بقلم - علي العمودي
نحتفي اليوم بيوم من أيامنا الوطنية الساطعة في الذاكرة والوجدان، ونحن نتوقف أمام محطة مضيئة ملهمة من محطات الضياء والإلهام تمثل أغلى صور البذل والعطاء للإنسان الإماراتي في سبيل الإمارات ومجدها، وهو يقدم روحه فداء للوطن وإعلاء رايته في ميادين الشرف والواجب.
يوم الشهيد الإماراتي سانحة ليست فقط لاستذكار عطاءات وتضحيات رجال هم «أحياء عند ربهم يرزقون»-(صدق الله العظيم)- وخالدون في قلوبنا، وإنما مناسبة يتجدد فيها عهد الولاء والانتماء للوطن والقيادة بأن نمضي جميعاً على ذات الدرب في الذود عن تراب الإمارات الطاهر، أوفياء لذات المسار والقيم والمبادئ التي استشهدوا لأجلها انتصاراً للحق وتلبية لنداء الواجب والنهج الذي قامت عليه الإمارات عوناً وسنداً للشقيق والصديق.
نستذكر بكل إجلال ووفاء محطات ساطعة من العطاء ودروساً قيمة في حب الوطن مع استشهاد أول شهيد إماراتي، في ليلة غدر الجار بجاره لاحتلال جزرنا الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، عشية إعلان قيام دولة الإمارات منذ49 عاماً خلت. ونستذكر كل الإسهامات الجليلة لقواتنا المسلحة في محطات عدة، وهي تقف مع الأشقاء والأصدقاء في مهمات عظيمة لدحر الظلم والعدوان وتحقيق السلام والاستقرار.
كما نستذكر شهداء الإنسانية الذين قدموا أرواحهم وهم ينقلون جود وعطاء الإمارات لمحرومين أنهكتهم ظروف الحروب العبثية والإرهاب، وحالت دون حصولهم على أبسط احتياجاتهم من الغذاء والدواء في بعض المناطق المضطربة من العالم، متحدين المخاطر والتهديدات لمساعدة أخوة لهم في الإنسانية. شاهدنا كيف كانوا يتنقلون بين حقول الألغام وتحت دوي القذائف والمدافع، وفي مناطق ضربتها السيول والأعاصير والزلازل ليصلوا بالمساعدات الإغاثية والإنسانية لمن هم في أمس الحاجة إليها.
نحيي بالمناسبة الدور الكبير الذي يقوم به مكتب شؤون أسر الشهداء بديوان ولي عهد أبوظبي، وهو ينهض بمسؤولية عظيمة بكل همة واقتدار لرعاية أبناء وبنات وذوي الشهداء ومتابعة كافة احتياجاتهم في أبلغ ترجمة لحرص قيادتنا الرشيدة على حسن الاعتناء والرعاية بهم، امتداداً لتقدير تضحيات أولئك الأبطال، وبأن ما قدموه سيظل دائماً موضع تكريم وتبجيل على مر الأعوام والسنين، راسخاً في الأفئدة، محفوراً في ذاكرة الأجيال.
في هذا اليوم الخالد، ونحن نترحم على شهدائنا البررة، نجدد العهد بأن نظل أوفياء لهم ولتضحياتهم لتبقى راية الإمارات خفاقة عالياً في ذرى الأمجاد.