بقلم - علي أبو الريش
هكذا هي الإمارات، مثل الموجة تغسل جلبابها بالبياض، وتمضي في الوجود تحليقاً باتجاه الأفق، مضاءة بإرادة الجادين، والمخلصين والذين تأبطوا الفكرة النيرة، جناحاً يأخذ الوطن إلى محيطات التألق، ويضع اسمه كما هي النجوم في نياط السماء، كما هي السحابات السخية، كما هي النخلة الجليلة.
التصريحات التي تطلقها حكومة الإمارات، عن ابتكارات جديدة لجيل جديد من الخدمات قبل الطلب، إنما هي همسات واعية، وبثات، ونثات، وحثات باتجاه العمل الوطني الذي يضع الإمارات نموذجاً يحتذى، وقدوة تُقتدى، ومثالاً تسير على نهجة الأمم، وحضارة تنبلج من ثنايا الصحراء، لتضيء وجه الدنيا، بمهارات استثنائية، وإبداعات لا مثيل لها، إلا في الإمارات نفسها.
هذه هي رؤية الحكماء تتجلى وعياً على الأرض، وتطل على العالم بصياغة جديدة لكل ما يهم الإنسان، ويعنيه، ويعينه على مواجهة تحديات الطبيعة، وتقلبات الزمن، وعندما يكون الإنسان بمستوى المسؤولية، والالتزام الأخلاقي تجاه ما يعتريه، وينتابه من متطلبات، يصبح مثل النحلة التي تنتقي الرحيق من الزهرات، بحسب ما يليق بذائقتها، وما يستوجب عليها ارتشافه، لتحفظ بالود حياتها، وتستمر في قدرتها الفائقة على العيش من دون كلل أو زلل، أو خلل وملل.
في الإمارات أصبح الجديد، متجدداً، والقديم يسلك سلوك نفي النفي من وجهة النظر العلمية، وهي كذلك، تشارك العالم دوماً همه في التطور، والخروج من شرنقة التكلس، وتتصدى للعقبات بطموحات صارمة، حازمة، لا تنثني، ولا تنحني، وإنما هي تستقيم بقامة السامقات من غافة الروح. هذه هي السيرة الذاتية، لبلد نهض على أنصال الوعي المتجدد، واستقام على أوصال الحلم الزاهي، ويستمر الوعي في تسديد الخطوات، وتأكيد الوثبات، وتوحيد النغمات، من أجل أنشودة تاريخية، لا يدثرها غبار، ولا يكبدها سعار، إنها الأغنية الخالدة في ضمير كل مواطن، ومقيم، ويبقى الوطن الشاطئ الأغر الذي تؤمه الطيور من كل حدب وصوب، يبقى الشاطئ، الساعد الواعد المتعدد، والمتعهد بأن تبقى الإمارات دوماً الوطن القارة، والأرض المحيط، والصحراء التي أنجبت مروجها من صلب إرادتها، فأدارت أضلاع المروحة، لأجل أن تظل القلوب دوماً في مهجة النسائم العليلة، وألباب النعيم.