بقلم - علي العمودي
صرح جديد للمعرفة والعلوم ترتفع قواعده من أبوظبي عاصمة النور والتسامح والإنسانية، بإصدار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قانوناً بتأسيس جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وقرار صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي قراراً بتشكيل مجلس أمناء الجامعة الوليدة، برئاسة معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي. وكذلك الإعلان عن تعيين معالي الشيخ عبدالله بن بيه رئيساً للمجلس العلمي الأعلى للجامعة.
جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية منارة جديدة تضاف لمنارات العلم الشامخة التي تزين جيد الوطن، وتهدف إلى «دعم مسيرة التنمية والتطوير والبحث العلمي بالبرامج والمساقات الأكاديمية في الدراسات والعلوم الاجتماعية والإنسانية والفلسفية».
جاء تأسيس الصرح العلمي الجديد ليجسد الاهتمام الكبير الذي توليه قيادتنا الرشيدة للعلم باعتباره المفتاح الأساسي لتحقيق نهضة وتطور الدولة وبناء أجيال تتمتع بقوة المعرفة، وهي الرهان لمواصلة مسيرة التقدم والنماء والازدهار، أجيال تُعلي شأن الوطن وترفع راياته، وتعبر به نحو المستقبل.
تكتسب الجامعة الوليدة أهمية خاصة كونها تحمل اسم صاحب الرؤية الثاقبة الذي جعل من التعليم وتطويره الهاجس الأهم والركيزة الأساسية، باعتباره الاستثمار الأكبر لبلوغ طموحات وتطلعات القيادة الرشيدة، وبالأخص رؤية أبوظبي 2030 وبناء اقتصاد المعرفة، ومعها أجيال تحتفل بتصدير آخر شحنة للنفط، كما عبر عن تلك الرؤية منذ أكثر من خمسة أعوام، وضمان تنويع مصادر الاقتصاد الوطني وتحقيق الاستدامة الشاملة.
الصرح الوليد يعد الثاني الذي يحمل الاسم المبارك لصاحب الرؤية- بعد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والتي تعنى بكل ما يتعلق بهذا العلم الجديد واستخداماته وتطبيقاته التي تطال كل مناحي الحياة حاضرا ومستقبلا- يأتي ليؤكد حرص قيادتنا الحكيمة على العلوم الاجتماعية، وبالذات في مجالات الفلسفة والأخلاق لما لها من أهمية ودور كبير في نشر قيم التسامح والإخاء والتعايش والانفتاح على الثقافات والحضارات. حرص أتاح لوزارة التربية والتعليم إعادة تدريس مادة الفلسفة في مدارسنا من جديد، اعتباراً من العام الدراسي المقبل لتهدف ضمن ما تهدف إليه من ترسيخ للهوية الإماراتية وإغنائها بالانفتاح العقلاني على الثقافات الإنسانية، و«تقبل الآخر واحترامه واحترام آرائه والقدرة على مجادلته من دون تعصب أو عنف أو تبعية».