بقلم - علي العمودي
شهدت عاصمة الإنسانية خلال الأيام القليلة الماضية ولادة «ائتلاف الأمل» الذي أطلقته أبوظبي دعماً للجهود العالمية في توزيع لقاحات فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» لجميع أنحاء العالم. خطوة تترجم الحرص الإماراتي على مشاركة العالم في مواجهته لهذه الجائحة وتصدر تلك الجهود من خلال المشاركة في البحوث العلمية والتجارب الخاصة باكتشاف لقاح للفيروس.
«ائتلاف الأمل» الذي تقوده وتشرف عليه دائرة الصحة في الإمارة -ويضم الاتحاد للشحن وموانئ أبوظبي وشركة «رافد» لمشتريات الرعاية الصحية التابعة لـ«القابضة ADQ» بالإضافة إلى شركة سكاي سيل السويسرية- سيتولى تأمين الخدمات اللوجستية بطاقة استيعابية سنوية للتعامل مع أكثر من 6 مليارات جرعة لقاح عالمي. وقد نجح في نقل خمسة ملايين لقاح خلال شهر نوفمبر الجاري بإشراف الدائرة.
ولادة الائتلاف يعد خطوة تواكب الارتفاع المتوقع في الطلب على الخدمات اللوجستية لنقل اللقاحات مع الأخذ في الاعتبار المتطلبات الخاصة بنقلها مما يعزز مكانة أبوظبي كمركز لوجستي عالمي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي وبنية تحتية متطورة تضم شبكة من الطرق والمواصلات والموانئ والمطارات.
مساهمة إماراتية جديدة تضاف للدور المتميز الذي نهضت به الإمارات منذ ظهور الجائحة، وهي تقدم أطناناً من الإمدادات والمواد والمعدات لأكثر من 119 دولة حول العالم استفاد منها نحو 1.6 مليون من العاملين في المجال الطبي.
«ائتلاف الأمل» يواكب السباق العالمي الذي تخوضه البشرية لضمان وصول اللقاحات للفئات المستهدفة في مختلف أنحاء العالم في أسرع وقت وأفضل الظروف وبأقل التكاليف، آخذين بعين الاعتبار الظروف التخزينية المطلوبة، وقد «حشد الائتلاف إمكانياته وخبراته لتوفير الخدمات اللوجستية للتعامل مع مليارات الجرعات اللقاحات العالمية التي يتم تطويرها وتصنيعها حالياً، تضم جرعات فردية أو متعددة، وتخزينها في درجات حرارة باردة وفائقة البرودة في عام 2021، مع زيادة العدد إلى أكثر من 3 أضعاف العدد الحالي مع نهاية العام المقبل، لتصبح إحدى أكبر السعات التخزينية واللوجستية في العالم والأكبر على صعيد المنطقة».
وعندما نتحدث عن القدرات نشير - كمثال- لجيل جديد من الحاويات اللوجستية المتطورة المخصصة لقطاع الأدوية، حيث يمكن ضبط درجة حرارتها ومراقبتها عن بُعد، وجرى الإعلان عن تعاون الشركة المصنعة مع الائتلاف لإنشاء مركز إقليمي للخدمات والتصنيع في أبوظبي.
كل التحية والتقدير للجنود المجهولين الذين يعملون ليل نهار للتصدي للجائحة وتظل الإمارات عاصمة للإنسانية.