بقلم - علي أبو الريش
هكذا فهمنا من قادة العالم، وهم يحضرون أول قمة استثنائية تثير معضلات العصر عبر الأثير.
هكذا وجدنا العالم يضم الأصوات المختلفة، ضمن بوح واحد، وهو يجب أن نتحد، وأن نتكاتف، ونملأ صحن الوجود قوتاً للإنسانية جمعاء، لنهزم الفقر، ونكبح جماح العازة، ونقضي على التشظي، ليصبح العالم أكثر إشراقاً، وأكثر اتساقاً يذهب إلى الحياة، بأفئدة ملؤها الحب، مطوقة بمخمل السعادة، هكذا وصلتنا الرسالة بأن قادة العالم مصممون على إيقاف النزيف الاقتصادي، وإسكات الحروب، والتي لم تجن منها الشعوب غير التفرق، والتمزق، وحرقة الأكباد، وفقدان المال والولد، وحرمان الإنسانية من كرم الطبيعة، وجمالها، وثرائها.
وما من شك أن العالم جرب، وشبع دروساً في العلاقات الدولية، والتي ما كانت تخدم المصالح البشرية، بقدر ما كانت تغلي كما هي المياه المحروقة تحت نيران حامية، واليوم قد جاء الوقت لتسكت مدافع التدمير، ويعلو
صوت الحقيقة، ويصبح التسامح أكسير نجاة من نار الضغائن، ويصير الحب النهر الذي يجب أن تعبره سفن تلك العلاقات، وليكتب التاريخ لأول مرة، عن حضارة بشرية قامت على صهوة التناغم والانسجام، ليس على سنام قانون القوة، وليس قوة القانون.
في هذه القمة وكونها تعقد بقيادة دولة عربية، مسلمة، ساهمت كثيراً في ردع طغيان القوة ضد الضعف، وأطلقت مبادرات شتى من أجل نصرة المستغيث، من لظى النيران، فالمملكة العربية السعودية تسطيع أن تدير الدفة، وأن توجه السفينة العالمية إلى مرساها الطبيعي، وأن تحمي العالم من شرور الحروب. وكانت كلمة خادم الحرمين الشريفين، ذات دلالة سياسية، وإنسانية، منحت العقل المسافة التي يستطيع من خلالها بأن يستريح من قلق الجوائح البشرية، وما تسببه في إنهاك طاقة البشر، وبعثرة إمكانياتها، السعودية لديها ما يؤهلها لقيادة سفينة العالم إلى شواطئ الأمان، والنأي عن الأمواج الهائجة، وإنقاذ الركاب من خطر الأزمات المبرحة.
وجود هذا الحشد الهائل من أصحاب القرار السياسي العالمي، يشير على أن العالم ذاهب إلى المنطقة الخضراء، وأن سعادة البشرية لا بد وأن تتحقق، رغم ما اكتنفها من المآسي في العقود الماضية، والتجارب السابقة كفيلة بأن تضع الإنسانية أمام مسؤولياتها التاريخية.