بقلم - علي العمودي
ونحن على أعتاب اليوبيل الذهبي لقيام الإمارات، كان ذلك الاحتفال الضوئي المهيب مساء يوم تاريخي من أيام هذا الوطن الغالي، الثاني من ديسمبر برعاية قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبحضور قادتنا حفظهم الله في منطقة غابات القرم من عاصمتنا الحبيبة أبوظبي، حمل الاحتفال واحتفالات اليوم الوطني عنوان «غرس الاتحاد» بما يمثله من قيم الوفاء للغرس الطيب للآباء المؤسسين. احتفالية جميلة لخصت منجزات عظيمة ونحن نمضي لإسدال الستار على عام الاستعداد للخمسين ونستعد لاستقبال أول أيام الخمسين القادمة المباركة بإذن الله.
في ذات يوم احتفال «غرس الاتحاد» كنا نحتفي بثمار غرس من غرسه الطيب، تمثل في نجاح الكوادر والسواعد المواطنة في إطلاق أحدث الأقمار الاصطناعية الإماراتية «عين الصقر» والذي جاء ليؤكد في ذلك اليوم المبارك حجم التصميم والنجاح الإماراتي في تجاوز التحديات، وليرسخ مكانة الإمارات في هذا القطاع الواعد.
«عين الصقر» استغرق تصنيعه 5 سنوات، ونفذه «فريق إماراتي يضم خبرات وكفاءات مواطنة عالية من القوات المسلحة في مجال إدارة المشاريع الضخمة وهندسة الأنظمة العسكرية والفضائية، وتم دمج خبراء وفنيين مواطنين وأجانب في مجال التصنيع الفضائي مع نخبة من المهندسين الإماراتيين الشباب».. وقد مر المشروع بعدة مراحل حتى تلك اللحظة الحاسمة والمتمثلة في الإطلاق الناجح، لحظة عبَرت بنا نحو آفاق جديدة يشمخ أمامها الإنجاز والغرس الطيب للاتحاد، وحيث تصبح الأحلام حقيقة، كحلم ارتياد الفضاء الذي تحدث عنه في «غرس الاتحاد» هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي، وليحقق «حلم زايد».
في أقل من خمسين عاماً أصبح للإمارات 12 قمراً اصطناعياً إضافة إلى عدد من الأقمار المكعبة الصغيرة للأغراض التعليمية والبحث العلمي والتطوير في مجالات تقنيات الفضاء، و«عين الصقر» سيكون الرابع من نوعه للدولة المخصص لغايات الرصد، معززاً مكانة الإمارات كمركز للأقمار الاصطناعية المتقدمة.
كما أنها تحث الخطى لاستكشاف المريخ من خلال «مسبار الأمل» الذي يعد الأول إماراتياً وعربياً ويصل إلى مدار الكوكب العام 2021، بالتزامن مع احتفالات الدولة بيوبيلها الذهبي.. محطات متفردة من حصاد «غرس الاتحاد» وروح البذل والعطاء التي تميز قصة بناء الإمارات لتغدو صرحاً شامخاً، وتقطف ثمار ذلك الغرس الطيب الأصيل الأجيال المتعاقبة في «وطن اللا مستحيل» حماه الله.