بقلم - علي أبو الريش
سؤال يتحرك في طيات العقل، ويمضي في الثنايا كأنه الموجة، ويسهب في التدفق كأنه الجدول، ويصير نهراً في القلب والروح، يصير عطراً وردته تكمن في التاريخ، يصير زهراً تربته ما بين الشريان والوريد.
سؤال لماذا المساواة مع المرأة؟ لأنها الحضن الذي نبتت من خلاله شجرة الوطن، ولأنها المزن التي هطلت، فأسقت، ورعت، وترعرعت بين الضلوع تمعن في حياكة الأحلام الزاهية، وتستمر في مد خيوط التعافي بنعومة إلى درجة الصرامة، وبلطف إلى حد الحزم، وبشفافية إلى غاية الجزم، هي هكذا من ضلعها برزت الطموحات الكبرى، ومن صدرها تفرعت أغصان الحياة، ومن روحها بزغت أشعة التطور، ومن وجدها تجدد الوجود، ولبس شال الفرح، ومن بريق عينيها، لمعت سعادة الوطن.
هي كل ذلك في هذا العالم، ولذلك من المحزن أن يعيش الرجل سعيداً بمفرده، ولذلك خطت أنامل الخير مرسوم مساواتها بالرجل في القطاع الخاص، ما يؤكد الوعي الواسع لقيادة عظيمة، ترتع بشيمة النبلاء، وتترعرع بقيمة النجباء، حيث وضعت المرأة في الرهان الناجح دوماً في جميع مفاصل العمل الوطني، وهذه المرأة هي التي أنجبت الرجال الأفذاذ الذين صدوا وردوا عن الوطن كل ضغائن الحاقدين، وهم اليوم يقفون في المحافل الإنسانية، يرفعون راية التحدي في كل مجال وصعيد.
هذه المرأة هي التي علمت أشبالاً، وأجيالاً، وساهمت بكل ثقة وثبات في صناعة حاضر الإمارات المشرق، والمضاء بمصابيح التكاتف، والتعاضد، والانسجام والالتئام، هذه المرأة هي التي تقف اليوم في ميادين العمل مزهرة برية، تفوح بعطر العطاء، وتنثر عبقها في الأمكنة، بكل سخاء ووفاء، وبلا كلل أو وجل، لأنها ابنة الإمارات التي تربت على تقاليد العطاء منذ الأمد البعيد، حيث وسعت المرأة من خطواتها باتجاه الصحراء، باحثة عن نبتة التألق، ناهلة من وريقات الغاف ما يشفي غليل الشظف، متوغلة في الأتون والشجون، ساكبة العرق الصافي على تراب المراحل، سعياً وراء لقمة كريمة.
هذه هي المرأة اليوم، هي سليلة ذلك الخيط الرفيع من نسائنا فارعات الظل، يافعات الأمل، اليوم نراها في الوطن، بذرة الطيب، ترش وجه الوطن بزعفران المجد المؤزر، وتمضي في الحياة عزيزة، وركيزة إرادة، تمسك بعصا الأخلاق المجيدة، وتتوكأ عليها مع الرجل، ليثمر التعاضد إنسانية مجيدة، وفريدة، وعتيدة، وسديدة، بمنسوب عال من القوة، والرصانة والرزانة، وبأمانة القيم المتوارثة من جيل إلى جيل.
هذه هي المرأة الإماراتية التي تضعها القيادة الرشيدة، بين رمش اهتمامها، وجفن رعايتها، وهو المسار الذي اختطته القيادة، وهو المدار الذي سارت عليه منذ نشوء دولة العز والرفاهية.