بقلم - علي أبو الريش
أصحاب الهمم.. في المضمون قمم، في الوعي لحم ودم، هم مشغل العقل، وهم للقلب فتح وضم، هم لغة الأمنيات وطموحات أعم، هم لنا في المصير، والمسير قيمة ونعم، هم راحتنا الممتدة للأفق، وهم شراعنا الأعم.
لا تخطئ قريحة النجباء عندما يضعون ذوي الإرادات، والعزائم في أعلى القمم، لأن هؤلاء في مجرى الدم جدول عطاء، وإسقاء، وإرواء، وهم كل ما يرتجيه الوطن من بنيه، ومن أولئك الذين تساموا على إبعاد البيولوجيا، ليصبح الوطن وشيجة تلتحم فيها النجمة بالغيمة، وتمنح السحابة بعدها الإنمائي لأرض ما ساومت على الفرد، ولا تساهلت مع المعطيات، ملتزمة بحتمية التعاضد، والتلاحم، والانسجام في حياض، ورياض، ولأجل أن يظل الوطن متكاملا تقدم القيادة الرشيدة كل ما يلزم، وكل ما يحتم على الوطن تقديمه لأحبته، ولبنات بنائه، وأساس رأسه وحسه، ونفسه.
إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، استراتيجية الاهتمام بأصحاب الهمم، إنما هي بعض من كل اهتمامات سموه بالإنسان، وشؤونه، وشجونه، والسعي دوماً في تذليل الصعاب لأن تستمر عجلة الطموحات في طريقها إلى المجد، ومن أجل أن يظل الإماراتي، وكل من يقيم على هذه الأرض المعطاء، استثنائياً، فريداً في حياته، سعيداً وهو يطل على العالم بعينين يشع منهما بريق الفخر، والاعتزاز لأنه يعيش على هذه الأرض، وينعم بخيرها، ويرفل من سندس غيثها.
استراتيجية تند عن فطنة حاكم، وحكمة قائد، أسس وعيه على الحب، وبنى فكره على تناغم الناس جميعاً وهم يعزفون لحن الخلود على عشب بلد ترعرعت أشجاره على رفاهية الحب، وبذخ المشاعر الرهيفة، وفيض اللطف والمساعي الطيبة لأجل أن تظل الإمارات دائماً على قمة الهرم الإنساني، ويبقى إنسانها منعماً بفكرة أنه لا قوة تهزم الإرادة إذا كانت مشبعة بالحب، منقاة من دنس الكره، صافية من أي براثن، أو حزائن.
استراتيجية أبوظبي، هي نخوة ضمير، ووثبة قدير، آمن بأن الحياة وطن لا ترهقه عائقة، ولا تعيقه عرقلة، إنه الوطن الذي يحلم به سموه، ويعليه، ويرفع موازينه، إنه الوطن الذي يعشقه محمد بن زايد، ويحب أهله، صغيرهم، وكبيرهم.
استراتيجية أبوظبي هي ناموس حياة، وقاموس وطن، ونبراس قيم تجلت في كل المواقع وكل المفاصل، لأنها نابعة من فكر منبته الثبات، والثقة والصدق والإيمان بوحدة الهم والتطلعات.