر، وتزدهر، وتزهو بوطن يضع النجوم بين الأيدي، ويفترش المشاعر مخملاً بلون الصحراء الإماراتية، وأهداب العيون تبدو حريراً مبرقشاً بلون الشمس وهي تتجلى وعداً كونياً يزخرف الوجود بفرح إماراتي استثنائي، فريداً، عتيداً لا يشبهه إلا هو. رقم يزين المهج بتفاؤل يجعل الحياة في العيون مثل جدول هطيل، يحدب من القمم الشم، ليسكب العذوبة في القرار المكين. رقم ونحن في حضرة جائحة بغيضة، يزيح عن الكواهل الغبار، والسعار، ويجعلنا نفتح النوافذ على نسائم تهفهف لها أشجار القلوب، ويطرب طير النفس ونحن نقرأ، ونستعيد القراءة، ثم نرفع رؤوسنا فرحين فخورين، ويملأنا الاعتزاز والتقدير لهذه العقول التي تبني، وتبذل، وتجتهد من أجل راية الإمارات، وسمعتها، وزمانها الحضاري المشهود، من أجل تكريم زايد الخير في قبره، وهو الذي أنشأ هذه المدرسة، مدرسة التفاني، وتقدير الإنسان، واحترام حقوقه.
هذا الرقم، هو رقم الإمارات في حاضرها المتألق، بمنجزات مذهلة، ومكتسبات أدهشت القاصي والداني، وجعلتنا في مقدمة الأمم، ونحن نسرج خيول الطموحات، ونمضي في الشعاب نبحث عن شخصيتنا المتميزة، ونسأل عن تلك المنارة العالية التي لا يصلها إلا الناس الاستثنائيون، وهي تلك قارتنا، وهي محيطنا، وهي موئلنا، وهي مكانتنا، وهي خاصيّتنا، وهي الفضاء الذي يحيطنا، ولا يسع سوانا.
هذا الرقم عندما نضعه في ميزان التماهي، فإنه لا يقع إلا عند هامات الكواكب والنجوم، والإمارات كوكب في فضائه الإنساني، ولا تعلوه إلا سماته الطيبة، وعطره الذي يسكن جسد الكائنات النبيلة. رقم نحبه كما نحب بلادنا، وكما نعشق أن يظل المعصم الإماراتي معصوماً من الزلات، والثغرات.